«المطرقة».. عملية أمنية جديدة في البصرة لتأمين الحدود البرية والبحرية مع إيران

قائد بريطاني سابق: الوضع تحسن في المدينة وبإمكان جنودنا أكل الكباب في الشوارع

TT

كشف مصدر أمني في محافظة البصرة، أمس، أن الأجهزة الامنية وقوات الجيش وبمساندة القوات المتعددة الجنسيات، بدأت بالتحضر للشروع بتنفيذ خطة أمنية جديدة تحمل اسم «المطرقة» لإحكام السيطرة على الحدود العراقية الايرانية في الجنوب، فيما قال قائد القوات البريطانية في المدينة الذي انتهت مهمته ان تحسن الوضع الامني في البصرة بشكل مطرد سيسمح لبريطانيا بتنفيذ خططها لمواصلة خفض قواتها هناك العام المقبل.

وقال المصدر الامني، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ«الشرق الاوسط» إن «الخطة تهدف الى احكام السيطرة على الحدود الشرقية البرية منها والبحرية للمحافظة ومنع دخول المتسللين وإيقاف عمليات ادخال الاسلحة والتهريب التي تشكل مصدر قلق للحكومة العراقية خلال الخمسة اعوام الماضية». من جانبها، أعلنت القوات البريطانية المتمركزة في قاعدة مطار البصرة أنها ستدفع بالمزيد من قواتها الى الجهة الشرقية لمجرى شط العرب لتأمين الحدود العراقية مع إيران.

وأوضح الكابتن كريس فورد المتحدث باسم القوات البريطانية في البصرة في بيان وزع على الصحافيين، ان «القوات المتعددة الجنسية سترسل المزيد من القوات الى الجهة الشرقية لمجرى شط العرب لتوفير المزيد من الدعم لقوات الحدود العراقية في مهماتها لتأمين الحدود العراقية مع إيران».

وأضاف فورد ان «القوات البريطانية ستشارك قوات الحدود العراقية في منع تهريب الأسلحة وغيرها من المواد الخطرة عبر الحدود، فضلا عن تعزيز السيطرة على نقطة العبور الحدودية في الشلامجة».

ولم يكشف فورد موعداً محدداً لتحرك هذه القوات، لكنه أشار الى أن هذه الإجراءات تأتي في اطار «التزام القوات المتعددة الجنسية بمواصلة دعمها لقوات الأمن العراقية في حماية البصرة من التهريب وترسيخ الأمن».

وتحتفظ القوات البريطانية حاليا بقوة تقدر بنحو 4100 جندي تنوي تخفيضها العام المقبل الى المئات.

الى ذلك، ذكر تقرير لوكالة رويترز أن الميجر جنرال بارني وايت سبانر قائد القوات البريطانية في العراق الذي انتهت مهمته، قال ان تحسن الوضع الامني في مدينة البصرة بشكل مطرد سيسمح لبريطانيا بتنفيذ خططها لمواصلة خفض قواتها هناك العام المقبل.

وأضاف الميجر جنرال سبانر، الذي عاد الى لندن الاسبوع الماضي بعد ان قاد القوات البريطانية في البصرة لمدة ستة أشهر، ان الامن تحسن الآن الى درجة أن الجنود يمكنهم التوقف في شوارع المدينة وتناول الكباب.

وأبلغ وايت سبانر مراسلين عسكريين في مقابلة ان «التغيير في البصرة ملحوظ جدا... مع تحسن الوضع في العراق بشكل مطرد فان هذا سيسمح بتخفيضات للقوات.. الأوضاع الآن تبدو وكأن التغيير الجوهري للمهمة سيكون بالامكان أن يحدث العام المقبل».

من جهتها، قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن الجنرال وايت سبانر رسم «صورة وردية» عن المدينة، مشيرا الى ان الاوضاع في المدينة في تحسن من خلال تضاعف أسعار العقارات وإعادة افتتاح مطاعم على امتداد الكورنيش، وعودة كويتيين أثرياء.

ونقلت الصحيفة عن وايت سبانر أن أسعار البيوت ارتفعت منذ مارس (آذار) الماضي. وان سعر البيت إلى 90.000 جنيه استرليني.

كما أشار وايت سبانر الى عودة النازحين من السنة والمسيحيين الى المدينة؛ في اشارة الى عودة الأمن اليها. ووفقا للصحيفة، فان العراقيين يرون صورة مغايرة للمدينة. فمن وجهة نظرهم فان الأمن ما زال غير مستتب وان الاغتيالات عادت الى المدينة وانها طالت مؤخرا خمسة حلاقين.

وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون أبلغ البرلمان الشهر الماضي ان «تغييرا جوهريا» لمهمة القوات البريطانية في العراق سيحدث اوائل 2009 بما يسمح بمواصلة خفض اعداد الجنود، رغم انه لم يحدد حجم أي خفض للقوات او اطارا زمنيا.

وكانت بريطانيا تعتزم خفض عدد جنودها الى 2500 بحلول بداية هذا العام، لكن تجدد العنف في البصرة أواخر العام الماضي أدى الى تأجيل تلك الخطط. وأبدت الولايات المتحدة ايضا تبرما من انسحاب سريع للقوات البريطانية.

ولمح مسؤولون عسكريون الى ان بريطانيا قد تخفض عدد قواتها الى أقل من 1000 جندي في النصف الاول من العام المقبل، رغم انه لم يتم حتى الآن اتخاذ أي قرارات. وسيسمح هذا الخفض للجيش بالتركيز على العمليات في أفغانستان، حيث يتمركز 8000 جندي بريطاني في مواجهة مقاومة شديدة من مقاتلي حركة طالبان.