الأميركية القتيلة بهجوم السفارة إحدى قريبات جابر البنا مشتبه «القاعدة»

مسؤولون أميركيون: كانت في المكان بالصدفة ولم تر ابن عمها المطلوب منذ كانت طفلة

سوزان البنا
TT

قُتلت فتاة من مدينة لاكاوانا (ولاية نيويورك) هذا الأسبوع في الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية باليمن، وقالت السلطات يوم الخميس إنها تحقق فيما إذا كانت مجموعة مسلحة يعتقد أنها على علاقة بتنظيم القاعدة هي المسؤولة عن الهجوم، ويُقال أن من بين المجموعة ابن عم للفتاة الأميركية كعضو بارز في اليمن. وكانت سوزان البنا، التي تبلغ من العمر 18 عاما، وزوجها اليمني عبد الجليل، من بين 17 قتيلا خلال الهجوم الذي نفذ يوم الأربعاء في العاصمة اليمنية صنعاء، حسبما قال أقارب لها ومسؤولون بوزارة الخارجية الأميركية. وأكد مسؤولان فيدراليان بارزان أن التحقيق في هذا الهجوم يركز على خلايا محلية لتنظيم القاعدة يعتقد أن لها صلة بابن عم سوزان جابر البنا. وقد قضت سوزان وابن عمها فترة من الوقت في مدينة لاكاوانا، حيث تربت سوزان ودخلت مدرسة لاكاوانا الثانوية. ويقول أصدقاؤها وأقاربها إنها ودودة ومحبوبة، ولها سبعة إخوة لا علاقة لهم بالإرهاب. وفي المقابل، كان جابر يعمل في المبيعات وكسائق تاكسي في لاكاوانا، وقد سقط في براثن مجموعة من المتطرفين وذهب إلى مسقط رأسه اليمن، وهناك، حسبما يقول مكتب المباحث الفيدرالي، أصبح أحد أبرز الأعضاء في مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة. يبلغ جابر من العمر 42 عاما وهو على قائمة مكتب المباحث الفيدرالي لأكثر الإرهابيين المطلوبين وترصد الولايات المتحدة خمسة ملايين دولار مقابل رأسه. وقد رفعت هيئة محلفين فيدرالية في نيويورك اتهامات ضده بوصفه العضو السابع في مجموعة من الرجال يحملون الجنسيتين اليمنية والأميركية وسجنوا لأنهم سافروا إلى معسكر تدريب للقاعدة عام 2001. حاول مكتب المباحث الفيدرالي ومعه وزارة العدل جلب جابر إلى الولايات المتحدة لمواجهة تلك التهم، ولكن مسؤولا بارزا في مكافحة الإرهاب بمكتب المباحث الفيدرالية قال إن الحكومة اليمنية ابلغتهم إن دستورها يحظر مثل هذا، وفي بعض الأحيان كانت تسمح له وبعض من يزعم بأنهم أعضاء بارزون عملية القاعدة باليمن بالتجول بحرية طالما أنهم يتعهدون بعدم تنفيذ أية هجوم داخل البلاد. ويضيف مسؤول في إحدى السلطات الفيدرالية المسؤولة عن تطبيق القانون: «نحن نعرف أين هو، واليمنيون يعرفون أين هو.... ونتمنى أن يقدمه اليمنيون لنا، ولكن هذا ليس مطروحا» وقد وجه مسؤولون أميركيون انتقادات حادة لليمن، وقالوا إن السلطات تساهلت مع إرهابيين على مدى عدة أعوام، على الرغم من أنه زيادة الجهود المبذولة في هذا المجال في الفترة الأخيرة، حسبما يقول مسؤول بارز بمكتب المباحث الفيدرالي، فضل مثل غيره التحدث شريطة عدم ذكر اسمه، لتجنب حساسيات دبلوماسية. ويقول المسؤول البارز في إحدى السلطات الفيدرالية لتطبيق القانون إن السلطات الأميركية قد بدأت تساعد اليمن في التحقيقات بشأن الهجمات، في ظل احتمالية لتورط خلية تابعة للقاعدة في السعودية بالإضافة إلى الخلية الموجودة في اليمن. وقال السفير اليمني في الولايات المتحدة عبد الوهاب عبد الله الحجري في مقابلة أجريت معه أنه من المبكر جدا تحديد المسؤول عن هجوم الأربعاء، وما إذا كان على صلة بتنظيم القاعدة أو ما إذا كان مهاجمون هاربين. وقد قام عملاء فيدراليون بزيارة منزل سوزان في لاكاوانا يوم الأربعاء وأكدوا أنها قريبة لجابر. ويقول مسؤول فيدرالي: «أنا متأكد من أنها كانت هناك صدفة، هي ليست فتاة سيئة».

ويقول أحمد البنا، الذي يبلغ من العمر 37 عاما، سألوا عن العلاقة بين أخته وجابر، ولكن أفراد العائلة قالوا إنها لم تره منذ أن كانت فتاة صغيرة. ويقول جريجوري جونسون، وهو خبير في شؤون اليمن بمركز مكافحة الإرهاب التابع للجيش إن جابر البنا كان واحدا من الأعضاء البارزين في جيل أكبر من القاعدة الذين أثاروا غضب قيادات أكثر عنفا بسبب «اتفاق عدم الاعتداء» مع الحكومة.

* خدمة لوس انجليس تايمز ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»