استمرار تحليق الطائرات الأميركية على الشريط الحدودي الباكستاني

إسلام آباد تنفي إبلاغها مسبقا بغارة الخميس

TT

على الرغم من تأكيدات مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى، أن أميركا سوف تحترم سيادة باكستان على أراضيها، استمرت طائرات التجسس الأميركية بدون طيار تحوم فوق المناطق الشمالية والجنوبية من وزيرستان يوم الخميس.

وقال مسؤولون باكستانيون وسكان محليون لـ«الشرق الأوسط»، إن طائرات التجسس الأميركية شوهدت تحلق في سماء أقاليم وزيرستان الجنوبية والشمالية. واضاف مسؤول باكستاني أرسل إلى المنطقة: «لا يمكن دائما رؤية طائرات التجسس في السماء، ولكن الضوضاء التي تحدثها يمكن سماعها طوال الوقت». وقال أحد سكان شمال وزيرستان إنه لم يحدث أن أطلقت أية صواريخ من تلك الطائرات يوم الخميس: «ولكننا نسمع صوت محركات هذه الطائرات طوال اليوم».

وتسبب التحليق المستمر لطائرات التجسس الأميركية في سماء شمال وجنوب وزيرستان في خوف شديد بين سكان هاتين المنطقتين القبليتين القريبتين من الحدود الأفغانية. وأعلن الجيش الباكستاني أنه أصدر أوامره لقادة الميدان المنتشرين على الحدود مع أفغانستان، بالتصدي لأية محاولة للقوات الأميركية بشن غارة عبر الحدود. ويعتقد خبراء الدفاع أن القوات الباكستانية لديها القدرة على وقف أية غارة برية على الأراضي الباكستانية من قبل القوات الأميركية. ولكن لا تملك باكستان القدرة على إسقاط طائرات التجسس الأميركية، التي تطير بسرعة أكبر من الطيران الباكستاني القديم من طائرات ميراج الفرنسية. وصرح محلل عسكري رفيع المستوى، رفض ذكر اسمه: «ربما يمكن لطائرات إف ـ 16 أن تسقط طائرات التجسس التي تعمل بدون طيار، ولكنني متأكد من أن القيادة العسكرية الباكستانية ستكون مترددة في استخدام نظام سلاح أميركي الصنع ضد القوات الأميركية في المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان».

وقد شنت الطائرات الأميركية بدون طيار آخر غارة صاروخية داخل الأراضي الباكستانية يوم الأربعاء، بعد ساعة من تأكيد رئيس هيئة رؤساء الأركان الأميركية المشتركة الأدميرال مايك مولين على الزعماء الباكستانيين أن أميركا ستحترم سيادة باكستان على أراضيها. وقال مسؤولون أميركيون أيضا إن سلطات الجيش الباكستاني علمت بأمر الغارات بعد دقائق من إصابة صاروخ أميركي لأحد المنازل في جنوب وزيرستان.

ونفى وزير خارجية باكستان شاه محمود قرشي ما قاله مسؤولو الجيش الأميركي يوم الخميس، وقال إن الحكومة والجيش الباكستانيين لم يُبلغوا بأمر الغارة الصاروخية مقدما. وصرح لرجال الإعلام في مؤتمر صحافي يوم الخميس: «تلك الغارات ستكون لها نتيجة عكسية». من جانب آخر، يصر المسؤولون الأميركيون على أن الأدميرال مايك مولين جاء إلى إسلام اباد للحد من تصاعد التوترات بين باكستان والولايات المتحدة، التي ظهرت إلى السطح بعد غارة برية قامت بها القوات الأميركية في 3 سبتمبر (أيلول) على الأراضي الباكستانية. وكان رد الفعل السياسي في باكستان للغارة الأميركية كبيرا، وظنت الإدارة الأميركية أنه من الأفضل الحد من زيادة التوترات.