نانسي بيلوسي تقوم بزيارة تاريخية إلى هيروشيما

أول مسؤولة رفيعة المستوى أميركية تزور ضحية أول هجوم ذري

TT

تقوم رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي الثلاثاء بزيارة تاريخية الى هيروشيما بعد 63 عاما من القصف الاميركي بالقنبلة الذرية لهذه المدينة اليابانية الذي ما زالت تنقسم بشأنها الآراء والمؤرخون. وبيلوسي التي تعتبر الشخصية الثالثة في الولايات المتحدة، هي اعلى مسؤول اميركي يزور هيروشيما (غرب) التي لم يأت اليها اي رئيس او نائب رئيس اميركي لالقاء تحية على ضحايا اول هجوم ذري في التاريخ.

وصحيح ان الرئيسين الاسبقين الديمقراطي جيمي كارتر والجمهوري ريتشارد نيكسون زارا النصب التذكاري من اجل السلام في هيروشيما لكن بصفة شخصية وفي فترة لم يكونا فيها في مهامهما في البيت الابيض.

وتتوجه رئيسة مجلس النواب الاميركي الديمقراطية بيلوسي الى هيروشيما لاجتماع رؤساء برلمانات الدول الصناعية في مجموعة الثماني التي تضم الى الولايات المتحدة واليابان، المانيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وكندا وروسيا. ومن المرتقب وضع اكليل من الزهور عند النصب التذكاري واجراء مناقشة حول نزع السلاح.

وهناك تاريخ معقد بين الولايات المتحدة واليابان، ففي السادس من اغسطس (اب) 1945 القت الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما قنبلة ذرية ادت الى مقتل 140 الف شخص، توفوا على الفور بسبب وهج الحرارة او قوة الانفجار، او في الاشهر التالية ضحايا عواقب الاشعاعات. ثم القت الولايات المتحدة بعد 3 ايام قنبلة ذرية ثانية على مدينة نغازاكي اسفرت عن سقوط 70 الف قتيل.

واستسلمت اليابان في 15 اغسطس (آب) لتضع حدا بذلك للحرب العالمية الثانية، لكن صوابية قرار القصف بالقنبلة الذرية ما زالت تثير الجدل. ففي الولايات المتحدة ما زال المحاربون السابقون الذين شاركوا في الحرب العالمية يدافعون عن القاء القنبلتين اقتناعا منهم بان ذلك جنب الجيش الاميركي عملية انزال دامية في الارخبيل الياباني. ولكن الحركات المؤيدة للسلام واليسارية تنتقد القصف وتعتبره خسارة مريعة للارواح البشرية.

وعبرت بوني اورفر المشاركة في ادارة الجمعية الاميركية المناهضة للسلاح النووي نيوكووتش عن ارتياحها لـ«هذه الزيارة لمسؤولة رفيعة المستوى الى موقع ذري لا يمكن الا ان تحسن معرفة الناس بفظاعة القنابل والقوة النووية». وتوقعت في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية ان «ينتقد الصقور في الحكومة الاميركية بيلوسي فيما سيصفق لها الحمائم».

وفي المقابل لا تثير المسألة اي جدال في اليابان حيث يعتبر القوميون وكذلك دعاة السلام، وان اختلفت الاسباب، الهجومين النوويين غلطة لا تغتفر. وقد اضطر وزير الدفاع الياباني العام الماضي الى الاستقالة بعد ان اعلن ان القصف النووي كان لا بد منه لانهاء الحرب.

وقد رحبت صحيفة «اساهي شيمبون» اليابانية الوسطية بزيارة بيلوسي الى هيروشيما واعتبرتها «مهمة جدا» نظرا الى «الاختلاف الكبير في الموقف بين اليابان والولايات المتحدة» بشن الهجومين النوويين.