يبدو معتقل بوكا الاميركي جنوب العراق قرب الحدود مع الكويت، مثل مدينة كبيرة وسط الصحراء. كما يبدو من أكثر معتقلات العالم تشددا، بحسب كلام احد الضباط الأميركيين، الذي رافق مراسل «الشرق الأوسط»، في زيارة المعسكر لتصبح اول صحيفة عربية تدخله.
الكولونيل كلاسر، مسؤول المعتقل، بين وخلال التنقل بين مرافق المعتقل، الذي قضينا فيه مدة ثماني ساعات تقريبا ولم نتمكن من تغطية سوى 25% من مساحته الكبيرة والمقسمة إلى قطاعات، ان كل قطاع تبلغ مساحته ميلا مربعا، وهناك قسم خاص بالمعتقلين الأخطر، وهناك مساحة كبيرة لكل معتقل، فكل مجموعة خيام فيها ساحة لتجوالهم، عدا السجون الانفرادية، فهي صغيرة ولا تتجاوز مساحتها المتر ونصف متر مربع. وعدد المعتقلين الكلي الآن في بوكا هو 16500 معتقل، بينهم 200 معتقل غير عراقي، ومن 29 بلدا عربيا وأجنبيا، بينها الأردن وسورية ومصر والسعودية ودول افريقية وآسيوية.
ويؤكد كلاسر أن معتقل بوكا يخلو تماما من أي نساء معتقلات أو أحداث، فجميعهم من الذكور وفوق سن 18، وجميعهم يرتدون اللباس الأصفر الموحد ويسكنون قاعات مختلفة، فبعضها للسنة، وهم بحسب الضابط الأغلب ويشكلون 86% والبقية من الشيعة. وقال «نعزل الخطرين حفاظا على سلامة الآخرين». ويستقبل المعتقل اسبوعيا أكثر من 3000 زائر من المدنيين القادمين من مختلف أنحاء العراق اضافة الى عوائل تأتي من بعض الدول العربيـة والأجنبية .