الأميركي يخفف استخدام السيارات ويرفض التغيير في سلوكه الاستهلاكي

استهلاك 400 مليون غالون بنزين فقط في الأشهر الثلاثة من 2008 يقلق وزارة النقل

في شهر يونيو قاد الاميركيون مسافة اقل بـ 7.4 في المائة من الكيلومترات خلال نفس الشهر من العام الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

رغم الأزمة الاقتصادية التي تعصف في العديد من دول العالم إلا ان الأميركيين غير مستعدين للتنازل عن مواد وتصرفات استهلاكية اعتادوا عليها، كما افادت دراسة نشرتها مجموعة «يونيليفر» للمواد الغذائية ومستحضرات التجميل. إلا ان وزارة النقل الأميركية ابدت قلقها ازاء تدني الموارد المخصصة لتمويل الطرق السريعة في البلاد، وذلك بسبب تخفيف الاميركيين استخدامهم للسيارات منذ ثمانية اشهر نتيجة ارتفاع اسعار البنزين.

وقال 98 في المائة من الاشخاص الذين شملتهم الدراسة انهم لن يخفضوا مصاريفهم في ما يتعلق بشراء المواد الاساسية مثل مزيلات الرائحة والبطاريات والخضار المعلبة واللحوم والاسماك الطازجة والشامبو والصابون ومواد التنظيف وطعام الحيوانات وغيرها.

في المقابل، المواد الخمس التي ابدى الذين شملتهم الدراسة استعدادهم للتخفيف من استهلاكها هي مزيلات الروائح الخاصة بالمنازل والبسكويت والاطباق المجلدة والمشروبات الغازية.

وجاء فيها ايضا ان أكثر من 30 في المائة من المستهلكين باتوا يتناولون الطعام في المنزل بدلا من المطاعم اكثر من السابق.

وقال باراك أوباما المرشح الديمقراطي إن الزيادة المحتملة في الضريبة على دخول الأميركيين الاثرياء في ظل ادارته لن تتحقق قبل عشر سنوات في حين ان الحد الاقصى للضريبة على توزيعات الارباح والمكاسب الرأسمالية لن تزيد على 20 بالمئة.

هذه التفاصيل الجديدة التي عرضت في مقال رأي لمستشاري اوباما سناتور إلينوي، وفي مؤتمر على الهاتف مع الصحافيين، بينت وضوحا الى جزء مهم من سياسة اوباما الاقتصادية الذي اثارت انتقادات المرشح الجمهوري جون ماكين وخبراء وول ستريت، كما ذكرت وكالة رويترز للأنباء في تقريرها. ويعد ماكين، وهو سناتور عن اريزونا، بتأييد خفض الضرائب ويقول ان أوباما سيرفع الضرائب لتمويل البرامج الاجتماعية التي تعهد بدعمها في حملته الانتخابية. وقال مستشارون جمهوريون ان التفاصيل الضريبية التي اوضحها أوباما تمثل تحولا آخر في سلسلة التحولات السياسية للديمقراطيين. في حين قالت حملة أوباما إن خططه ستمثل خفضا ضريبيا صافيا أكبر من الذي اقترحه ماكين.

ولم يكن أوباما قد أعطى اطارا زمنيا لخطة قال انه سيدرسها لزيادة الضريبة على الدخل على الأميركيين الذين يتقاضون 250 الف دولار أو أكثر سنويا. وستستخدم حصيلة الزيادة الضريبية في تحسين برنامج الضمان الاجتماعي.

وأشارت دراسة «يونيليفر» الى ان 7 في المائة قالوا انهم سيخفضون مصاريفهم في مجال الصحة، و8 في المائة في مجال السكن، و55 في المائة في مجال التسلية، و50 في المائة في مجال العطل، و41 في المائة في مجال الالبسة. كما بينت احصائيات نشرها مكتب الاحصاء الرسمي البريطاني ان الأميركيين الذين يزورون بريطانيا اكثر من غيرهم من الجنسيات الأخرى بدأوا يقللون من زياراتهم هذا العام بسبب ضعف الدولار امام الجنيه الاسترليني. وبين المكتب ان عدد السياح منهم انخفض بمقدار 8 في المائة هذا الصيف. واوضح بيان صادر عن وزارة النقل الأميركية ان الاميركيين قادوا سياراتهم مسافة اقصر بـ 85 مليار كيلومتر مما فعلوا خلال الفترة ذاتها السنة الماضية، متجاوزين بذلك التراجع في استخدام السيارات الذي حصل ردا على الصدمات النفطية في السبعينات، بحسب البيان، كما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية في تقريرها من واشنطن.

وفي شهر يونيو (حزيران) وحده، قاد الاميركيون مسافة اقل بـ 7.4 في المائة من الكيلومترات من يونيو 2007، وسجلت اكبر نسبة من التراجع في المناطق الريفية. وتراجع سعر غالون البنزين في منتصف اغسطس (آب) ليصل الى 3.80 دولار، بعد ان تجاوز الاربعة دولارات الشهر الماضي. ونتيجة عدم قيادة سياراتهم، تسبب الاميركيون في تخفيض العائدات الناتجة عن دفع الرسوم على البنزين والديزل من اجل تمويل الطرق السريعة. وهذا ما يثير قلق الادارة الفدرالية للطرق السريعة التابعة لوزارة النقل.

واستهلك سائقو السيارات خلال الفصل الاول من 2008 حوالي 400 مليون غالون بنزين اقل مما استهلكوه في الاشهر الثلاثة من 2007، اي ان نسبة التراجع بلغت 3.1 في المائة بالنسبة الى البنزين و7 في المائة للديزل.