السينما الهندية تجتذب النجوم العالميين

منهم دينيس ريتشاردز وسيلفستر ستالون

سيلفستر ستالون (رويترز)
TT

منذ فترة ليست ببعيدة، ساد اعتقاد في أوساط الممثلين الهنود أن القيام بأدوار في بلاد أجنبية يضيف إلى مكانتهم الفنية، لكن مع الاتساع الكبير الذي تشهده صناعة الترفيه داخل الهند، انقلب الوضع الآن وبات الأجانب يتدفقون على الهند بحثاً عن فرصة عمل سواء في الأفلام أو الإعلانات التلفزيونية أو الأغاني المصورة. حالياً، يشارك عارضو الأزياء والممثلون العالميون بصورة متزايدة في صناعة الترفيه الهندية في وقت تفتح البلاد أبوابها أمام العالم وتسعى للاندماج فيه. وطبقاً لتقديرات صناعة الترفيه الهندية فقد شارك 500 عارض أزياء وممثل دوليين على الأقل خلال الشهور الستة الماضية في أعمال بمدينتي دلهي ومومباي فقط . يذكر أن هذا العدد بلغ 100 فقط في العام السابق. وتأتي مشاركة الأجانب في مجالات مختلفة تتنوع بين الأزياء والترفيه وبوليوود (معقل صناعة الأفلام الهندية)، بل وحتى النشر. ومن الواضح أن بوليوود تحولت إلى مصدر جذب لا يقاوم أمام الممثلين الأجانب مع شروع جيل جديد من صناع الأفلام الهنود في الاستعانة بالأجانب في كل شيء، بدءا من الأدوار الصغيرة وحتى الأدوار المساعدة الكبرى، بل وحتى أدوار البطولة. ومع أن أفلام بوليوود سبق أن شاركت بها ممثلات أجانب، لكن ذلك عادة ما كان يحدث بالنسبة لأدوار صغيرة. إلا أن هذا الوضع يشهد تغيراً في الوقت الراهن، حسبما يرى «أرجون سابلوك»، مدير بشركة «ياش راج فيلمز» للإنتاج الفني، الذي أوضح بالقول: «مثلما الحال مع جميع الصناعات الأخرى، تكتسب بوليوود طابعا عالميا متناميا وتعد واحداً من الأسباب وراء بدء إقبال الممثلين من مختلف أنحاء العالم على القيام بأدوار في الأفلام الهندية. ويساعد هذا الأمر على كسب المزيد من العملات الأجنبية والوصول إلى المشاهدين بشتى أنحاء العالم». أما الجلبة الأكبر على هذا الصعيد فتحيط بدينيس ريتشاردز، التي تقوم حالياً في أول مشاركة لها في فيلم من إنتاج بوليوود يحمل اسم «كامباخت إشق»، والذي يضم عددا كبيرا من النجوم العالميين بينهم سيلفستر ستالوني. ومن المنتظر قيام الممثلة الجميلة ذات الأصول الأميركية اللاتينية باربرا موري ببطولة فيلم رومانسي أمام أحد أبرز نجوم بوليوود، هريثيك روشان. كما تضم القائمة أيضاً الممثلة الفرنسية لوتشيا كاتس التي ستشارك في فيلم هندي رومانسي يمثل رؤية جديدة لفيلم هوليوود الكوميدي «عذراء في الأربعين». ومن بين المشاركات بقوة في بوليوود أيضاً برونا عبد الله، إحدى أشهر العارضات البرازيليات، والتي شاركت في استعراض بأحد أنجح أفلام بوليوود. إضافة إلى ذلك، من المقرر أن تقوم الممثلة اليابانية تشيجوسا تكاكو بأول ظهور لها في فيلم هندي يحمل اسم «الزوجة اليابانية» من إخراج المخرجة الهندية أبارنا سين. ومن بين النجوم الأجانب الآخرين الذين شاركوا في أفلام من إنتاج بوليوود علي لارتر أمام سلمان خان في فيلم «ماريجولد»، وشانون إسرا أمام جوفيندا في فيلم «سلام إشق»، وأليس باتن أمام آمر خان في فيلم «رانج دي بسانتي»، وراتشيل شيلي امام آمر خان في «لاجان». وبالمثل نجد في مجال الإعلانات أن اثنين على الأقل من بين كل عشرة إعلانات يضمان وجهاً ينتمي إلى الغرب. من جهته، قال براناف أواسثي، والذي يتولى إدارة «جليتز مودلينج»، وهي وكالة عروض أزياء مقرها نيودلهي: «بدأ الأمر منذ قرابة أربع سنوات سابقة، عندما شرعت الشركات الأجنبية في المجيء إلى الهند لتصوير إعلانات تجارية عن منتجاتها، ويرجع السبب الرئيس وراء ذلك إلى أن الهند وفرت مجموعة من المهارات ذات المستوى العالمي فيما يخص خدمات ما بعد الإنتاج والمساندة، وبتكاليف أقل بكثير». من ناحية أخرى، أكد مسؤول تنفيذي بشركة «إسكيمو»، التي تدعي أنها الشركة الأولى عالمياً بمجال الاستشارات المرتبطة بعروض الأزياء ان الكثير من أصحاب العلامات التجارية الهندية الشهيرة أدركوا أنه من أجل الدخول في منافسة مع العلامات التجارية العالمية، يتعين عليهم اكتساب مظهر دولي، ما جعل من الضروري بالنسبة لهم الاستعانة بعارضين عالميين. في السياق ذاته، يقول أنكيت مهتا، مدير إحدى وكالات الإعلانات التي تتخذ من دلهي مقراً لها: «ربما لا يصادف إعلان تجاري للويس فيتون، على سبيل المثال، تمت إذاعته في الولايات المتحدة أي نجاح على الإطلاق داخل الهند، وذلك لكونها سوقاً فريدة في نوعها. يجب أن تحمل إعلانات العلامات التجارية الأجنبية التي تدخل الهند طابعاً عالمياً، لكن يجب عليها كذلك مراعاة الأذواق المحلية. على سبيل المثال، بينما يجب ظهور عارضين عالميين بالإعلان، يجب أن يحرصوا على ارتداء ملابس لا تتعارض مع الثقافة المحلية». جدير بالذكر أن معظم العارضين في الإعلانات الهندية يأتون من الجمهوريات السوفياتية السابقة أو شرق أوروبا أو البرازيل أو دول حوض البحر المتوسط. من ناحيتها، أكدت سلمى عبد الله، عارضة تركية، أن: «العمل في الهند أشبه بالنعيم، ففي الصين، على سبيل المثال، حيث عملت قبل أن آتي إلى هنا، لم يكن يُسمح لنا بأخذ قسط من الراحة ولو للحظة واحدة خلال نوبة عملنا العادية التي كانت تستمر لثماني ساعات وكان يُطلب منا تبديل ملابسنا لما يصل إلى 200 مرة في كل فترة عمل. وكان البعض يتعرض للإغماء في ظل بيئة العمل القاسية تلك. وفي اليابان، كان المسؤول عنا يتفحص سلة المهملات الخاصة بنا يومياً للتأكد من عدم تناول أي منا لقطع حلوى أو ساندويتشات أكثر مما هو مسموح لنا».