464 جمعية خيرية تتأهب لمواجهة رمضان بإعادة جدولة برامجها

ارتفاع أسعار السلع ألقى بظلال سالبة على أعمالها

TT

كشف عدد من مسؤولي الجمعيات الخيرية السعودية، ان ارتفاع اسعار المواد الغذائية قد اثر سلبا في اداء الجمعيات ورفع من فاتورة المؤن والاغذية التي تقدمها للشرائح المستفيدة.

وأوضح مشوح بن عبد الرحمن الحوشان، مدير عام الجمعيات والمؤسسات الخيرية، في وزارة الشؤون الاجتماعية، ان موجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية في السعودية ألقت بظلالها على عمل الجمعيات الخيرية التي تقدم مساعدات غذائية للشرائح المستفيدة.

وأشار الحوشان إلى أن ارتفاع الأسعار ضاعف من مسؤوليات وواجبات الجمعيات الخيرية السعودية وطرق استعدادها في توفير المؤن الغذائية الخاصة بشهر رمضان الكريم، مبينا في حديث لـ«الشرق الأوسط» ان الجمعيات الخيرية تختلف في إمكاناتها وقدراتها المالية، موضحا انها قطاع أهلي مستقل، تختلف في ما بينها في إمكاناتها المادية وقدراتها المالية. وقال «ان كل جمعية خيرية في السعودية تستنفر طاقاتها وجهودها واستعداداتها ذاتيا طوال العام، وبالتأكيد انه قبل حلول شهر رمضان المبارك تستنفر الجمعيات طاقاتها في خدمة المحتاجين، حيث يعتبر من مواسم الخير والبذل والعطاء لحرص أبناء البلاد من المحسنين والموسرين على تقديم الزكاة والصدقات والتبرعات لهذه الجمعيات، التي تعتبر مصدرا أساسيا لمواردها المالية».

وأضاف الحوشان، ان السعودية حريصة على استمرار دعم الجمعيات من خلال ما يخصص لها من ميزانيات سنوية وإعانات مختلفة، مؤكدا على ضرورة وأهمية دعم الجمعيات الخيرية سواء بالأموال والصدقات والزكوات لتكون عونا لها على سد حاجات المحتاجين والفقراء والأرامل والأيتام ومن هم في عوز وحاجة، وبين ان الوزارة تسعى جاهدة لدعم الجمعيات ذات الامكانات المحدودة أو الحديثة التأسيس، لتتمكن من مساعدة الأسر المحتاجة والمسجلة لديها.

وزاد بقوله: «عدد الجمعيات الخيرية المسجلة لدى الوزارة 464 جمعية خيرية، تتوزع في جميع مدن ومحافظات ومناطق السعودية، حيث يقوم بإدارتها أشخاص متطوعون وهم ينضوون تحت قبة أعضاء مجالس الإدارة، حيث وصل عددهم الى أكثر من 5 آلاف عضو، إضافة إلى أن جميع أعضاء اللجان الفرعية داخل الجمعيات متطوعون أيضا، وهناك من يعمل من المتطوعين في القطاعين الرجالي والنسائي».

من جهته، ذكر أمين عام جمعية البر في المنطقة الشرقية، الدكتور عبد الله حسين القاضي، ان الجمعية زادت من نسبة المبالغ المخصصة في برنامج المساعدات الغذائية بنسبة تتراوح بين 65 و 85 في المائة مساهمة من الجمعية في تخفيف معاناة الأسر المحتاجة في مواجهتهم لموجة الارتفاع في أسعار المواد الغذائية.

وأضاف القاضي، ان جمعية البر في المنطقة الشرقية تعمل على إنهاء كافة استعداداتها، من ناحية المساعدات النقدية، حيث تصرف الجمعية المساعدات المالية الشهرية الدائمة لكافة الأسر المسجلة لديها من خلال إيداع هذه المبالغ في حساباتهم مباشرة، كذلك مشروع إفطار الصائمين، حيث درجت الجمعية على تنفيذ هذا المشروع الخيري سنوياً، وذلك من خلال تفطير الصائمين من الأسر المحتاجة في بعض منازلهم أو في بعض المساجد والمواقع بالمنطقة الشرقية. بالإضافة إلى مشروع الإعاشة الرمضانية، وهو توزيع المعونات الغذائية من خلال البطاقات الالكترونية الممغنطة التي يتم من خلالها استلام المحتاجين للمواد الغذائية من المخازن الكبرى التي تم التنسيق معها مسبقاً في هذا الخصوص، حيث يوجد تفاعل كبير من أهل العطاء في الشهر الكريم.

الى ذلك، أكد صالح العبد القادر، أمين عام جمعية البر في الأحساء، ان غالبية التبرعات من الزكوات والصدقات سواء النقدية أو العينية تتركز في شهر رمضان المبارك، مشيرا إلى أن التبرعات التي تصل إلى الجمعية طوال العام تكون 90 في المائة منها خلال شهر رمضان المبارك. وحول مدى تأثير ارتفاع أسعار المواد الغذائية على توزيع المؤونات على المحتاجين، قال العبد القادر: ان هناك تأثيرا كبيرا في المخرج من الجمعية الذي يتعلق بالكميات من الأطعمة وغيرها، حيث تسعى الجمعية لمضاعفة جهدها بإيجاد حلول للكميات الموزعة على المستفيدين، شارحا ذلك بقوله «ان الأسرة المحتاجة لدعم الجمعية، قد تكفيها 100 ريال خلال الأيام الثلاثة الأولى من رمضان، أما في الوقت الحاضر لا تكفي ليوم أو يومين». وأكد العبد القادر أن هناك تبرعات تصل للجمعيات بكميات كبيرة خلال الشهر المبارك، لكن ارتفاع أسعار المواد الغذائية ساهم في التقليل من المؤونات المقدمة إلى الجمعيات عن الأعوام السابقة، التي كان يتم توزيعها مباشرة على المحتاجين، وهو الامر الذي تحاول الجمعيات الخيرية القيام بمعالجته عن طريق سد نقص هذه المؤونات إن وجد، وذلك بتوفير الكميات المطلوبة، مطالبا أن يكون هناك تعاون ومسؤولية مشتركة بين تجار المواد الغذائية مع الجمعيات الخيرية.