احتدام الجدل داخل حماس بشأن الوساطة المصرية في قضية الجندي شليط

جهات تطالب بنقل الملف إلى وسيط أوروبي * الناطق باسم حماس: إسرائيل تتحمل مسؤولية الفشل وليس مصر

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن جدلا حاميا يدور داخل الأوساط القيادية في حركة حماس بشأن موقف الحركة من مستقبل الدور المصري في التوسط بينها وبين إسرائيل بشأن التوصل لصفقة لتبادل الأسرى يتم بموجبها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الذي تختطفه الحركة جلعاد شليط مقابل الافراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين. وذكر مصدر مطلع في الحركة أن الانطباع السائد لدى عدد من الهيئات القيادية في الحركة هو أن الحكم في مصر لا يبذل أي جهد حقيقي لدفع الجهود لإنجاز الصفقة مع إسرائيل، على اعتبار أن انجاز مثل هذه الصفقة سيعزز موقف الحركة في قطاع غزة. واعتبر المصدر أن نظام الحكم في مصر يتعامل مع حماس فقط على اعتبار أنها امتداد لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة وبالتالي فهو غير معني بالمساهمة في أي خطوة تؤدي الى مراكمة الحركة لأي انجاز. وقال المصدر إن التقييمات التي أعدتها وفود حركة حماس التي زارت القاهرة في الآونة الاخيرة تؤكد أن القاهرة لا تبذل أي جهد لإقناع الجانب الإسرائيلي بقبول الشروط الفلسطينية لإنجاز الصفقة، بل ان المسؤولين المصريين احياناً يمارسون ضغوطاً كبيرة على قياديي حماس للقبول بالموقف الإسرائيلي من الصفقة.

وأشار المصدر الى أن بعض الأوساط في الحركة تطالب بنقل ملف الوساطة الى جهة أوروبية، وتحديداً الى الوسيط الألماني الذي توسط بين اسرائيل وحزب الله ونجح في انجاز عدة صفقات بين الطرفين. وأشار المصدر الى أن جهات في الحركة باتت تطالب بعدم استبعاد التفاوض بشكل مباشر مع إسرائيل بشأن انجاز الصفقة. واستدرك المصدر قائلا إنه رغم هذا الجدل، إلا أن أبرز قياديي الحركة لازالوا يصرون على مواصلة إسناد ملف الوساطة بشأن شليط الى القاهرة رغم تسجيلهم نفس الملاحظات على القاهرة، وذلك بسبب طبيعة العلاقة الخاصة بين قطاع غزة ومصر وعلى أمل حدوث تغير في التوجهات المصرية الرسمية تجاه الحركة. من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم حماس فوزي برهوم لـ«الشرق الاوسط» ان «حماس تحمل اسرائيل وليس مصر المسؤولية عن تعثر التوصل الى اتفاق لتبادل الاسرى وهي ليست بصدد البحث عن وسيط آخر غير مصر». وردا على سؤال حول الجدل المزعوم حول الدور المصري قال برهوم «لا يمكن ان نتطرق الى ما تقوله مصادر هنا او هناك». من جانب اخر, رفضت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فكرة إرسال قوات عربية إلى قطاع غزة لتدريب قوات الأمن الفلسطينية هناك، معتبرة ان وجود أي قوات عربية في القطاع «يحتاج إلى موافقة إسرائيلية أميركية والفلسطينيون لا يريدون أن تتدخل إسرائيل وأميركا في الشأن الفلسطيني الداخلي».

وقال عبد الرحيم ملوح نائب أمين عام الجبهة الشعبية والذي يرأس وفد الجبهة إلى حوار القاهرة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «أثرنا موضوع القوات العربية خلال المباحثات التي أجريناها الليلة الماضية مع الوزير عمر سليمان (رئيس المخابرات المصرية) واقترحنا أن يحل الموضوع فلسطينيا من خلال تفعيل دور مجلس الأمن القومي واستقدام ما نراه مناسبا من الخبرات والكفاءات العربية لتدريب الكوادر الأمنية الفلسطينية».