السفير الروسي في تل أبيب ينفي نية روسيا نصب صواريخ في سورية.. ودمشق تقول إن الموضوع لم يطرح

أولمرت يزور موسكو في محاولة لاحتواء نتائج زيارة الأسد

TT

في أعقاب زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لروسيا وما قيل حول أن مباحثاته مع نظيره الروسي، دميتري ميدفيديف، تناولت قضايا التعاون العسكري، أشارت مصادر روسية الى رغبة رئيس الوزراء الاسرائيلي، إيهود أولمرت، في زيارة روسيا. ونقلت وكالة انباء «ايتار تاس» الروسية عن مصادر في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية الأنباء حول احتمالات القيام بمثل هذه الزيارة في غضون الأسبوعين القادمين. وأشارت الى انه يجرى الآن بحث تفاصيل الزيارة عبر القنوات الدبلوماسية. وكان أولمرت قد أجرى يوم الأربعاء الماضي مع الرئيس الروسي مكالمة هاتفية بحث خلالها عددا من جوانب العلاقات بين البلدين. وأشارت شبكة «نيوز رو» نقلا عن مصادر إسرائيلية الى احتمالات تطرق الجانبين الروسي والإسرائيلي الى موضوع امتناع روسيا عن توقيع عقود كبيرة مع سورية حول إمدادها بالأسلحة مقابل موافقة إسرائيل على المشاركة في مؤتمر السلام في الشرق الأوسط التي تحاول موسكو عقده قبل نهاية هذا العام. وقالت إن إسرائيل أعربت عن قلقها تجاه التقارب الروسي ـ السوري ولا سيما بعد إعلان الرئيس الأسد تأييد بلاده للدور الذي قامت به روسيا في النزاع الجورجي الأوسيتي الجنوبي.

وقد نفى القائم بأعمال السفير الروسي في تل أبيب، أناتولي يوركوف، أمس، أن تكون بلاده وافقت على وضع صواريخ باليستية أو نووية أو أية صورايخ أخرى على الأراضي السورية، كما نفى أن تكون وافقت على تزويد سورية بأسلحة حديثة متطورة.

وقال يوركوف إن بلاده فوجئت بالضجيج الإعلامي في الغرب حول زيارة الرئيس بشار الأسد الى روسيا، قائلا إن «سورية بلد صديق. والرئيس الأسد وصل اليها في زيارة مخططة منذ زمن طويل. ولم يجر في هذه الزيارة أي شيء غير عادي». وقال يوركوف إن بلاده لم تغير سياستها المبدئية في الشرق الأوسط وهي الحفاظ على توازن القوى الحالي وعدم نصب صواريخ ضد اسرائيل، «لأن اسرائيل بالنسبة لروسيا ليست عدوا، بل هي دولة صديقة والعلاقات معها لم تكن في أي وقت أفضل مما هي عليه حاليا»، على حد قوله.

وقالت مصادر مقربة من مكتب أولمرت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي اوضح في اتصاله الهاتفي مع الرئيس الروسي ان اسرائيل ترى ببالغ الخطورة تزويد سورية بالأسلحة المتطورة وانها تعتبر هذه الأسلحة هجومية وتهدد اسرائيل وانها ترى في سورية قيادة مترددة، من جهة تدير مفاوضات سلام مع اسرائيل ومن جهة ثانية تحاول الاستقواء بأعداء اسرائيل مثل ايران وحزب الله وحماس. وألقى وزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك، تصريحا قال فيه ان قواته تتابع بدقة تسلح سورية وكل نشاطها العسكري وعلاقاتها وتحالفاتها. وفي دمشق، نفى مصدر مسؤول موافقة سورية على نشر صواريخ «اسكندر» الروسية على أرضها، وقال المصدر في بيان رسمي بثته وكالة الأنباء السورية (سانا) «لا صحة لما تروجه بعض وسائل الإعلام بأن سورية وافقت على نشر صواريخ «اسكندر» فوق أراضيها»، وأن «هذا الموضوع لم يطرح خلال مباحثات الأسد ـ مدفيديف». وكان الرئيس الأسد تحدث عن هذا الموضوع قبل ذهابه إلى مدينة سوتشي الروسية، في معرض رده على سؤال يتعلق بإمكانية نشر صواريخ «اسكندر» الروسية ردا على الدرع الصاروخي الأميركي المنوي نشره في أوروبا. وقال الأسد إنه قبل عدة سنوات طرحت سورية مسألة شراء مجمعات «اسكندر» من روسيا. ولم يكن لهذه المسألة آنذاك أي ارتباط بالدرع الصاروخية الأميركية، وإن روسيا اقترحت على الجانب السوري عدة أنواع من شتى الأسلحة التي كان بإمكان سورية شراؤها وكان ضمنها مسألة مجمعات اسكندر. إلا أن «أي اقتراحات لم يقدم بشأن إمكانية رد روسيا على منظومة الدرع الصاروخية في أوروبا من خلال مساعدة سورية عبر نصب مجمعات صاروخية من طراز اسكندر».

من جانب آخر، أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ان الولايات المتحدة تشعر «بالقلق الشديد» من احتمال بيع أسلحة روسية الى سورية. وقال روبرت وود «نحن طبعا قلقون بشدة حيال معلومات مفادها أن روسيا قد تبيع سورية أسلحة وأنظمة تسلح».

وأضاف في مؤتمر صحافي «قلنا دائما للروس انه ينبغي عدم مواصلة عمليات البيع هذه، فهي لا تساهم في الاستقرار الإقليمي، ومجددا، أحضهم على عدم مواصلة هذه العمليات إذا كانوا ينوون القيام بها» كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.