المديرة الإقليمية لليونيسف طرحت مع السنيورة استغلال أطفال لبنان في النزاعات المسلحة

شاركت في إطلاق دراسة عن وضع الأطفال والأمهات

TT

قالت المديرة الاقليمية في منظمة «اليونيسف» للشرق الاوسط وشمال افريقيا، سيغريد كاج، إن حماية الاطفال في لبنان من استغلالهم في الحروب يكون أولا عبر تطبيق البروتوكول الاختياري لمشاركة الاطفال بالنزاعات المسلحة، الذي لم تقره الحكومة اللبنانية حتى الآن. كما اشارت الى طرح موضوع استغلال الاطفال في النزاعات المسلحة، وذلك في لقائها امس مع رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، الذي ابدى كل استعداد للعمل والتعاون لتسريع اقرار هذا البروتوكول الاختياري.

كلام كاج جاء ردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط»، عن الاجراءات التي تتخذها المنظمة لمعالجة مشاركة الاطفال دون الثامنة عشرة في لبنان في النزاعات المسلحة لأحزاب وجماعات، مثل حزب الله وبعض الجماعات الاصولية، حيث يتم تدريب فتيان لم يبلغوا الثامنة عشرة في مخيمات عسكرية تستمر أكثر من شهر، ولا يعرف اهلهم اين هم، كما يتعرض بعضهم للموت خلال التدريب. حوار «الشرق الاوسط» مع كاج جاء على هامش مشاركتها في «إطلاق العمل بدراسة وضع الأطفال والأمهات في لبنان 2008- المسح العنقودي المتعدد المؤشرات بدورته الثالثة MICS3» الذي وضعت اليونيسيف منهجية عمله، وتتولى ادارة الاحصاء المركزي التنفيذ، وذلك في السرايا الحكومية، صباح أمس، برعاية السنيورة الذي اشار الى «أهمية المؤشرات الأساسية لتطبيق إعلان وخطة عمل عالم ملائم للأطفال، لكنه نفس العالم الذي سيصبح أكثر ملاءمة للكبار». وعن الحماية ضد العنف، افادت كاج: «نحن نعمل على المستوى القانوني، بحيث يتم التعامل مع الاطفال المخالفين للقانون وفق اساليب لا تضر بهم. وهناك توصيات ستصدر في ضوء المحادثات الجيدة التي تمت مع وزير الداخلية اللبناني زياد بارود، كذلك بعد اللقاء المرتقب مع وزير الشؤون الاجتماعية ماريو عون ووزير العدل ابراهيم نجار».

وسئلت بمناسبة الحديث عن العنف ضد الاطفال: هل تعلمون كمنظمة تهتم بشؤون الطفل، ان في لبنان أحزابا وجماعات مسلحة مثل حزب الله وبعض الجماعات الاصولية تجند اطفالا دون السادسة عشرة وتقودهم الى مخيمات تدريب تستمر أكثر من شهر ولا يعرف اهلهم اين هم وبعضهم يتعرض للموت. ماذا تفعلون حيال هذا الامر؟

فأجابت: طرحنا موضوع الاطفال في النزاعات المسلحة مع رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة. وابدى كل استعداد للتعاون والعمل لمعالجة هذا الواقع. على هذا الصعيد، يجب ان يقر لبنان البروتوكول الاختياري الذي ينص على حمايتهم ويمنع استغلالهم. وهذه المشكلة لا تقتصر على لبنان، انما هي موجودة في الدول التي تشهد حروبا. نحن نتابع الامر. هناك مراحل متعددة في مثل هذا الوضع. الخطوة الاولى تكون الطلب الى الدولة بان تطبق البند المتعلق بحماية الاطفال في البيئة التي تشهد نزاعات. ثم نعمل لمساعدة المسؤولين على تأمين ما يحتاجه الطفل. والاهم، نطالب دائما بإزالة الاسباب التي تزج الطفل في الحروب. المسألة تحتاج الى آلية عمل متكاملة وتعاون واسع بين جهات رسمية وقطاعات أهلية معنية بالامر. يجب ان تتحرك الجهات المسؤولة كلها لمواجهة هذا الامر. وشددت كاج على ضرورة تأمين «الوسائل والمعطيات التي تحول دون استغلال الاطفال في النزاعات». واشارت الى ان هذا الاستغلال يحصل في اغلب الاحيان بسبب غياب الوسائل والمعطيات التي تحمي المراهق. وافادت: نحن بصدد وضع استراتيجية اقليمية بهذا الشأن. فالمراهقون يشكلون 55% من نسبة السكان في المنطقة. وهؤلاء لهم احلامهم وطموحهم. ولكن لا فرص لديهم لتحقيق هذه الاحلام. هناك الفقر والبطالة والامية. ونحن نسعى الى المساعدة على عدم حصول انتهاكات من خلال الحوار مع شركائنا في القطاعات الخاصة، اضافة الى الجهات الرسمية. وحماية الطفل لا تتم من دون وضع خطة لحلول بديلة. لذا نعمل على استراتيجية استباقية، فانخراط الطفل في النزاعات له علاقة مباشرة بالتسرب من المدرسة والخروج عن القانون وانتساب الاطفال الى الجماعات المسلحة. والمعالجة تكون بمحاربة الفقر ومنح الاطفال فرص التعليم وتوفير الحماية الصحية لهم. ونحن باشرنا مشاريع على الارض في شمال لبنان من خلال برامج تعليمية استلحاقية للاطفال الذين تركوا المدرسة لنعيدهم اليها ونبعدهم عن الشارع ونجذبهم الى القيام بنشاطات مفيدة على الصعيد التربوي والاجتماعي. الا ان الوضع في لبنان مقارنة بغيره من دول المنطقة يبقى مقبولا. والنسبة الاعلى للتسرب من المدرسة تكون عادة بين 12 و15 عاما. نحن نعمل لخفض المستويات الحالية للتسرب الموجود غالبا في المناطق الشعبية الفقيرة. كذلك نعمل على الحد من الزيجات المبكرة، لاسيما في صفوف الفتيات، التي تتم احيانا بالارغام.