المرجعيات الدينية تلتقي في الذكرى الـ 30 لإخفاء الصدر وسط دعوات للحوار

قبلان خاطب القذافي: بتنا قريبين منك وعرشك سيهتز

TT

شكلت الذكرى الـ 30 لإخفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين مناسبة لجمع المراجع الدينية الاسلامية والمسيحية اللنبانية في مقر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في الحازمية بدعوة من رئيس المجلس الشيخ عبد الامير قبلان. وحضر اللقاء مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني والمطران بولس مطر ممثل البطريرك الماروني وشيخ عقل الدروز الشيخ نعيم قاسم حسن وممثلا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الشيخان محمد يزبك واحمد قبلان وممثلون للمرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله وبمرجعيات اسلامية ومسيحية اخرى.

وألقى المفتي قباني كلمة حذر فيها «من الفتنة الداخلية»، ودعا الى «عدم فتح المجال للخلاف السياسي الذي تتحول تداعياته الى خلافات طائفية او مذهبية»، وقال في «مناسبة تغييب الامام الصدر الذي كان مدرسة الوحدة والتلاقي بين المسلمين والمسيحيين، وصاحب نداء العلم والثقافة والعدالة، يجب ان تتمحور جهودنا على ابقاء الخلافات السياسية في دائرتها السياسية، وان لا ينجر الناس الى الفتن الطائفية او المذهبية، لان الخسارة حينئذ ستكون كبيرة، وسيذهب لبنان حينئذ بعيدا بعيدا بعيدا. ولذلك فان واجب المراجع الدينية اليوم كبير، ومسؤوليتهم في العمل على اخماد الفتن اكبر، ووحدة اللبنانيين هدف اكبر واكبر. ومسؤولية من يحمل السلاح اكثر واكثر، يجب ان نعمل في البيت والمدرسة والمجتمع على وأد الفتن، وحينئذ فقط سنربح انفسنا، ونستحق لبنان، نعم ونستحق لبنان.

وألقى المطران مطر كلمة البطريرك صفير الذي شدد على ضرورة «التعالي عن الصغائر وتجنب الوقوع في افخاخ الفتن مكامن التفرقة التي ينصبها اهل السوء»، وسأل: «كيف نرفض الحوار والمصالحة في ما بيننا عندما تكون رسالة لبنان في العالم قائمة على روح التلاقي بين الاديان والحضارات، وعندما نطمح بحق الى اعلان وطننا وعاصمتنا مركزا دائما وموئلا للحوار لكل اهل الارض؟».

وقال: «نحن نرى في عودة هذا البيت الكريم (المجلس الشيعي) الى موقعه عودة للبنان الى ذاته والى الايمان برسالته في التلاقي وفي ردم كل هوة تحفر بين ابناء البيت الواحد. ومن هذا المقر، القريب مسافة وروحا من رئاسة الجمهورية نتمنى معكم يا اهل الحكمة والموعظة ان نؤازر جميعا فخامة رئيس البلاد في كل ما يؤول الى تخطي الماضي ومآسيه، والى فتح صفحة جديدة في ممارستنا لسيادتنا واستقلالنا بروح المسؤولية، وقبل كل شيء بروح المحبة والمصالحة والسلام".

اما شيخ عقل الدروز نعيم حسن فتحدث عن «مزايا الامام الصدر وما رسخّه في الوحدة الوطنية حيث كان ابا للحوار الوطني والداعي الى التعايش ووقف الاقتتال وإنصاف المحرومين الرافض للتقسيم والمادي بالوحدة والحوار الوطني».

وقال: «ان مبادئ الامام الصدر يجب ان نطلقها صرخة في وجه الفتنة وضد اضعاف الدولة والانصياع الى العدو». واكد ان الرجال الكبار مثل الامام الصدر «لا تمحى اثارهم بجريمة خطف، بل يبقون في ضمير الناس والوطن وان كل وثيقة وطنية اثمرت وفاقا وعودة للبنان ودولته فيها مع جميع الوطنيين المخلصين من صوته وفكره ما جعلها مثمرة. وكل جهاد ومقاومة بذلا لتحرير الارض فيهما من صرخته وروحه ما حقق النصر».

وبعد كلمة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام التي القاها النائب البطريركي ميشال ابرص وتحدث فيها عن مزايا الامام الصدر كجامع للوحدة الوطنية ومثبت لمرتكزات الدستور اللبناني، القى الشيخ عبد الامير قبلان جدد فيها العهد على متابعة مسيرة الامام الصدر التي لا تزال ملاذا للبنان واللبنانيين. وقال: «سنبقى معك على العهد مسلمين ومسيحيين نحفظ الوطن وننبذ العنف والارهاب وندين الارهاب، ونطالب السياسيين بالاهتمام بامن اللبنانيين ومعيشتهم واستقرارهم ولاسيما اننا انجزنا الاستحقاق الرئاسي وعينا قائدا للجيش. احب ان احول هذه الذكرى الى عيد لك، فهذا يوم نصرك حيث احببت لبنان من شماله الى جنوبه وسعيت دائما للالفة والتعاون، اردت ان تنطلق الى العالم العربي مع رفيقيك وحبيبيك الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين لتكون هناك داعية خير مبلغا ومرشدا لكن الاذان الصم في ليبيا لم تسمع».

وخاطب قبلان الرئيس الليبي معمر القذافي قائلا: «سمير القنطار سجن 30 عاما واطلقت سراحه اسرائيل اما انت فلم تطلق الامام الصدر وتدعي انه ورفيقيه غادروا ليبيا، ولكن الامام الصدر لم يصعد الى السماء ولم يظهر على الارض فاين هو؟ ونحن لن ننسى موسى الصدر ورفيقيه ونحن اصبحنا على قاب قوسين منك واعدك بأن عرشك سوف يهتز، فنحن عرب نأخذ بالثأر ولو بعد 40 عاما».