مهدي عاكف لـ«الشرق الأوسط»: الفنادق ترفض حفلات إفطار الإخوان الرمضانية وتشترط موافقة أمن الدولة

مصدر أمني مصري قال إنهم يحاولون إثارة الرأي العام بعد تراجع شعبيتهم

TT

في وقت قلَّل فيه مصدر بإدارة الإعلام بوزارة الداخلية المصرية أمس، من شأن ما «تشيعه جماعة الإخوان المسلمين عن تعرض مكتبات يملكها أعضاء بها لمداهمات، والقبض على عدد آخر»، قائلاً إنها «(الجماعة التي تتعامل معها الحكومة باعتبارها جماعة محظورة) تريد أن تستعيد وجودها في الشارع المصري بعد أن انكشفت أمام الرأي العام وفقدت شعبيتها»، شنَّ مرشد الجماعة، مهدي عاكف، هجوماً على السلطات المصرية، قائلاً في تصريحات لـ «الشرق الأوسط» إن جماعته، التي تشغل نحو خُمس مقاعد البرلمان، تتعرض طوال الأسبوعين الماضيين لحملة مداهمات لمكتبات يملكها أعضاء بها، إضافة للقبض على عدد من أولئك الأعضاء ومصادرة كتب وآلات تصوير وغيرها، وأن الجماعة فشلت في الحصول على تصريح من مباحث أمن الدولة للسماح لها بإقامة حفلات إفطار رمضانية في عدد من الفنادق، ورد على منتقدي الجماعة من الحزب الحاكم بقوله إنهم «فاشلون وبلا مصداقية». وأعلنت جماعة الإخوان أمس قيام الشرطة بمداهمة منزل القيادي في الجماعة، والنائب السابق في البرلمان عن محافظة الشرقية، السيد عبد الحميد، والقبض عليه وعلى 21 عضوا آخر في الجماعة، وأن عدد من تم القبض عليهم من الجماعة خلال الأسبوعين الأخيرين من هذا الشهر وصل لأكثر من أربعين إخوانياً، بتهمة الانتماء لـ«جماعة محظورة»، وقالت مصادر إخوانية في محافظة البحيرة إن «مباحث أمن الدولة داهمت مكتبتي اليسر وغانم بمدينة كفر الدوار وصادرت غالبية محتوياتهما». وشن مرشد الجماعة حملة انتقادات لاذعة للحزب الحاكم ووزارة الداخلية والحكومة المصرية، قائلاً عن تفسيره لما يتعرض له الإخوان في الأيام الأخيرة إنه ليس لديه تفسير «غير أننا نتعامل مع نظام فشل فلم يجد أمامه إلا الإخوان الذين لا حول لهم ولا قوة (..) هم (الإخوان) أصحاب دين وأصحاب خلق.. ثبت حب الناس لهم (..) في الأسبوعين الماضيين دخلوا (رجال الأمن) على كل المكتبات التي يملكها بعض الإخوان وخربوها، وأخذوا الكتب وأجهزة التصوير، وغيرها، لماذا؟ أرجو أن تتوجه بهذا السؤال إلى السيد وزير الداخلية وإلى رجال أمن الدولة وإلى النظام، وإلى الرئيس حسني مبارك، ونحن في بداية الشهر المبارك الناس يلجأون إلى الكتب وإلى القراءة»، قائلاً إن مداهمة تلك المكتبات الإخوانية أمر لا يتوافق مع القانون أو مع الدستور في شيء.. «هذه أمور سنلجأ فيها إلى الله عز وجل».

وعن فشل الجماعة في الحصول على موافقات لتنظيم حفلات إفطار في عدة فنادق بالقاهرة، أوضح مرشد الإخوان: «لا بد من إذن من أمن الدولة.. الفنادق رفضت الموافقة على تنظيمنا لأي حفلات إفطار خلال شهر رمضان داخلها، إلا بعد الحصول على إذن من أمن الدولة.. وأمن الدولة رفضت أن نقيم حفلات إفطار». وعن رده على منتقدي الجماعة من الحزب الحاكم ممن يقولون إن الدستور المصري والقانون يحظران على أي جماعة ممارسة أي نشاط سياسي على أساس ديني، وأن الجماعة تخالف القانون بمخالفتها لهذا الحظر الصريح، قال عاكف إن «هذا كلام لا قانون يقره ولا المبادئ الإنسانية تقره ولا مبادئ الواقع الحر تقره (..) ماذا عند الإخوان غلط (..) شعبية الإخوان بتزيد، هل أقول للإخوان ما تزيدوش».

وقلَّل مصدر بإدارة الإعلام بوزارة الداخلية المصرية أمس، من شأن ما أعلنه الإخوان من إلقاء القبض على نحو 21 منهم في محافظة الشرقية إضافة لآخرين في البحيرة، وغيرهم في محافظات أخرى، ومداهمة مكتبات يملكها أعضاء بالجماعة، وقال إن ما تشيعه الجماعة هو رغبة في إثارة اهتمام الرأي العام بها، وإلا أين الكتب التي صادرتها الشرطة (من المكتبات الإخوانية)، وأين النيابة التي تحقق (مع المتهمين)، وأين هي هذه المكتبات بالتحديد.. هم (الإخوان) يريدون عمل فرقعات إعلامية، لإثارة اهتمام الناس بهم بعد أن انكشفوا أمام الرأي العام، لأنه لم يعد لديهم ما يقدمونه للناس». وعما إذا كان قد تم القبض، لا الاعتقال، على النائب السابق بالبرلمان عن محافظة الشرقية، والعشرين إخوانياً الآخرين، قال المصدر الأمني: «ليس لدينا معلومات عن هذا الموضوع.. معظم ما يعلنونه (للرأي العام) هو دعاية لهم (للجماعة)، إثبات تواجد مش أكثر، لأن هم بيحاولوا يستعيدوا نشاطهم، بعد أن قلت شعبيتهم كثيراً في الفترة الأخيرة».