باكستان: ارتفاع عدد الضحايا إلى 70 قتيلا في الاعتداء المزدوج على مصنع للذخيرة

الانتحاريان من مقاطعة خيبر في المنطقة القبلية وتدربا في ميرانشاه بوزيرستان

TT

اعلنت الشرطة الباكستانية امس انها اعتقلت شابا يعتقد انه كان يعتزم تفجير نفسه ليكون ثالث انتحاري في الهجوم الذي تبنته حركة طالبان واسفر اول من امس عن سقوط 70 قتيلا امام اكبر مصنع للاسلحة في باكستان.

وافاد مسؤول كبير في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية، طالبا عدم ذكر اسمه، بان سائق سيارة اجرة اقتاد الشاب الى مركز الشرطة بعد ان اشتبه في تصرفاته عندما قفز الى السيارة مذعورا وطلب منه ان ينقله بعيدا عن المكان الذي فجر فيه الانتحاريان عبوتين كانا يحملانها وسط حشد من العمال. واضاف ان المحققين عثروا على سترة ناسفة لم تنفجر في مرحاض مسجد قريب من مجمع مصانع الاسلحة المستهدف في واه، على بعد 30 كلم شمال اسلام اباد. واقر الشاب المعتقل بانه تركها هناك.

واوضح المسؤول ان «الرجل قال انه يدعى حمد الله خان واقر بانه كان مكلفا بتفجير عبوته في المصنع، لكنه عدل عن ذلك في اخر لحظة». وتابع ان الانتحاريين الثلاثة وصلوا في سيارة اجرة الى المسجد واتجهوا الى المراحيض لارتداء ستراتهم حسب المعلومات خلال الاستجواب.

واكد ان الشاب المشتبه فيه قفز بعد التفجيرين مباشرة الى سيارة الاجرة نفسها، التي سأله سائقها اين رفيقاه واثارت اجوبته واسراعه في الفرار ريبة السائق. ولم يشأ قائد شرطة ولاية بنجاب شوكت جواد التعليق على تلك التفاصيل، لكنه اكد ان المحققين وصلوا الى فرضية جدية وان لديهم فكرة عن هوية ومصدر الانتحاريين.

وبعد قليل من الاعتداء المزدوج والاعنف في سلسلة أسفرت عن سقوط نحو 1200 قتيل خلال سنة في كافة انحاء البلاد، تبنى ناطق باسم حركة طالبان باكستان، الاعتداءين. وهدد الناطق باسم طالبان الموالية لـ«القاعدة» بتكثيف الهجمات حتى على كبرى المدن، اذا لم يكف الجيش عن مهاجمة المناطق القبلية في شمال غرب البلاد على حدود افغانستان. واكد المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته، ان الانتحاريين اللذين نفذا اعتداء واه يتحدران من مقاطعة خيبر في المنطقة القبلية وانهما تدربا في ميرانشاه في وزيرستان احد معاقل المقاتلين الاسلاميين، حيث تقول واشنطن ان مقاتلي «القاعدة» وطالبان الافغانية استعادوا قواهم بفضل دعم طالبان الباكستانية. وبذلك ترتفع حصيلة الوفيات إلى 70 شخصا في الهجومين المتزامنين أمام بوابات مجمع مصانع «أوردناننس فاكتوريز» للذخيرة في بلدة واه كانتونمنت، التي تضم حامية عسكرية على بعد 30 كيلومترا شمال غرب إسلام آباد. واعتقل ثلاثة مشتبه فيهم في المنطقة، بعد وقت قصير من تفجير المهاجمين نفسيهما بين مئات من عمال المجمع، فيما كانوا يغادرون المجمع المترامي الاطراف اول من أمس بعد تغيير نوباتهم. وذكرت تقارير أولية أن مهاجمين كانا خارج المصنع، لكن رحمن مالك المستشار الامني لرئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني قال إنهم كانوا ثلاثة. ونقلت محطة «دون نيوز» التي تبث باللغة الانجليزية عن جيلاني قوله «جرى اعتقال المهاجم الرابع قبل أن ينفذ هجومه». وقال مسؤول أمني، طلب عدم الكشف عن هويته، إن المهاجم المشتبه فيه جرى احتجازه في مسجد قريب من موقع المذبحة وجرى ضبط السترة الناسفة والمتفجرات أيضا.