علماء الشيعة يدرسون إصدار رد على بيان القرضاوي

فحص: نحتاج إلى قراءة في العمق .. والعلماء يساهمون في تكريس الانقسامات

TT

كشف أحد المقربين من المرجع الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله أنه لن يدخل في سجال مع القرضاوي حول هذا الموضوع، لكنه أشار الى أن «ثمة ردا يدرس». أما المفكر الشيعي السيد هاني فحص فقد قال لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يقرأ الموقف ولا الاعتذار عنه، وأضاف: «لم يكن الموقف مفاجئا ولا الاعتذار كذلك». وإذ اشار الى ان «هناك دائما تعميمات وانفعالات غير علمية، رأى أن كبار العلماء يساهمون في تكريس الانقسامات والطروحات المذهبية». وقال: «نحن مسؤولون أولا عما يحصل كعلماء دين، وهذه المرة نحتاج الى قراءة في العمق»، مشيرا الى أنه غير مهتم بقراءة أي نص أو اعتذار «لأن النصوص تكرر نفسها».

ودعا فحص الى «إخراج الدين من التلفاز والذهاب به الى المسجد»، وقال: «عالم الدين عالم بشيء لا بكل شيء»، وأضاف: «أنا لا أكفّر أحدا لكن ما نراه ليس دينا، فالدعاة حكواتيون والنص السياسي هو السائد في المسجد والناس لم تعد تستمع الى الموعظة، فالخطاب التقووي عال جدا والممارسة منخفضة جدا». من جهته قال عالم اخر رفض الكشف عن اسمه: «الشيخ القرضاوي طوال حياته من دعاة وحدة الأمة الإسلامية، ومن الرواد في عملية التقريب بين السنة والشيعة؛ ولذلك كانت الحساسية من التصريحات التي صدرت عنه بشأن تبشير الشيعة لمذهبهم». وكانت ردود أفعال إعلامية متباينة أثارها البيان الذي أصدره مكتب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ القرضاوي في وقت متأخر من مساء الاربعاء ردا على اتهام علماء شيعة له بتكريس الفرقة بين السنة والشيعة على خلفية تصريحات صحافية له حذر فيها من نشر التشيع في الدول السنية. ففي الوقت الذي اقتصرت فيه عناوين بعض الموضوعات بالصحف والمواقع الإلكترونية على الوصف المجرد للبيان، مثل «القرضاوي يرد على علماء شيعة وينفي تهم الطائفية»، أتت بعض العناوين لتحمل تقييما للبيان، مثل «القرضاوي يكرر حملته على محاولات الغزو الشيعي للمجتمعات السنية». وكان الشيخ القرضاوي قد صرح في حوار مع جريدة «المصري اليوم» المصرية المستقلة بأن «الشيعة مسلمون، ولكنهم مبتدعون، وخطرهم يكمن في محاولتهم غزو المجتمع السني». وأكد في بيانه أنه صارح برأيه السابق آيات الله حينما زار إيران منذ نحو عشر سنوات، حيث قال لهم: «هناك خطوط حمراء يجب أن تراعى ولا تتجاوز، منها سب الصحابة، ومنها نشر المذهب (الشيعي) في البلاد السنية الخالصة، وقد وافقني علماء الشيعة جميعا على ذلك».