نائب نجاد: لا نكن أي عداء للشعب الإسرائيلي والإسرائيليون لا يرتدون أحذية عسكرية في الشارع

اتصال هاتفي بين سولانا وجليلي حول المفاوضات

TT

وسط تشاؤم من موافقة إيران على عرض الحوافز الغربية لها، اجرى مسؤول السياسة الخارجية والامنية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ومسؤول الملف النووي الإيراني، سعيد جليلي، مباحثات هاتفية امس حول تطورات الملف النووي الإيراني. ويأتي ذلك فيما نقلت وكالة «فارس» الإيرانية عن رئيس مجلس الشورى الايراني (البرلمان) علي لاريجاني قوله امس ان ايران ليست صديقة للشعب الاسرائيلي، وذلك ردا على ما كان اعلنه احد مساعدي الرئيس محمود احمدي نجاد. وقال لاريجاني وهو من التيار المحافظ «لسنا اصدقاء شعب اسرائيل» مؤكدا ان رأيه «يتطابق مع رأي المرشد الاعلى» للجمهوية آية الله علي خامنئي. وكان رئيس مجلس الشورى يرد على تصريح، هو الثاني من نوعه، لمساعد الرئيس الإيراني اسفنديار رحيم مشائي نشرته صحف ومواقع إيرانية امس. ونسبت صحيفة «كارغوزاران»، المعتدلة المقربة من تيار رئيس مجلس الخبراء هاشمي رفسنجاني، الى مشائي قوله امس «لقد اعلنت سابقا اننا لا نكن اي عدائية للشعب الاسرائيلي وأكرر هذا القول بكل اعتزاز». وقال مشائي، وفقا للصحيفة، ان «الاسرائيليين لا يرتدون الاحذية العسكرية في الشوارع». ومشائي ليس فقط نائب احمدي نجاد، بل هو ايضا نسيبه، اذ اقترن نجله بابنة الرئيس الإيراني. وكان مشائي قد اثار ضجة في الاوساط السياسية بقوله منتصف يوليو (تموز) الماضي ان «ايران صديقة لشعب اسرائيل»، اذ انتقدته وسائل اعلام ايرانية وسياسيون محافظون، ما اضطره للعودة لاحقا لاعلان ان كلامه اسيئ تفسيره. ولا يتواني احمدي نجاد عن شن هجمات كلامية على اسرائيل واصفا اياها بـ«الجثة النتنة»، كما يشكك في حقيقة المحرقة اليهودية ابان الحرب العالمية الثانية.

ويأتي ذلك فيما ناقش جليلي وسولانا برنامج طهران النووي في محادثات هاتفية امس. لكن مسؤولا من الاتحاد الاوروبي أفاد بأنه لم يحدث تغيير في الخلافات بين الطرفين.

وذكر مجلس الامن القومي الايراني أن جليلي وسولانا اتفقا على مواصلة محادثاتهما. وأضاف في بيان امس «في هذا الحوار الهاتفي أبديا الرضا ازاء الاتجاه البناء للمفاوضات التي جرت في جنيف والاتصالات التالية، ووصفا الاتجاه في هذه المفاوضات بالبناء. كما افاد التلفزيون الايراني بان جليلي وسولانا «اتفقا على مواصلة المفاوضات الثنائية ضمن اجواء بناءة».

إلا أن مسؤولا من مكتب سولانا قدم رؤية أقل تفاؤلا ازاء الحوار قائلا «لم يتغير أي شيء. نحن ملتزمون بالمسار المزدوج. ما زالت قنوات الاتصالات مفتوحة». وأجاب المسؤول ردا على سؤال عن المسار المزدوج «من ناحية فإن الضغط مستمر من أجل فرض مجلس الامن عقوبات على ايران، ولكن من ناحية أخرى نعرض الحوار. نعرض على الايرانيين الحضور الى مائدة المفاوضات لمناقشة حزمة الحوافز التي جرى عرضها عليهم». وفي بروكسل قال مصدر اوروبي «لا نزال نأمل في تسوية هذه المشكلة مع طهران عبر الحوار، لكن اذا لم يكن ذلك ممكنا فيجب المضي في طريق العقوبات في مجلس الامن الدولي» واضاف ان «الهدف هو إبقاء باب الحوار مفتوحا مع طهران عبر اتصالات».

وكان متحدث باسم الحكومة الايرانية قد ذكر اول من امس أن بلاده لن تغير موقفها النووي في مواجهة عقوبات جديدة. وعرضت القوى العالمية الست وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا حزمة جديدة من الحوافز على طهران تتضمن اقتراح التجميد مقابل تجميد فرض المزيد من العقوبات اذا جمدت ايران توسيع أنشطتها النووية. وصرح دبلوماسيون غربيون بأن الامر سيحتاج الى شهور من الجهد الدبلوماسي الصبور للتوصل لتوافق في الاراء بخصوص جولة رابعة من العقوبات تفرضها الامم المتحدة على ايران بعد أن احتاج الامر لستة شهور للتفاوض على أحدث اجراءات أقرها مجلس الامن في مارس (اذار)، إلا أنهم قالوا ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي قد يمضيان قدما في اجراءات جديدة تستهدف البنك المركزي الايراني مع فرض في الوقت ذاته قيود على الاستثمارات في ايران وعلى الصادرات الى قطاع النفط والغاز.

وابدت ايران استعدادها في الخامس من اغسطس (اب) لتقديم «رد واضح على عرض الدول الست» بشرط ان تتلقى توضيحات حول عرضها. وتنتظر ايران ايضا رأي القوى الكبرى حول الاقتراحات التي قدمتها كمبادرة لتسوية مشاكل العالم وبينها مسألة انتشار الاسلحة النووية. وتعتبر الجمهورية الايرانية ان المحادثات مع سولانا يجب ان تنحصر بالنقاط المشتركة بين العرضين. ونفت روسيا ان تكون القوى الكبرى قد اتفقت على تشديد العقوبات ضد ايران في مجلس الامن. في المقابل قررت دول الاتحاد الاوروبي تطبيق العقوبات المفروضة اساسا على طهران بموجب القرار 1803 الصادر عن مجلس الامن، بشكل حازم اكثر مما ينص عليه القرار. ويجري سولانا مباحثات مع المفاوضين المتعاقبين في الملف النووي الايراني منذ صيف 2006 حين قدم للمرة الاولى عرض التعاون باسم القوى الكبرى لطهران.

من ناحيته، اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امس عند استقباله نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ان ايران تعتزم مواصلة برنامجها النووي رغم مخاطر تشديد العقوبات الدولية عليها. وقال بحسب موقع التلفزيون الايراني على الانترنت ان «القوى الكبرى فهمت تماما ان البرنامج النووي الايراني السلمي لن يتوقف ابدا وليس لديهم من خيار اخر غير مواصلة الحوار مع ايران». واضاف احمدي نجاد «رغم التهديدات والعقوبات من قبل بعض القوى الكبرى، فان امتنا قوية وتواصل حياتها لان (هذه الدول) لا يمكنها عرقلة طريقنا نحو التقدم».

وأبلغ نجاد بوتفليقة بوجوب ايجاد بديل للامم المتحدة. وقال «لم يعد مجلس الامن التابع للامم المتحدة قادرا على تسوية الصراعات والتحديات الدولية بطريقة عادلة، وأنه يعمل فقط على خدمة مصالح القوى العالمية». وأضاف قائلا «لذلك يجب البحث عن بدائل لإدارة شؤون العالم»، مشيرا الى أدوار ممكنة لإيران والجزائر في ذلك النظام العالمي الجديد.