بوش والمالكي يتفقان على تحديد افق لرحيل الجنود الاميركيين عن العراق

TT

اتفق الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على تحديد "افق زمني"، وليس تاريخا محددا، يغادر الجنود الاميركيون قبل انقضائه العراق، على ما اعلن الجمعة البيت الابيض.

ويبدو هذا الموقف المعلن اشبه برفض لمطالب كل اولئك الذين دعوا في الولايات المتحدة والعراق الى تحديد تاريخ او جدول زمني لسحب القوات الاميركية من العراق

ولمطالبة الكثير من العراقيين برحيل فوري لهذه القوات التي يعتبرونها قوات "احتلال".

ويمكن النظر الى هذا الموقف على انه تسوية اقدم عليها الرئيس بوش الذي رفض باستمرار تحديد مهل لرحيل قواته من العراق.

واتفق بوش والمالكي خلال احدى مؤتمراتهم عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة الخميس على فكرة "افق مؤقت عام لتحقيق الاهداف المنشودة" مثل "مواصلة تقليص القوات المقاتلة الاميركية في العراق"، بحسب ما جاء في بيان للبيت الابيض.

واضاف البيان الذي نشر في توكسون (اريزونا) حيث يوجد بوش ان الرجلين "اتفقا على ان الاهداف يجب ان تستند الى تحسن الظروف الميدانية وليس الى تاريخ اعتباطي للانسحاب".

وبشكل اعم اتفق المالكي وبوش على "الطريقة التي يجب ان تتبع للانتهاء باسرع ما يمكن" من المفاوضات الهادفة الى ابرام شراكة بعيدة الامد بين البلدين ليس فقط على المستوى العسكري بل على الجانبين الاقتصادي والسياسي ايضا.

وتتفاوض الحكومتان بشأن هذه الشراكة وجانبها الاهم والمتمثل في شروط الوجود العسكري الاميركي بعد 31 كانون الاول/ديسمبر 2008 مع نهاية تفويض الامم المتحدة

الذي يعمل الجنود الاميركيون بمقتضاه.

ويأتي هذا الاعلان الاميركي في توقيت هام مع وصول حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية الى اوجها. ويثير الوضع في العراق خلافا كبيرا بين المرشح الجمهوري

المؤيد لبوش، جون ماكين والمرشح الديمقراطي باراك اوباما.

ووعد اوباما بسحب كافة القوات المقاتلة في غضون 16 شهرا في حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة. وستحظى زيارته المقبلة للعراق بالكثير من الاهتمام.

وسيكون على الرئيس بوش الذي لم يبق له الا ستة اشهر في البيت الابيض ان يقرر قريبا ما اذا كان سيواصل تقليص عدد الجنود في العراق. وقد اعادت الولايات المتحدة مؤخرا التعزيزات التي ارسلتها في 2007 لمنع العراق من ان يغرق في الفوضى.

ويشير بيان البيت الابيض الى التقدم الذي تحقق في جميع المجالات منذ 2007.

بيد ان الحرب على العراق ما زالت موضع انتقاد شعبي في الولايات المتحدة.

ورغم ذلك يتصدي بوش منذ اشهر لمحاولات خصومه ان يفرضوا عليه جدولا زمنيا لسحب القوات الاميركية من العراق.

وبالتالي فان الاتفاق مع المالكي على "افق زمني" يمكن ان يشكل نجاحا لبوش خاصة وان البيان يتحدث عن تقليص عديد القوات وليس سحبها. وهو لا يتحدث الا عن القوات المقاتلة الامر الذي لا يستثني الابقاء على قوات تدريب او وحدات اسناد جوي او لوجستي.

وكان بعض القادة العراقيين طالبوا في الاونة الاخيرة بتحديد تاريخ للانسحاب قبل تخفيف اللهجة لاحقا.

ومع ذلك فان الرواية التي قدمها الجانب العراقي للمؤتمر عبر الدائرة التلفزيونية الخميس، اشارت الى "مهلة محددة للنقل الكامل لمسؤولية الامن الى ايدي القوات العراقية بهدف تقليص عدد الجنود الاميركيين في العراق والبدء لاحقا بسحبهم".

من جهة اخرى لم يشر البيت الابيض الى هدف، حدد سابقا، بالتوصل الى انهاء المفاوضات الخاصة بالوجود الاميركي قبل نهاية تموز/يوليو. كما لم يشر الى "اتفاق بشأن وضع القوات" الذي يريد التوصل اليه كما حدث مع العديد من الدول الاخرى.

وبالنسبة للمالكي فان ما يشغله هو عواقب مثل هذا الاتفاق حيث يبدو ان مسالة السيادة ستكون اكبر محاور الانتخابات المحلية في الخريف المقبل في العراق.