توجه المستثمرين نحو الشركات القيادية التي زادت أسعار أسهمها

بداية تلاشي حالة التشاؤم والقلق في سوق الأسهم السعودي

المؤشر العام للسوق السعودي يشهد تحسنا ملحوظا ويستأنف مساره الصاعد «الشرق الأوسط»
TT

واصل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي مساره الصاعد خلال تداولات منذ الحادي عشر من أغسطس (آب) الحالي، حيث استطاع أن يخرج من حالة الانزلاق التي أدت إلى تخبطات المستثمرين والمتداولين في اتخاذ قراراتهم، نظراً لعزوف الكثير من المستثمرين خلال الفترة السابقة.

ويتبين من خلال تداولات الأسبوع الماضي أن حالة التشاؤم والقلق بدأت في التلاشي التدريجي عبر تحسن ملحوظ في المؤشرات الفنية، الأمر الذي يعطي المؤشر المزيد من الصعود في ظل الانتعاش الواضح في معدلات التداول.

ويري كثير من المراقبين أن المستثمرين توجهوا نحو الشركات القيادية التي وصلت أسهمها لأسعار مغرية للاستثمار، وهي التي تعكس مدى قوة مؤشراتها المالية. في حين اشارت مجموعة من المحللين الماليين أن مكرر ربحية السوق يعتبر مغريا وان الأحداث المحيطة بالسوق جعلت الوصول إلى هذه المكررات أمرا سهلا. وأوضحوا انه من المحتمل الوصول إلى ادني من هذه المكررات، خاصة في ظل وجود أسهم شركات أخرى بدأت تدخل السوق السعودي وتتميز بالعائد الجيد مما يسهم فى خفض المكرر العام.

ويوضح أن عملية الشراء التي تركزت على قطاع البتروكيماويات، عن ارتفاع المؤشر العام لليوم الثامن على التوالي مسجلا 8464 نقطة مرتفعاً 45 نقطة عند الإقفال، بعدما شهد السوق تذبذباً في نطاق ضيق معظم أوقات التداول مع تراجع حجم التداولات التي قلت عن 4 مليارات ريال كأدنى تداولات خلال الجلسات التسع الماضية، التي تدعو للقلق نتيجة الانخفاض الكبير مع الصعود للمؤشر، مما يعني أن الصعود غير قوي وليس مدعوما بقوة دافعة. وقال عبد القدير صديقي المحلل الفني في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن الحالة النفسية للمتداولين لا تزال في تخبط مستمر رغم التحسن فى قيم التداول التي شهدت ارتفاعا نتيجة الإدراجات الجديدة، التي طالما نشهدها في أي إدراجات جديدة. وبين صديقي أن المؤشرات الفنية فى طور الخروج المؤقت من حالة الركود، ولكن ليس هناك أي إشارات قوية للدخول في السوق ما لم يخترق مستويات 9 آلاف نقطة.

وأشار صديقي الى أن التحركات الحاصلة للمؤشر لا تزال تحت خط الاتجاه الهابط على المدى المتوسط والبعيد الذي يجب الانتظار لتأكيد الاختراق والدخول عن المناطق الجيدة التي تعطي تغيرا للمسار الهابط.

إلى ذلك، أشار عماد زهران المحلل الفني لـ«الشرق الأوسط» الى أن القرارات والأنظمة الجديدة هي التي تتدخل في حركة المؤشر العام، إضافة إلى أنها تلعب دورا كبيرا في قرارات المستثمرين، الذي أصبح واضحا من أحجام التداول والقيمة المالية للسوق، وأعطي انطباعا عن عزوف المستثمرين عن عمليات البيع والشراء فى الوقت الراهن.

وأوضح زهران أن التحسن في الإحجام والقيم ناتج عن الإدراجات الأخيرة، التي بدأت تأخذ ملاذا للمضاربين لتحقيق مكاسب خلال الجلسة الأولي من عمر السهم، حيث تساعد النسبة المفتوحة على التحرك بشكل سلس لتحقيق ربح عال.

وبين المحلل الفني أن الناحية الفنية لا تزال جيدة، خاصة المؤشرات الفنية التي تواصل تسجيل إشارات الدخول، ولكنها تعتبر أداة ثانوية.

من جهة أخرى، توقع تقرير مالي لشركة كسب للوساطة المالية يصدر بشكل أسبوعي، أن يدخل السوق مطلع الأسبوع الحالي موجة ارتفاع قوية ستتعزز من خلالها ثقة المتعاملين في السوق، حيث اشار التقرير الى أنه من المنطقي أن تتجه السيولة نحو الشركات القيادية والواعدة، مؤكداً عدم سلامة التعاملات من عمليات المضاربة، التي ستستغل تلك الارتفاعات لصالحها بالنسبة لبعض الشركات ذات الأداء المالي السلبي، مما سيعكس تذبذبات مرتفعة على حركة أسهمها وارتفاع مخاطرها.