جيش الأمة يتدرب على المعركة ضد إسرائيل.. وفق تفاهم غير مكتوب مع حماس

مقاتلون موالون لـ«القاعدة» يظهرون في قطاع غزة

عناصر من جيش الأمة، الفصيل الاسلامي الفلسطيني يصلون قبل القيام بعمليات تدريب في قطاع غزة (رويترز)
TT

ألقى المسلحون الملثمون بأنفسهم على الأرض واستداروا وأطلقوا نيران بنادقهم الهجومية على هدف تخيلي. على ذلك النحو يتدرب جيش الأمة وهو جماعة إسلامية فلسطينية شكلت وفق آيديولوجية تنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه أسامة بن لادن، على المعركة مع اسرائيل. كما نقل تقرير لوكالة رويترز.

وكتب على جدار داخل معسكر تدريب الجماعة الخاص في قطاع غزة، حيث سمح لصحفايي «رويترز» بزيارة نادرة «اننا قادمون يا يهود». وصاح أبو حفص، القيادي في جيش الأمة، في نحو 25 مسلحا يرتدون ملابس سوداء «اركض..اركض..انبطح».

ويرفض جيش الأمة الكشف عن عدد أعضائه في قطاع غزة الذي انتزع نشطاء حماس السيطرة عليه من حركة فتح في يونيو (حزيران) 2007. وتسمح حماس لجيش الأمة بالعمل في اطار تفاهم غير مكتوب بأن ينأى عن السياسات الداخلية الفلسطينية وألا يستخدم القوة لفرض معتقداته على شعب غزة. وقال أبو حفص، البالغ من العمر 35 عاما والذي اعتقلته حماس عدة مرات لفترات وجيزة، ان جيش الأمة ليس جزءا من «القاعدة» لكن «نحن نرتبط مع إخواننا في تنظيم «القاعدة» بارتباط عقائدي».

وزادت الجماعات الموالية لـ«القاعدة» من ظهورها في قطاع غزة بعد سيطرة حماس عليه. وقال أبو حفص إن آيديولوجية القاعدة الإسلامية الأصولية تنتعش في القطاع. وفي إطار هذه الفلسفة قال أبو حفص إن المسلمين في شتى أنحاء العالم ملزمون بقتال الاسرائيليين و«الكفار» حتى يحكم الإسلام الأرض.

وأوضح أن جماعته تعتمد على التبرعات من سكان قطاع غزة لتمويل أنشطتها التي تشمل المشاركة في قتال ضد جنود إسرائيليين يقومون بغارات ضد نشطاء في القطاع. وأضاف «بنو صهيون هم احتلال ويجب اجتثاث هذا الاحتلال بالكامل»، مستبعدا اي مفاوضات مع اسرائيل. وتابع قائلا «نحن إن شاء الله سنقاتلهم كما امرنا بذلك الله والرسول صلى الله عليه وسلم».

وكانت حماس، التي يدعو ميثاقها الى تدمير الدولة العبرية لكن قادتها وافقوا على وقف لإطلاق النار مع اسرائيل في يونيو الماضي، قد أعلنت أنها لا تؤيد أفعال وبيانات «القاعدة».

واستطرد أبو حفص قائلا «نقول للعالم.. لن يعيش العالم في أمان ما دامت دماء المسلمين تسفك».

الى ذلك، قلل اصوليون في لندن من اهمية «جيش الامة» وقال الاسلامي الليبي نعمان ابن عثمان القيادي الاسبق بـ«الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة» المنضوية تحت لواء «القاعدة»: «ان جيش الامة جماعة مجهولة الاعمال». واوضح ان افكار «القاعدة» موجودة داخل غزة بقوة، وحماس تضيق الخناق على عموم التيار السلفي، وتم اعتقال بعض اعضاء الحركات الاصولية، لكن أي جماعة تعرف بما ينسب اليها من اعمال».

من جهته قال الاسلامي المصري الدكتور هاني السباعي في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» ان افكار القاعدة تنتعش في اراضي غزة، ولكن هناك كثيرا من التيارات السلفية غير راضية عن حماس، التي تفاهمت مع اسرائيل، بل ان البعض يتهم حماس بانها تخلت عن اول شعاراتها وهو تطبيق الشريعة، وانها باتت مثل بقية الانظمة العلمانية في المنطقة. وقال «لا يمكن الحكم على أي جماعة إلا بأعمالها». وقال اصولي آخر :«القاعدة عندما تريد ان تعمل في فلسطين فانها تعلن عن ذلك رسميا وفي مواقعها وفي المؤسسات الاعلامية التابعة لها مثل موسسة السحاب والفرقان، ويطل علينا الظواهري ليعلن عن ذلك، مثلما ظهر واعلن انضواء الجماعة الليبية المقاتلة تحت راية القاعدة». وكان أول ظهور لتنظيم «جيش الأمة» الذي اعلن عن نفسه بدوي كبير في يناير الماضي بحسب اسلاميين في لندن، خلال زيارة الرئيس الأميركي بوش الى اسرائيل، حيث اعلن ناطق باسم الجيش في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة ان «الجيش يسعى الى القضاء على الرئيس الأميركي وأعوانه في الدول العربية والإسلامية». ووصف الولايات المتحدة بأنها «رأس الكفر، وتدير الحرب ضد كل ما هو إسلامي بدءاً من أفغانستان ومروراً بالشيشان وفلسطين». وعن هوية «جيش الأمة»، قال: «نحن شباب مسلم من بيت المقدس ومن أهل السنة والجماعة»، مشيراً إلى ان للتنظيم «انتشارات واسعة في الضفة الغربية والأراضي المحتلة العام 1948 وبيت المقدس». ونفى ان تكون للتنظيم أي علاقة بجماعة «فتح الإسلام» التي يتردد ان بعض عناصرها تسلل الى القطاع أخيراً. وقال: «فتح الإسلام والقاعدة أخوة لنا، وليس بيننا أي اختلاف في العقيدة وليس بيننا أي ارتباط تنظيمي».