مسلسل بدوي يثير جدلا بين قبيلتين.. ومحاولات لوقف عرضه في رمضان

سعوديون يعتبرونه نافذة لإثارة النعرة القبلية.. والشركة المنتجة ترد: حاولنا تلافي كل ما قد يؤدي إلى ذلك

TT

أثار مسلسل بدوي، سيعرض على قناة أبوظبي، في شهر رمضان المبارك، جدلا واسعاش، قبل عرضه، وسط محاولات يقودها أفراد سعوديون على علاقة بشخصية سعدون العواجي الذي يحمل المسلسل اسمه، لإيقاف بثه، بدعوى أنه نافذة قد تثير النعرة القبلية بين قبيلتين كبيرتين؛ هما: عنزة وشمر، نظرا لأن الأحداث مستوحاة من قصة حقيقية جرت أحداثها في صحراء الجزيرة العربية بين عامي 1750و1830.

ويتهم المهندس علي القعيط، وهو أحد السعوديين الذين يهددون بملاحقة الشركة المنتجة قضائيا وقانونيا في حال عرض المسلسل، كاتب سيناريو هذا العمل الدرامي بـ«التحريف والتزوير»، لافتا إلى أن تسلسل الأحداث في السيناريو الذي تمكن من قراءته، يثير النعرة بين القبائل.

وأكد القعيط، أنه قام بإعداد لائحة اعتراض قانونية، قدمها للشركة التي أنتجت العمل، وهي شركة الريف للإنتاج والتوزيع الفني، حدد فيها مجموعة نقاط، تتحدث في مجملها عن رفض المسلسل لمخالفته ميثاق الشرف الإعلامي الذي وقعته الدول العربية أخيرا، ووجود تزييف وتزوير للحقائق على نحو يثير الفتنة، وحقه في ملاحقة منتجي العمل قضائيا وقانونيا.

وحصلت قناة أبوظبي، على حق العرض الحصري لمسلسل سعدون العواجي خلال شهر رمضان المبارك. وردت على استفسارات «الشرق الأوسط» حول اللغط الذي أحيط به المسلسل قبل عرضه، بقولها «إن شركة الريف، هي الشركة المنتجة للمسلسل، والمسؤولة عن كل التفاصيل المتعلقة به».

بدوره، رفض هاشم القيسية مدير عام الشركة المنتجة للعمل الدرامي «سعدون العواجي»، كل الاتهامات التي كيلت للمسلسل، حيث أكد أنهم ابتعدوا قدر الاستطاعة في شتى الوسائل عن إظهار أي خلاف قد يثير النعرة.

وقال «إن ما شجعنا لعمل مسلسل عن الشيخ سعدون العواجي، هو أن هناك شخصيات كثيرة في الجزيرة العربية، لم تأخذ حقها من الظهور، بل أن هناك أجيالا جديدة الآن، لا تعرف عنها شيئا». وهو المنطلق الذي قال إنه كان وراء إنتاج هذا العمل، وإظهار الوجه الإيجابي.

وردا على ما أثير حول التخوف من أن يسهم المسلسل في إثارة النعرات القبلية، قال القيسية لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نعرف أن هناك على الدوام سوء تفاهم بين القبائل، وهو جزء من تاريخ وسمات القبائل العربية، في الجزيرة وبلاد الشام».

وذكر أن فريق العمل، حاول تلاشي كل الخلافات البارزة في أحداث المسلسل، وتمت معالجتها دراميا، على نحو لم يؤثر على حقيقة الأحداث التي جرت بين القبيلتين، والبعد عن تسليط الضوء على مواطن الخلاف التي من الممكن أن تثير النعرة. ولفت القيسية، إلى أن عملية تقصي الحقائق حول أحداث قصة «سعدون العواجي»، أخذت معهم عدة أشهر، حيث تم إرسال فريق إلى سورية قابل أحفاد هذه الشخصية، وعلى الرغم من كل هذا فقد أعدنا صياغة السيناريو والحوار 4 مرات.

وتحدث مدير عام الشركة المنتجة للعمل البدوي الدرامي، إلى أن فريق العمل استعان بصالح العواجي أحد أحفاد سعدون، لمراجعة المادة كاملة، حيث قام أيضا بالإشراف معنا على تصوير الأحداث في مدينة تدمر.

وأشار إلى أن فريق العمل، منذ أن نشأت موجة الاحتجاجات على مسلسل «سعدون العواجي»، رحب بكل من يريد أن يأتي للإطلاع على السيناريو ومواقع التصوير والملابس، وعلى حسابهم الشخصي.

وكانت قناة أبوظبي قد أعلنت أنها ستقوم بعرض المسلسل البدوي «سعدون العواجي» بعد أن استطاعت الحصول على حق عرضه الحصري على شاشتها بعد منافسة كبيرة من القنوات الفضائية، وذلك ابتداء من أول أيام شهر رمضان المبارك. ولا تزال تتواصل في مدينة تدمر السورية حالياً عمليات تصوير المشاهد الأخيرة من المسلسل الذي كتبه فهاد الشمري ومحمد اليساري ويخرجه نذير عواد، حيث أكد منتج العمل لـ«الشرق الأوسط»، أنه تم تسليم مجموعة من الحلقات للقناة، فيما لا يزال العمل جاريا لإتمام تصوير الحلقات المتبقية.

ويروي المسلسل حكاية سعدون العواجي وولديه عقاب وحجاب، اللذين فارقاه وهما لا يزالان طفلين صغيرين، لكنهما أصبحا فارسين يضرب بهما المثل عندما شبّا، أما الوالد سعدون فخسر الكثير من سلطته بعد فراق ولديه فاستعان بعقاب وحجاب واستعاد مجده الضائع بفضلهما وخاض الكثير من الحروب مستفيداً من قوة ولديه ونفوذهما. ويلعب دور البطولة في المسلسل الممثل رشيد عساف بدور «سعدون العواجي» والممثلة الأردنية عبير عيسى في دور «رباحة» زوجة سعدون، بالإضافة إلى الممثلة مرح جبر بدور «نوت»، والممثل الأردني يوسف الجمل بدور «شامخ العواجي» والممثل الفرزدق الكعبي الذي يقوم بدور «عقاب».