كل شيء مشروع في الأولمبياد بغرض عكس الصورة المثالية

المسؤولون الصينيون يقررون استبعاد طفلة بسبب شكل أسنانها ويملأون مقاعد المتفرجين بمشجعين مأمورين

بدلا من استخدام الالعاب النارية لرسم صورة أقدام عملاقة.. استخدم مخرج الحفل خدعا كمبيوترية لإيهام المشاهدين
TT

انشغلت وسائل الاعلام البريطانية بمتابعة أولمبياد بكين، ربما بدافع المتابعة الضرورية لمثل هذا الحدث الضخم، وربما للاستعداد الذهني لأولمبياد لندن في 2012. وبدت المقارنات منذ اليوم الأول، ومع حفل الافتتاح المذهل اذ انطلقت عبارات مثل «ماذا ستفعل لندن المسكينة، عندما يحين دورها؟». ويرى البعض ان الخوف من المقارنة، هو الدافع وراء تصيد الأخطاء في فعاليات الأولمبياد.

ولكن بعد يومين من الافتتاح الذي أدهش الملايين حول العالم، ظهرت قصص حول «فبركة» بعض الاحداث في الاولمبياد ما دفع وسائل الاعلام الصينية والعالمية الى التعليق بالكثير من الانتقاد. من تابع وقائع حفل الافتتاح لا بد أن يذكر الأثر، الذي تركته عرض الالعاب النارية التي تجلت على شكل أقدام عملاقة في تعبر سماء بكين متجهة الى الاستاد الاولمبي وصورتها الكاميرا من طائرة هليكوبتر. ولكن مدير الفريق الفني لحفل الافتتاح غاو زيالونغ صرح بالأمس، أن الاقدام العملاقة كانت مجرد صورة مركبة عن طريق الكمبيوتر. وقال إن الالعاب النارية التي تشكلت على هيئة أقدام عملاقة كانت رسوما مصممة عن طريق الكمبيوتر، وذلك لصعوبة تصوير العرض الأصلي. ورغم ان الكثيرين رأوا في ذلك التلاعب غشا لا يتلاءم الروح الرياضية، الا ان الكثير في الصين لا يرون غضاضة في ذلك، طالما ان الاثر النهائي كان جيدا.

ولكن المفاجآت لا تنتهي مع ذلك الخبر، فقد ظهر ان التلاعب طال أيضا المغنية الصغيرة، التي أدت أغنية وطنية في الافتتاح. فقد اعترف المسؤولون بالأمس ان الطفلة الصغيرة ذات الرداء الأحمر والابتسامة الصبوحة، التي سحرت المشاهدين، لم تكن تغني بصونها، بل كانت تحرك شفتيها فقط على كلمات الأغنية التي أدتها طفلة أخرى، لم يكن لها حظ الظهور في الحفل بسبب ان شكلها كان «غير ملائم» بمعنى انها لم تكن جميلة. وقد أدلى المدير الموسيقي تشين كيغانغ بحديث لراديو بكين، اعترف فيه بأن صاحبة الصوت كانت الطفلة يانغ بيي، التي فازت على منافساتها في مسابقة لاختيار من ستغني لآلاف المشاهدين أغنية «ترنيمة للوطن». وأضاف المدير ان قرار استبعاد الطفلة، جاء بعد ان شاهد أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب الحاكم احدى البروفات، وقال إن الفتاة قد تمتلك الصوت المناسب، الا انها غير مناسبة للظهور في الحفل بسبب أسنانها غير المستوية. وقال كيغانغ «جاء التعليق في اللحظة الأخيرة، وكان لا بد من إيجاد حل، فقد أجرينا العديد من البروفات وعند إجراء البروفة الاخيرة، حضر العديد من الشخصيات المهمة، ومنها أحد اعضاء المكتب السياسي للحزب الحاكم، الذي أعلن الحكم النهائي الذي لا رجعة فيه، وكان علينا ان نجد الحل باستبدال الفتاة بأخرى مناسبة من حيث الشكل».

ولكن كيغانغ لا يجد في ذلك القرار، إجحافا بحق الفتاة الصغيرة، التي استبعدت فالاحتفال كما يقول لا بد من ان يكون خاليا من العيوب، فالفتاة التي ستظهر أمام الملايين لا بد من أن تكون مثالية الشكل «فنحن نحمل مسؤولية تمثيل الصين، وهذا الحل الذي توصلنا اليه في صالح الأمة، وأعتقد اننا انصفنا الفتاتين، وانتهينا بالشكل المثالي والصوت المثالي والصورة المثالية أمام العالم».

ولكن الرغبة في تقديم الصورة المثالية، لم تقف عند ذلك، فحتى لا تظهر المدرجات خالية خلال بعض الالعاب، فقد تمت تعبئة المدرجات بمشجعين مخصوصين، يرتدون زيا موحدا، والطريف ان هؤلاء الأشخاص كان من المطلوب منهم تشجيع الفريقين بشكل متساو، ومغادرة اماكنهم اذا ظهر أصحاب المقاعد الأصلية.