توقع تجاهل السعودية دعوة صندوق النقد إلى إصلاح نظام العملة

TT

الرياض ـ رويترز: من المرجح أن تتجاهل السعودية اقتراح صندوق النقد الدولي بالتخلى عن ربط عملتها بالدولار رغم استمرار ارتفاع التضخم وتأخر خطط اقامة وحدة نقدية مع سائر دول الخليج العربية. وأبقت الرياض على ربط الريال بالدولار حتى مع تراجع العملة الأميركية على مدى العامين الأخيرين، مما دفع معدل التضخم السعودي الى أعلى مستوياته في 30 عاما. والآن يتحسن الدولار، مما يعني انتفاء أحد مبررات التغيير.

وقال مسؤول رفيع بالحكومة السعودية مطلع على وجهة نظر صناع السياسات «لا أرى أي شيء في تقرير صندوق النقد الدولي يقول إننا مخطئون».

وأبلغ المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه «رويترز»: «شهدنا أسوأ ما في التضخم بدون أن نضطر الى رفع قيمة عملتنا، ومن ثم فهناك جدوى اقتصادية للحفاظ على الربط بالدولار في الوقت الراهن».

وقال جون سفاكياناكيس، كبير الاقتصاديين لدى البنك السعودي البريطاني (ساب) وهو الوحدة السعودية لبنك «اتش.اس.بي.سي»، إن نخبة صناعة القرار السعودية ستتجاهل على الأرجح توصية صندوق النقد الدولي. وقال شاهين فالي محلل العملة في «بي.ان.بي باريبا» ان البيان لم يكن بالقوة الكافية لحمل السعودية أكبر اقتصاد في مجلس التعاون الخليجي وأكبر مساهم عربي في الصندوق على اتخاذ إجراء. وأضاف فالي أن اصدار التوصية في وقت يظهر الدولار علامات على تعاف نسبي يثير حتى تساؤلات بشأن حاجة دول مجلس التعاون الخليجي الى رفع قيمة عملاتها لترويض التضخم.

وقال صندوق النقد الدولي ان من المتوقع أن يسجل التضخم السعودي 10.6 في المائة بنهاية العام، مما يعني استقراره في النصف الثاني من 2008 كما توقع حمد سعود السياري محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي). ورفض السياري مرارا التخلي عن ربط العملة بالدولار متذرعا باعتماد السعودية على صادرات النفط المسعرة بالعملة الأميركية والتأثير المحتمل على المستثمرين الأجانب. وتحاول المملكة جذب الاستثمار الأجنبي من أجل تنويع موارد اقتصادها وتوفير فرص العمل وسط نمو سكاني سريع.