سفينتا «كسر الحصار» تبحران إلى القطاع والفلسطينيون يستعدون لملاقاتها في عرض البحر

يقودهما 44 ناشطا من 14 دولة بينهم شقيقة شيري بلير وإسرائيلي مرشح لجائزة نوبل وبرلماني يوناني

ناشطون دوليون لدى مغادرتهم أمس ميناء لارنكا القبرصي في طريقهم الى غزة احتجاجا على الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع (رويترز)
TT

غادر ناشطون دوليون، أمس، قبرص، في طريقهم الى قطاع غزة عبر البحر، في محاولة لاختراق الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع. وأبحر 44 ناشطا جاءوا من 14 دولة، بينهم اسرائيلي، من ميناء لارناكا في سفينتين خشبيتين أطلقوا عليهما اسمي «الحرية.. وغزة الحرة». وقالوا إنهم يتوقعون الوصول إلى شواطئ غزة صباح اليوم السبت. ويريد الناشطون تسليط الضوء من خلال رحلتهم على المعاناة الإنسانية التي يعيشها 1.4 مليون فلسطيني في القطاع. ويحملون معهم مساعدات غذائية وطبية. الا انهم اعلنوا كذلك ان مهمهتم سياسية وليس فقط انسانية، وتهدف الى كسر الحصار عن غزة. وأكد جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، أن سفينتي كسر الحصار انطلقتا من قبرص في طريقهما الى غزة. وقال الخضري لـ«الشرق الأوسط»: «سنخرج لنستقبلهم في عرض البحر، مع 200 إعلامي». وأكد الخضري أن هذه الخطوة السلمية لن تكون الأخيرة وستتبعها خطوات مماثلة وفعاليات جديدة لمناهضة الحصار حتى إنهائه وكسره بشكل كامل.

وقالت غرينا مارلين، إحدى المبحرين على متن السفينة «سنبحر إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلي»، مشيرة إلى أن هذه الحملة «ليست لمرة واحدة وإنما ستكون هناك محاولات عدة لفتح ميناء غزة على العالم ورفع الظلم عن الفلسطينيين». ويخطط الناشطون في حال تمكنهم من الوصول الى غزة بحمل فلسطينيين عالقين في القطاع يريدون المغادرة. وقالت مارلين «في حال وصولنا لشواطئ غزة فإننا سنترك سفينة ونعود بالأخرى وسنحاول ان نأخذ معنا فلسطينيين عالقين يريدون السفر ولم يستطيعوا». ويواجه الناشطون تهديدا إسرائيليا بمنعهم من الوصول الى شواطئ غزة. وقال بيان من ركاب سفينة «غزة الحرة» بان عائلاتهم تلقت مكالمات تهديد هاتفية. وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قالت إن «اسرائيل من ضمن حقوقها ان تستخدم القوة ضد السفينة ويمكنها ان تحتجز وتستجوب وتعتقل ركابها». الا ان ذلك لم يغير من تصميم الناشطين على الوصول الى القطاع حتى لو واجهتهم سفن مسلحة اسرائيلية. وردا على التهديدات الاسرائيلية بمنع السفينتين من الوصول الى غزة قال الخضري «نحن ايضا سنلاقيهم في البحر مهما كلف الثمن، ولتفعل اسرائيل ما تشاء». وقال فاغاليس بسياسي، مالك سفينتي «الحرية» و«غزة الحرة»، إنهم لم يبلغوا رسمياً من إسرائيل بأنهم سيمنعون من الدخول لشواطئ غزة، مشيراً إلى أن الرسالة الإسرائيلية بمنعهم وصلت إليهم عبر هيئة الموانئ القبرصية. وقال بسياسي «من هو الإرهابي، نحن الذين نهدد منذ أن بدأنها بالمهمة، أم الذين يهددوننا». وأضاف «إن التهديدات الإسرائيلية بمنع السفينة من الوصول لغزة لا يخدم الحضارة الإنسانية».

ويضع المنظمون للرحلة احتمالين لاعتراض طريق السفينيتن، وهما أن تحاول إسرائيل إغراقهما، أو أن تحاصرهما في المياه الدولية حتى تعودا أدراجهما». ووصف إياد السراج، رئيس الحملة الدولية لفك الحصار عن قطاع غزة، يوم وصول سفينتي «غزة الحرة» و«الحرية»، بالتاريخي، وقال أنه يوم من أجل الحق والنضال والسلام.

 ويضم الناشطون، راهبة كاثوليكية عمرها 81 عاما، وأخت زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وعضو من البرلمان اليوناني. ولم يتمكن هيدي ابيشتاين، 84 عاما، وهو أحد الناجين من محارق اليهود وكان من المقرر ان يشارك في الرحلة، من الذهاب، لأسباب طبية. وبقي اسرائيلي واحد على متن السفينتين، هو، البروفيسور جيف هالبر، وهو استاذ علم السلالات الإنسانية (أنثروبولوجي) الذي رشح لنيل جائزة نوبل لعمله مع جماعة تعمل على اعادة بناء منازل الفلسطينيين التي تهدمها الجرافات الاسرائيلية. وقالت هويدا عراف، وهي فلسطينية تحتفظ بالجنسيتين الأميركية والاسرائيلية «الحصار الذي فرضه الاسرائيليون على غزة ليس فقط غير مشروع في اطار القانون الدولي وانما هو غير اخلاقي». وقالت ايفون ريدلي، وهي صحافية ومؤلفة بريطانية «توجد عملية ابادة جماعية في غزة ولا أحد يلاحظ ذلك». وأضافت «عندما وقعت المحرقة نظر العالم كله في الاتجاه الآخر فيما ترتكب هذه الفظائع ضد الإنسانية وغالبا ما يقال اننا لا يمكن ان نسمح بحدوث ذلك مرة اخرى».

ولم تتمكن قبرص التي تقع على مسافة نحو 240 ميلا بحريا غرب غزة من منع مغادرة الزورقين. وقال مسؤول قبرصي طلب عدم نشر اسمه لـ«رويترز»: «جرت محاولات استطلاع من جانب السلطات الاسرائيلية بشأن امكانية منع السفينتين من الابحار من السواحل القبرصية». وقال مصدر قبرصي «يمكنهم الإبحار بشرط ان تكون الوثائق سليمة. هذا هو القانون ولايمكننا ان ننتهكه». ورحبت السلطة الفلسطينية، بمبادرة المتضامنين الأجانب. وقال نمر حماد، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس «إن السلطة الوطنية تطالب إسرائيل بالكف عن استفزاز المتضامنين الأجانب ومنعهم من ممارسة أنشطتهم السلمية التي يعبرون فيها عن احتجاجهم على الحصار الإسرائيلي الظالم». من جهة ثانية، أعادت اسرائيل، أمس، فتح 3 معابر حدودية مع قطاع غزة مخصصة لمرور البضائع الى القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس بعد يومين من اغلاقها. وأكدت الحكومة المقالة ان سيتم دخول 41 شاحنة محملة بالمواد الغذائية وبعض القرطاسية والأخشاب باستثناء الفواكه. وقالت إسرائيل انها ستستمح بدخول شاحنات تنقل الوقود والماشية بالإضافة الى امدادات غذائية الى قطاع غزة من خلال معابر ناحل عوز وكيرم شالوم وصوفا التجارية.