50 ألمانياً بمعسكرات «القاعدة» في أفغانستان

TT

قال يورغ تسيركه، رئيس شرطة الجنايات الألمانية، أن ألمانيا كانت أكثر من مرة قاب قوسين أو أدنى من التعرض إلى عمليات إرهابية كارثية. وأكد تسيركه أنه لا يستطيع نفي إمكانية الإرهابيين استهداف ألمانيا رغم عدم تعرضها لأية عملية منذ 11 سبتمبر (أيلول) 2001.

وكشف تسيركه، في مقابلة نشرتها صحيفة «تاجيسشبيغل» البرلينية اليومية، اول من أمس، عن وجود حوالي 50 ألمانياً ـ إسلامياً يتلقون التدريبات العسكرية في معسكرات سرية للمنظمات الإرهابية في أفغانستان. وتم تجنيد هؤلاء الأفراد، وكلهم من الشباب، من قبل منظمة «اتحاد الجهاد الإسلامي» واستقبلتهم في أفغانستان منظمات سرية تابعة لحركة طالبان و«القاعدة» السرية. وهناك تحقيقات جارية حالياً مع 200 شخص، تم تصنيفهم ضمن الأفراد الخطرين، ومن ذوي الخلفيات المتشددة. وتكشف معلومات الشرطة الألمانية أن عددا من هؤلاء المتدربين نجحوا في العودة إلى المانيا ويحضرون لعمليات إرهابية. وكشفت التحقيقات مع خلية «زاورلاند»، التي ضمت ألماناً ـ مسلمين، وصول بعض المتطوعين إلى أفغانستان، وتخشى مشاركتهم في عمليات انتقامية ضد الوحدات الألمانية المشاركة هناك في إطار القوة الدولية.

واعتبر تسيركه منظمة «اتحاد الجهاد الإسلامي» الجناح العسكري لـ«القاعدة» في غرب اوروبا. وعثر المحققون في كومبيوتر اريك بايننغر، رئيس خلية «زاورلاند»، على معلومات حول هذه العلاقة. وتتبع خبراء الكومبيوتر مصادر المراسلات الإلكترونية بين أفراد الشبكة واستطاعوا تحديد الصلات جزئياً. وسبق لمواقع إسلامية على علاقة بـ«القاعدة» أن عرضت فيلم فيديو يظهر اريك بايننغر وهو يوجه تهديدات بتنفيذ ضربات رهابية في ألمانيا.

وتشير كافة الدلائل المتوفرة حتى الآن على أن الشاب الألماني اريك بايننغر، 20 سنة، يحذو حذو رفيقه التركي كونيت سيفتكي، 28 سنة، الذي نفذ عملية انتحارية في خوست يوم 3 مارس الماضي أودت بحياة جنديين أميركيين وجنديين أفغانيين. وينتمي بايننغر إلى تنظيم «اتحاد الجهاد الإسلامي» الذي اعتقلت السلطات الألمانية 7 من أفراده خلال سنتين. وأرسل بايننغر، الذي تحول إلى الإسلام قبل عام فقط، رسالة إلكترونية إلى والديه يودعهما بالقول إنه لن يعود إلى ألمانيا بعد الآن، وأنه بصدد «تنفيذ عملية جهادية أخيرة». ونشر موقع «زمن الجهاد الإسلامي» التركي يوم الثلاثاء الماضي فيلم فيديو قصيراً يظهر بايننغر أثناء أداء التدريبات العسكرية في معسكر ما بين الجبال ويدعو المسلمين الألمان إلى الجهاد.

تصنف دائرة حماية الدستور «اتحاد الجهاد الإسلامي» ضمن المنظمات المتطرفة وتقدر عدد أعضائه في ألمانيا بنحو 300 شخص. وتتخصص هذه المنظمة، حسب رأي المحققين، في كسب وتجنيد الألمان الذين اعتنقوا الإسلام.