الزوار الشيعة يعودون الى منازلهم ومقتل 15 في هجوم انتحاري

TT

عاد مئات الالاف من الزوار الشيعة الى منازلهم من مدينة كربلاء العراقية يوم الاحد في نهاية مناسبة شيعية سنوية مرت دون عنف طائفي كالذي شابها العام الماضي.

لكن هجوما انتحاريا كبيرا استهدف أفرادا من مجالس الصحوة المدعومة من الولايات المتحدة في منطقة سنية بشمال بغداد كان تذكرة بالعنف الراسخ في البلاد.

وقاد الانتحاري دراجة باتجاه نقطة تفتيش يحرسها أفراد مجالس الصحوة في حي الاعظمية بشمال بغداد وفجر سترته الناسفة مما أسفر عن مقتل 15 شخصا وجرح 29. وكان من بين القتلى فاروق أبو عمر أحد زعماء مجالس الصحوة في المنطقة.

وذكرت الشرطة في وقت سابق أن الانتحاري كان يقود دراجة نارية.

وقال أحمد أبو عدي قريب أبو عمر لرويترز هاتفيا وهو يجهش بالبكاء " حملت ابن أخي بين ذراعي الى المستشفى. كان حيا الى أن وصلنا المستشفى ولطخت دماؤه ملابسي."

وتدفع القوات الامريكية رواتب هؤلاء الحراس الذي يطلق عليهم اسم " ابناء العراق" لحماية الاحياء في المناطق التي تحول فيها زعماء العشائر المحليين ضد متشددي القاعدة العرب السنة. وكثيرا ما يهاجم المتشددون نقاط التفتيش التي يحرسها هؤلاء الحراس.

وقال أبو عدي "حدث ما كنا نخشاه لان هذه المنطقة كانت معقلا للقاعدة في الاعظمية. قتلناهم .. اعتقلناهم .. دمرناهم وتوقعنا أن يسعوا للثار."

وانخفضت وتيرة أعمال العنف في العراق بدرجة كبيرة خلال العام الاخير لكن القوات الامريكية والعراقية تقول ان القاعدة ما زالت قادرة على تنفيذ تفجيرات باستخدام سيارات ملغومة وهجمات انتحارية.

ويشتبه في ان متشددين سنة وراء هجمات أسفرت عن مقتل أكثر من 30 من الزوار المتجهين الى الاحتفال بذكرى ميلاد الامام محمد المهدي بما في ذلك هجوم انتحاري أسفر عن مقتل 19 شخصا يوم الخميس.

لكن السلطات اوضحت ان المناسبة نفسها في كربلاء مرت بسلام. واشتبكت ميليشيا شيعية في العام الماضي مع الشرطة خلال الاحتفال مما ادى الى وقوع معارك كبيرة بالاسلحة في شوارع كربلاء.

وفي نهاية مراسم الاحتفال بالشعبانية ليل السبت تجمهر الزوار على ضفاف نهر يصب في الفرات وأشعلوا الشموع على المياه مع اكتمال القمر.

ثم بدأ الزوار ركوب الحافلات لمغادرة كربلاء التي تقع على بعد نحو 80 كيلومترا جنوبي بغداد والتي خضعت لرقابة شديدة بنشر نحو 40 الفا من قوات الشرطة والجيش المدعومة بالقناصة وطائرات الهليكوبتر والكلاب المدربة.

وميلاد الامام محمد المهدي هو أحد عدة مناسبات سنوية تحولت لمناسبات لاستعراض قوة الاغلبية الشيعية في العراق منذ سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي كان يفرض قيودا على هذه المناسبات.

وشهدت مناسبات دينية سابقة بعضا من اكبر الهجمات.

لكن لم يتكرر القتال بين فصائل الشيعة الذي وقع العام الماضي والذي حول المنطقة المحيطة بالضريح الى منطقة قتال لايام ودفعت رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الى اعلان وقف لاطلاق النار لميليشيا جيش المهدي الموالية له.

وزاد تراجع وتيرة العنف بشكل عام في العراق وامتلاء خزائن الحكومة بثروات النفط الامال في ان تتمكن البلاد في نهاية الامر من القيام بمشروعات اعادة الاعمار المطلوبة بشدة.

وتتطلع شركات النفط الدولية لوضع ايديها على ثالث اكبر احتياطيات نفطية في العالم والتي ظلت بعيدة عن متناول ايديها لعقود.

لكن دبلوماسيا امريكيا في بغداد قال ان الحكومة العراقية قد تتخلى على الارجح عن أول العقود وهي ست صفقات نفطية قصيرة الاجل يتوقع أن تصل قيمتها الى ثلاثة مليارات دولار. وهذه الاتفاقات اقل ربحا لشركات النفط من العقود طويلة الاجل التي من المقرر طرحها للمزايدة في العام المقبل وتعثرت المفاوضات.

وقال تشارلز ريس المسؤول الكبير بالسفارة الامريكية في بغداد المكلف بمهمة مساعدة العراق على انعاش اقتصاده "يبدو ان (الحكومة العراقية) بالوضع الحالي ربما لن تمضي قدما في اغلب او كل (هذه الاتفاقات)."