القوات الأفغانية تتسلم أمن مدينة كابل ومطارها

الجيش الأميركي يعلن مقتل أكثر من 100 مسلح في أفغانستان

جندي أفغاني يحرس الطريق السريع خارج العاصمة كابل (رويترز)
TT

تسلمت القوات الافغانية مسؤولية الامن في العاصمة كابل امس، فيما اعتبر، خطوة رمزية.

ومع انه لا توجد اية خطط لسحب القوات الاجنبية من المدينة، في وقت قريب، فان هذا التحرك يعني ايضا التعبير عن القوة المتزايدة للجيش والشرطة الافغانيين.

وفي الوقت الذي ازدادت فيه قوة طالبان المتمردة في العام الحالي، بالقيام بالمزيد من العمليات الانتحارية، وزرع القنابل على جوانب الطرق، وتزايد اعداد القتلى منذ عام 2001، فان القوات الافغانية ازدادت حجما، كما شهدت كابل هجمات اقل في عام 2008 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وبدأت قوات الأمن الأفغانية تسلم أمن مطار العاصمة كابل، من قوة المساعدة على إحلال الأمن في أفغانستان (إيساف) التي يقودها حلف شمالي الأطلسي (الناتو). ويوجد حاليا حوالي 57 الف جندي يعملون بالجيش الافغاني، ومن المتوقع ان يرتفع هذا الرقم الى 120 الفا خلال الاعوام القادمة. وفضلا عن ذلك فهناك نحو 82 الفا يعملون بالشرطة الافغانية. وتتولى قوة المعاونة الامنية الدولية التي يقودها حلف شمال الاطلسي مهام الامن بصورة شاملة في العاصمة.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الجنرال ظاهر عظيمي، في بيان قبل عملية التسليم الرسمية: «عند الساعة الثالثة (10:30 بتوقيت غرينتش) وقع قائد قوات حلف شمال الاطلسي ووزارة الدفاع اتفاقا لنقل مهام الامن في مدينة كابل) من قوة المعاونة الامنية الدولية الى قوات الامن الوطنية الافغانية.

وكان الرئيس حميد كرزاي قد اعلن هذا التسليم الى قوات الامن الافغانية في يوليو (تموز).

وقللت قوة المعاونة الامنية الدولية من اهمية هذا التسليم، وقالت انه سيكون هناك وجود عسكري دولي في العاصمة لفترة قادمة من الوقت. ويوجد نحو 70 الف جندي اجنبي تحت قيادة حلف شمال الاطلسي والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة متمركزين في افغانستان يقاتلون تمرد حركة طالبان، التي تحاول الاطاحة بالحكومة الافغانية المؤيدة للغرب. وكثير من الجنود الدوليين لهم قواعد داخل العاصمة ويقومون بدوريات داخل المدينة وخارجها. ويقع مقر قيادة قوة المعاونة الامنية الدولية في العاصمة ايضا. وفي الوقت الذي انخفض فيه عدد الحوادث في كابل، فان العاصمة عانت من وقوع هجمات بارزة في العام الحالي مثل التفجير الانتحاري لفندق فاخر في يناير (كانون الثاني) ومحاولة اغتيال كرزاي في ابريل (نيسان) وتفجير السفارة الهندية في الشهر الماضي، الذي ادى الى قتل 58 شخصا. وبعد مرور اكثر من ستة اعوام على الاطاحة بطالبان، يشعر الكثير من الافغان بالاحباط المتزايد بسبب اخفاق حكومتهم والقوات الاجنبية في اقرار الامن. يُذكر أن عدد القوات الأجنبية في أفغانستان يفوق 60 ألف جندي، وهناك برنامج مكثف لتدريب أفراد الجيش الأفغاني الذين يصل عددهم إلى 80 ألف فرد بحلول عام 2009. من جهة اخرى قال الجيش الاميركي امس ان أكثر من 100 مسلح قتلوا في اقليم هلمند بجنوب أفغانستان خلال الايام الثلاثة الماضية.

وأضاف الجيش في بيان: «قتلت قوات الأمن الوطنية الافغانية وقوات التحالف أكثر من 100 مسلح خلال عمليات قتالية في اقليم هلمند خلال الفترة من 25 الى 28 أغسطس (اب)». وتابع البيان «كانت قوات الأمن الافغانية وقوات التحالف تجري دوريات أمنية في الاقليم، عندما هوجمت عدة مرات من جانب متمردين استخدموا نيران الاسلحة الصغيرة والقذائف الصاروخية وقذائف المورتر، مما أثار اشتباكات عديدة».

وتقول منظمات اغاثة ان العنف تصاعد في أفغانستان وسقط أكثر من 2500 قتيل، منهم ألف من المدنيين في الصراع خلال أول ستة أشهر من العام الحالي.

وقالت وزارة الدفاع في بيان اليوم «ان جنودا أفغانا ومن القوات الدولية أوقعوا 18 مسلحا بين قتيل وجريح في اشتباكات بمنطقة أرغندب في اقليم زابل بجنوب البلاد».

كما عثر الجنود على عشرة كيلوغرامات من الافيون تركها المسلحون. وفي واقعة أخرى قالت وزارة الدفاع في بيان منفصل ان جنودها قتلوا عشرة مسلحين بينهم مهربو مخدرات خلال عملية أمنية في منطقة جيريشك باقليم هلمند في جنوب البلاد اول من أمس. وجاء الحادث في اطار عملية أوسع نطاقا تهدف للقضاء على مهربي المخدرات في المنطقة. وينتج اقليم هلمند ثلثي ما تنتجه البلاد من الافيون، وهو المادة الخام التي يصنع منها الهيروين. ومن ناحية أخرى اشتبك جنود أفغان في معركة ضارية مع مسلحين من طالبان في مقاطعة ناد علي التي تقع في اقليم هلمند أيضا. وقالت وزارة الدفاع وقعت خسائر كبيرة في الارواح خلال القتال الضاري بين القوات الافغانية والمسلحين، ولكن عدد القتلى على وجه التحديد ليس معروفا. وأضافت أن جنديا قتل وأصيب اخر خلال القتال.