ركاب الطائرة السودانية يعودون للخرطوم.. والحكومة تطلب من ليبيا تسليمها الخاطفين

أقاربهم تجمعوا في المطار وأطلقوا الزغاريد وسط دقات الطبول ترحيبا بهم

أحد ركاب الطائرة السودانية المخطوفة المفرج عنهم لدى عودتهم الى مطار الخرطوم أمس (رويترز)
TT

بدت الفرحة العارمة على وجوه ركاب الطائرة السودانية المخطوفة المفرج عنهم لدى عودتهم الى ديارهم ولم شملهم بأسرهم فجر امس بعد محنة خطف طائرتهم على ايدي مسلحين اجبروها على التوجه الى ليبيا وهددوا بتفجيرها.

وفي نفس الوقت طلبت الحكومة السودانية من السلطات الليبية تسليمها خاطفي الطائرة، بعد تسليمهما نفسيهما واخلاء سبيل الركاب الذين عادوا الى الخرطوم في الساعات الاولى من صباح امس، فيما قدوم روايات متعددة لعملية الاختطاف التي تمت اثناء رحلة عادية من مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور الى العاصمة السودانية الخرطوم، وقالوا «انهم عاشوا لحظات رهيبة مليئة بالخوف والذعر».

وتجمع نحو 150 من اقارب الركاب في مطار الخرطوم فجر امس وانطلقت الزغاريد وسط دقات الطبول للترحيب بالركاب المفرج عنهم.

وقال اسحق عبد الله يحيى ،25 عاما، الطالب من جنوب دارفور في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية «انا سعيد للغاية. الحمد لله، انا سعيد للغاية».

وقال الركاب ان الخاطفين اللذين كانا مسلحين، زعما ان لديهما عبوات ناسفة على متن الطائرة وهي من طراز بوينغ 737 وهددا بتفجيرها. واضاف يحيى ان «احد الخاطفين امر الجميع بعدم التحرك من مقاعدهم، وقال «اذا تحرك اي شخص سافجر الطائرة وستصبحون جميعكم عدما، ونصبح نحن عدما وكل شيء يصبح عدما».

وقال احد الركاب، طلب عدم الكشف عن هويته، ان الحرارة اصبحت مرتفعة جدا داخل الطائرة بعد تعطل التكييف الهوائي، مشيرا الى ان الرائحة الناجمة عن تقيؤ الركاب وتبول الاطفال وتعفن اللحوم التي كان يحملها الركاب في امتعتهم اصبحت لا تطاق.

واضاف «لم يكن بامكاننا ان نتحرك ولم نستطع الذهاب الى المرحاض او شرب الماء». واضاف «لقد انتابني الخوف .. وقالوا ان بحوزتهم متفجرات».

وذكر الخاطفان، اللذان رفضا التحدث مباشرة مع السلطات الليبية، انهما ينتميان الى جيش تحرير السودان (احدى حركتي التمرد الرئيسيتين في دارفور)، ويرغبان في الالتحاق بزعيم الحركة عبد الواحد محمد نور في باريس، حسبما ذكر مدير مطار الكفرة العسكري خالد ساسيا.

وقالت ديانا ادم ،15 عاما، ابنة مسؤول في حركة تمرد سابقة في دارفور وقعت اتفاق سلام مع الحكومة السودانية في عام 2006 : «لقد اصابتني حالة هستيرية. وقلت في نفسي ان هذه كارثة». واضافت وهي تبتسم وتحتضن والدها «ولكنني سعيدة للغاية الان».

ونقلت وكالة الانباء الليبية عن مدير هيئة الطيران المدني الليبية محمد شليباك قوله ان بين الركاب ضابطين مصريين في القوة المختلطة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي واثيوبيين اثنين واوغندي.

وحكى رئيس مفوضية أراضي دارفور ادم عبد الرحمن للصحافيين ان الركاب أدركوا منذ لحظة اختطاف الطائرة بان الخاطفين اعصابهما متوترة فلجأ بعض منهم الى اضعافهما باحباطهما نفسيا ومعنويا، واضاف: «هددناهما بالخروج قلنا لهما نحن لا نخاف من اطلاق النار علينا ولكن هذا لن يفيدهما وفي اخر الأمر فتحنا الابواب وخرجنا ولم يستطيعا اطلاق النار الأمر الذي شجع بقية الركاب فحذوا حذونا وقمنا بانزال سلم لهم». فيما قالت الحاجة فاطمة خوجلي» انها أصعب لحظات عاشتها في حياتها»، وقال محمد التجاني «إن احد الخاطفين غامق السمرة قصير والآخر ملتح، الأول وقف بمسدس أمام باب الطائرة وهدد الركاب وطالبهم بالجلوس صامتين دون أي حركة»، وذكر ان «احدهما توعدنا بالعقاب في حال مخالفة أوامره، بإطلاق النار».

وقال الملك يعقوب ملك قريضة السابق «كانت 15 ساعة عجيبة دون اكل او شرب ورغم ان الجناة لم يكونوا غليظين معنا ولكن مجرد احساسنا بالخطر الذي يحيط بمن حولنا كان مقلقا. وكان الخاطفان يقصدان شخصيات بعينها فقد سألا عن والي جنوب دارفور وقالوا انهما اختطفا الطائرة تعبيرا عن رفضهما لما يحدث في دارفور». ونسب الى عدد من الركاب قولهم ان الخاطفين خاطبا الركاب بعد اختطافهما الطائرة بانهما من عناصر فصيل حركة تحرير السودان زعامة عبد الواحد محمد نور.

في غضون ذلك، أعلن المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية علي الصادق ان هناك مساعي حثيثة تقودها وزارته مع الجهات الليبية المختصة لتسليم خاطفي الطائرة، المملوكة لشركة «صن اير». وطلب الصادق من الحكومة الليبية تسليم المختطفين للخرطوم بعد تسليمهما نفسيهما نتيجة لفشل محاولتهما تزويد الطائرة بالوقود والتوجه بها نحو فرنسا، وذلك لتقديمهما للعدالة، خاصة انه من المعمول به دوليا عدم تمكين خاطفي الطائرات من الإفلات من العقاب باعتبار أن اختطاف الطائرات وتعريض المواطنين الأبرياء للخطر والخوف، عمل إرهابي حسب القانون الدولي الذي ينص على معاقبة من يرتكبون مثل هذه الأعمال. وقال الصادق «لا يوجد قانون على ظهر هذه الأرض يحمي الذين يقومون باختطاف الطائرات»، واثنى الناطق السوداني على «التعاون الذي أبدته السلطات الليبية خلال مراحل هذه العملية».