النفط يتراجع 3 دولارات متأثرا ببيانات زيادة الإنتاج وانتعاش العملة الخضراء

إنتاج «أوبك» يرتفع بـ 450 ألف برميل يوميا

النفط يتراجع بنسبة محدودة متأثرا بارتفاع الدولار النسبي («الشرق الأوسط»)
TT

تراجع النفط أكثر من ثلاثة دولارات أمس، وذلك تحت وطأة تحسن الدولار وعمليات بيع لجني الأرباح إثر القفزة التي شهدتها أسعار أول من أمس الخميس وكانت الاكبر في ثلاثة أشهر.

وتراجع سعر الخام الاميركي تسليم أكتوبر (تشرين الاول) المقبل في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) 3.30 دولار مسجلا 117.92 دولار للبرميل.

وهبط مزيج برنت في لندن 3.15 دولار الى 117.01 دولار للبرميل. وبحسب وكالة رويترز فقد النفط قوة الدفع مع عودة الدولار الى الارتفاع في معاملات اليوم بعد خسائره الحادة في الجلسة السابقة مقابل سلة عملات رئيسية. وكان التراجع الحاد للدولار في معاملات سابقة، وسط مخاوف من اتساع نطاق خسائر الائتمان في بعض الشركات المالية الاميركية، قد أفضى الى اعادة تكوين المستثمرين لمراكز دائنة في السلع الأولية ومدينة في الدولار مما دفع أسعار السلع الأولية عموما الى الصعود.

وأثار صعود الأسعار انقساما في أوساط المحللين اذ وصفه البعض بالفورة المؤقتة في حين قال آخرون، ولاسيما لدى جولدمان ساكس الذي يراهن على صعود أسعار النفط في الأجل الطويل، ان العوامل الأساسية للسوق تشير إلى ارتفاع الأسعار. وقال ادوارد ماير المحلل لدى ام.اف جلوبال ان زيادة الأسعار ستة دولارات يوم الخميس انما هي انتفاضة وجيزة في سوق متراجعة. وأضاف «رؤيتنا السلبية للسوق تستند الى اعتقادنا أن تحرك الأمس تجاوز الحد كثيرا». وتراجعت الأسعار أيضا لظهور دليل جديد على زيادة إمدادات منظمة أوبك.

وأشارت روسيا، ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم الى أنها سترد بما هو أكثر من الاحتجاج الدبلوماسي على صفقة أميركية مع بولندا لنشر جزء من شبكة دفاعية صاروخية على الأراضي البولندية، وتسبب التدخل العسكري الروسي في جورجيا في تعطل مرور النفط الأذربيجاني عبر المنطقة، الأمر الذي دعم أسعار النفط . ولاقى النفط والسلع الأولية الأخرى مزيدا من الدعم مع تراجع الدولار الاميركي الذي يزيد القوة الشرائية للمستثمرين الذين يستخدمون عملات أخرى . ومن جانب آخر أكدت مؤسسة بترولوجيستكس ان انتاج منظمة أوبك من النفط الخام ارتفع في أغسطس (اب) الجاري بمقدار 450 ألف برميل يوميا بفضل ارتفاع الإمدادات من إيران وانغولا.

ويشير هذا التقدير الى أن المنظمة تضخ نحو مليون برميل يوميا زيادة على المستوى المستهدف في الوقت الذي يبدي فيه بعض الأعضاء مخاوف من زيادة العرض على الطلب في الأسواق العالمية . وقال كونراد جربر رئيس المؤسسة لرويترز ان من المتوقع أن يبلغ إنتاج جميع أعضاء أوبك وعددهم 13 دولة 32.95 مليون برميل يوميا في أغسطس (آب) الجاري ارتفاعا من 32.5 مليون في يوليو (تموز). وأضاف جربر «الزيادات من انغولا وايران. والاخرون كلهم استقر انتاجهم أو انخفض قليلا». وكانت إيران صاحبة أكبر زيادة بين أعضاء المنظمة التي يجتمع وزراؤها في التاسع من سبتمبر (ايلول) المقبل لبحث السياسة الإنتاجية .

وكان إنتاج إيران أقل من المتوقع في يوليو بفضل الطلب المحدود على خاماتها الأثقل وهو ما أدى إلى احتفاظها بكميات أكبر في صهاريج التخزين. وقال جربر ان من المتوقع أن يرتفع انتاج ايران هذا الشهر الى 4.05 مليون برميل يوميا من 3.65 مليون في يوليو بفضل ارتفاع المبيعات. وايران هي ثاني أكبر دول أوبك تصديرا للنفط . وزاد إنتاج أنغولا أيضا مع بدء ضخ النفط من حقول بحرية جديدة ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج الى 2.07 مليون برميل في اليوم في أغسطس بزيادة 60 ألف برميل في اليوم عنه في يوليو.

ويتزامن ارتفاع إنتاج أوبك مع انخفاض أسعار النفط الى نحو 120 دولارا للبرميل من المستوى القياسي 147.27 دولار الذي سجل في يوليو. ومن المتوقع أن يبلغ إنتاج السعودية أكبر المنتجين في أوبك 9.45 مليون برميل يوميا في أغسطس انخفاضا من 9.47 مليون في يوليو بالمقارنة مع مستوى 7.9 مليون برميل يوميا الذي أعلنت الرياض أن الإنتاج سيبلغه في يوليو. ويعقد وزراء أوبك اجتماعهم التالي في التاسع من سبتمبر (ايلول) في فيينا لبحث السياسة الإنتاجية. وتقول إيران أن انخفاض الأسعار يرجع إلى زيادة العرض وان على أوبك أن تخفض الإنتاج إذا تباطأ الطلب.وتشير تقديرات بتر ولوجيستكس الى أن أعضاء أوبك المرتبطين باتفاقات خاصة بالإمدادات وهم جميع الأعضاء باستثناء العراق ينتجون 30.62 مليون برميل يوميا أي أكثر من المستوى المستهدف بشكل غير رسمي وهو 29.67 مليون برميل في اليوم، أما بالنسبة للعراق، فمن المتوقع أن ينتج 2.33 مليون برميل يوميا هذا الشهر انخفاضا من 2.35 مليون في يوليو.