هافانا تناشد واشنطن رفع الحصار عنها والسماح لها بشراء مواد أميركية

بعد أن تكبدت خسائر بقيمة 5 مليارات دولار بسبب الأعاصير

TT

ناشد مئات من الكتاب والموسيقيين والفنانين الكوبيين واشنطن من أجل تخفيض القيود التجارية المفروضة على بلادهم، وذلك حتى يسهل على كوبا استيراد المواد الغذائية ومواد البناء من الولايات المتحدة بعد ان تعرضت الجزيرة الى اضرار بالغة بسبب أعاصير «إيك» و«غوستاف» التي ضربت الولايات المتحدة ايضاً. وقالت الحكومة الكوبية إن الاعصارين تسببا في خسائر تقدر بحوالي خمسة مليارات دولار. وكانت هافانا قد رفضت قبول مساعدة اميركية بمبلغ خمسة ملايين دولار، وبالمقابل طلبت رفع الحظر المفروض عليها حتى يتاح لها استيراد مواد من الأسواق الاميركية. وكانت مصادر كوبية قد قالت في بيان نشرته وزارة الخارجية الكوبية إن الحكومة الأميركية تعهدت بتقديم المساعدات الإنسانية لضحايا الفيضانات المدمرة. واضاف البيان: «إذا كانت حكومة الولايات المتحدة الأميركية مستعدة بالفعل للتعاون مع الشعب الكوبي في مواجهة مأساة الإعصار الأخير، فإنها مطالبة بالسماح ببيع المواد الأساسية لكوبا وأن تعلق القيود المفروضة على بلادنا والتي تمنع الشركات الأميركية من تقديم قروض تجارية لنا لشراء المواد الغذائية من الولايات المتحدة».

وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً رداً على التصريح الكوبي، جاء فيه: «في هذا الوقت، نحن لا نعتقد أن هناك ضرورة لتخفيف القيود المالية ومنع السفر المفروضة على كوبا من أجل مساعدة ضحايا الإعصار». وفي تطور لافت، اعلنت البعثة الدبلوماسية الاميركية في كوبا الثلاثاء الماضي ان بلادها وافقت على اجازات بيع كوبا «منتجات زراعية» بقيمة 250 مليون دولار هي كناية عن مواد غذائية وخشب لاعادة الاعمار وذلك لمساعدة الجزيرة التي اجتاحتها الاعاصير.

وبعد رفض الحكومة الكوبية المساعدات المباشرة من واشنطن، قررت الولايات المتحدة ارسال مساعدة بقيمة 10 ملايين دولار لمنظمات غير حكومية كي تقدم الدعم للمنكوبين الكوبيين، حسب ما جاء في بيان صادر عن قسم رعاية المصالح الاميركية في هافانا. وقالت الحكومة الكوبية إن الاعاصير أدت الى تدمير 450 الف منزل وتشريد 200 الف شخص، مضيفة أن اقتصاد البلاد قد تحطم ، كما شملت الكارثة الوضع الاجتماعي والسكن وهو ما لم تعرفه كوبا قط».

وفي غضون ذلك قبلت كوبا بشروط استئناف الحوار السياسي مع الاتحاد الاوروبي، وذلك بعد شهرين من رفع العقوبات الدبلوماسية المفروضة عليها. وقال بيان اصدرته وزارة الخارجية الكوبية: «تقبل اقتراح استئناف الحوار شرط تهيئة شروط مناسبة بالتوافق بين الجانبين». وكان الاتحاد الاوروبي قد قرر قبل شهرين رفع العقوبات التي فرضها على كوبا في عام 2003 احتجاجا على سجن اكثر من سبعين منشقا من قبل حكومة الرئيس السابق فيدل كاسترو، وكانت العقوبات الاوروبية على كوبا قد علقت عام 2005 الا انها لم ترفع تماما. وشملت العقوبات التي قرر الاتحاد الاوروبي فرضها على كوبا منذ خمس سنوات زيارات الوفود الحكومية ومشاركة الدبلوماسيين الاوروبيين في الأنشطة الثقافية التي تنظم في كوبا. ومارست مدريد التي تربطها علاقات طيبة مع كوبا، ضغوطا من اجل رفع العقوبات بشكل نهائي، حيث ترى الحكومة الاسبانية أن راؤول كاسترو أدخل اصلاحات سياسية كبيرة.