أميركية بين قتلى هجوم السفارة بصنعاء واعتقال 25 مشتبها

الجهاد تعلن ارتباطها بالقاعدة وتهدد بهجمات إضافية .. وفريق إف بي آي في طريقه لليمن

جندي يمني يحيي بعض أعضاء السفارة الأميركية خلال تفقدهم موقع الهجوم أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلن امس أن اميركية كانت في طابور المراجعين هي بين قتلى الهجوم الذي تعرضت اليه السفارة الأميركية في صنعاء امس وقتل فيه 16 شخصا بعد معركة مع المهاجمين. جاء ذلك بينما قال بيان لجماعة تطلق على نفسها اسم جماعة الجهاد الاسلامي باليمن ووزع على وكالات الانباء، انها تابعة لتنظيم القاعدة وتعهدت بشن مزيد من الهجمات بعد الهجوم الانتحاري المزدوج بسيارتين ملغومتين على السفارة الأميركية.

وقال البيان الذي وقع عليه زعيم الجماعة ابو الغيث اليماني «نحن منظمة الجهاد الاسلامي باليمن التابع لتنظيم القاعدة نكرر طلبنا مرة اخرى للرئيس علي عبد الله صالح بسرعة الافراج عن اخواننا المعتقلين خلال 48 ساعة. وفي البيان الذي حصلت رويترز على نسخة منه هددت الجماعة انه اذا لم يحدث ذلك سوف تستمر سلسلة الهجمات ضد المصالح الغربية والسفارة البريطانية والسفارة السعودية.. كما نطالب السفارة الاميركية والسفارة البريطانية بمغادرة اليمن فورا. وقالت رويترز انه لم يتسن لها التحقق من صحة البيان.

وكانت جماعة الجهاد الاسلامي باليمن، التي ذكرت مصادر اصولية انها امتداد لجيش عدن ابين الاسلامي الذي اعدم زعيمه بعد خطف وقتل سياح اجانب في اواخر التسعينات، انها وراء الهجوم على السفارة الأميركية. واعلنت هذه المجموعة عن نفسها للمرة الاولى عندما تبنت اعتداء انتحاريا بسيارة مفخخة في 25 يوليو (تموز) في حضرموت (شرق) والذي تبناه لاحقا الفرع اليمني لتنظيم القاعدة والذي يطلق على نفسه اسم جند اليمن.

ويومها استهدف الهجوم الانتحاري بسيارة مفخخة مقر قيادة الشرطة في سيئون في حضرموت واسفر عن مقتل شرطي ووقوع 17 جريحا واعقبته حملة للقوى الامنية اعتقل خلالها عدد لم تكشف عنه من المشتبه فيهم.

وقالت وزارة الخارجية الخارجية الاميركية أمس ان هناك اميركية عمرها 18 عاما في عداد الاشخاص الذين قتلوا في الاعتداء. واوضحت الوزارة في بيان تلاه الناطق باسمها روبرت وود ان الضحية الاميركية هي سوزان البنا من بوفالو (نيويورك-شمال شرق). واضاف المصدر نفسه «ان زوجها وهو مواطن يمني، قتل ايضا» في الاعتداء. وقال شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية ان سوزان البنا قتلت اثناء وقوفها في طابور مع اثنين من اقاربها كانا يقدمان طلبين للحصول على تاشيرة لزيارة الولايات المتحدة.

وبحسب وزارة الداخلية اليمنية فقد قتل في هذا الهجوم الذي يعد احد اشد الهجمات دموية في تاريخ اليمن ستة جنود يمنيين واربعة مدنيين علاوة على ستة من منفذي الهجوم. وكان المسؤولون الأميركيون اعلنوا بعد الهجوم انه لم يصب اميركيون في الهجوم.

الى ذلك اعتقلت السلطات اليمنية 25 مشتبها بتورطه في هذا الاعتداء وتم تعزيز أمن المقار الدبلوماسية بينما قال مسؤولون ان فريقا اميركيا من المرجح ان يكون من مكتب المباحث الفدرالي (اف بي أي) في طريقه الى صنعاء للمشاركة في التحقيقات. وقال احد السكان لوكالة الصحافة الفرنسية «انهم في كل مكان» مشيرا بذلك الى عناصر الشرطة والجيش الذين انتشروا في القسم الشمالي الشرقي من العاصمة اليمنية حيث توجد مقرات السفارات الاميركية والبريطانية والقطرية اضافة الى فندق فخم.

اما السفارة السعودية التي استهدفت ايضا بتهديدات تنظيم «الجهاد الاسلامي في اليمن» الذي تبنى الاعتداء، فانها تخضع لطوق حراسة امني منذ الاربعاء، بحسب سكان. وفي القطاعين اقيمت عدة حواجز طرق في حين يتفحص جنود وضعوا اصابعهم على زند رشاشاتهم الثقيلة التي نصبوها على عرباتهم.

وجدد نائب رئيس الوزراء اليمني لشؤون الدفاع والامن رشاد العليمي في تصريح نشرته صحيفة 26 سبتمبر التي تصدرها وزارة الدفاع ان «اليمن سيظل شريكا فعالا للمجتمع الدولي في مكافحة الارهاب وتجفيف منابعه».

واكد انه لولا يقظة رجال الأمن واستبسالهم وتمكنهم من القضاء على الإرهابيين وتفجير السيارتين المفخختين لكان يمكن أن تحدث كارثة، مشيراً إلى أن معظم الإرهابيين كانوا يلفون أجسادهم بأحزمة ناسفة واستخدموا كميات كبيرة من أنابيب الغاز لإحداث قوة تفجيرية وتدميرية هائلة. واعتبر العليمي ان الاعتداء على السفارة الاميركية «يأتي في سياق ردود الفعل والعمليات الانتقامية خاصة بعد الضربات الموجعة التي تلقتها العناصر الارهابية من قبل الاجهزة الامنية».

من جانبه اكد وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي ان بلاده تحتاج «مساعدة دولية» في مكافحة الارهاب، على ما اودرت وكالة الانباء اليمنية. الى ذلك قالت السفارة الأميركية بصنعاء أمس إنها لم تغلق أبوابها بعد الهجوم التفجيري الذي وقع أمامها يوم الأربعاء وذلك ردا على انباء بهذا الصدد. وحسب وكالة روتيرز فقد قال متحدث باسم السفارة الأميركية «أنا جالس في السفارة الآن». وأضاف أن السفارة مغلقة أمام الزائرين لأن الخميس يمثل بداية عطلة نهاية الأسبوع في اليمن وليس بسبب الهجوم.

وقتل 6 من المهاجمين في الاعتداء الذي استخدمت فيه سيارتان مفخختان والاسلحة الرشاشة والـ«ار بي جيه» وارتدى بعض المهاجمين زي الشرطة. ولم يصب مبنى السفارة بأضرار سوى في السور الخارجي.