«حماس» ترفض قائمة إسرائيل المقدمة للقاهرة مقابل شاليط.. وتل أبيب تفضل وسيطا آخر

الحركة تريد إطلاق سراح ناشطين لها معتقلين في مصر

فلسطينيات ينتظرن أمام نقطة تفتيش أثناء عبورهن لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى أمس (إ.ب.أ)
TT

قالت حركة حماس «أن لا تجاوز ولا تفريط» في الشروط التي وضعتها المقاومة للافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط. وجاء ذلك تأكيدا لرفض حماس للقائمة التي قدمتها إسرائيل الى القاهرة، وتضم 450 اسما لأسرى فلسطينيين تقترح اسرائيل الافراج عنهم مقابل إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط في المرحلة الأولى.

وقال مسؤول في الحركة لـ «الشرق الاوسط» «قرار الحركة ان لا حديث حول ملف شاليط ابدا، لكن اقول لك ايضا ان لا تجاوز ولا تفريط في شروط الأسرى مطلقا».

وكان عوفر ديكل مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قد نقل إلى القاهرة قبل يومين قائمة الاسماء الـ 450 لأسرى فلسطينيين تقترح إسرائيل الإفراج عنهم. وبحسب مصادر في حماس فان الافراج عن شاليط مشروط بقبول إسرائيل بقائمة حماس، وتنفيذ كل الاستحقاقات التي وردت في اتفاق التهدئة ومن ضمنها إعادة فتح المعابر بشكل كامل والسماح بدخول كل البضائع والمواد، وأخيراً إعادة فتح معبر رفح. وقالت المصادر إن حماس تشترط أيضاً قيام الأجهزة الأمنية المصرية بالإفراج عن عناصرها الذين يقبعون في السجون المصرية الذين اعتقلوا في سيناء بعد انهيار الحدود المصرية ـ الفلسطينية في يناير (كانون الثاني) الماضي. وكانت هذه القضية مثار خلاف كبير بين حماس ومصر، اذ تصر حماس على اطلاق سراح من تعتبرهم احد افضل الناشطين في كتائب القسام، جناحها المسلح. وتبدي حماس انزعاجا من الطريقة التي تدير بها مصر ملف شاليط. وقالت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية إن حماس بدأت في اتخاذ خطوات ملموسة من أجل إيجاد وسيط جديد ليحل محل القاهرة في المفاوضات حول صفقة شاليط. الا ان مصارد حماس اكدت لـ «الشرق الاوسط» انه يفهم الانزعاج الكبير من طريقة مصر في ادارة الملف الا ان مصر مازالت الوسيط». وبحسب الصحيفة فان حماس ترى أن مصر قد فشلت فشلاً ذريعاً في محاولاتها لتقديم أي نوع من التقدم في الأمر. وقالت الصحيفة إن إسرائيل مهتمة أيضاً بإبعاد مصر عن ملف شاليط، لكنها تخشى من أن يكون لمثل هذا التحرك تأثير على علاقتها مع القاهرة. واضافت «إن مبعوث إسرائيل في المفاوضات عوفر ديكل يدرس إمكانية إعطاء مصر «دورا احتفاليا» في المحادثات مع السماح لطرف آخر بالوساطة، وأشارت إلى أنه في أعقاب تبادل الأسرى بين إسرائيل و«حزب الله» صدرت دعوات عن «حماس» لتحل ألمانيا محل مصر في الوساطة بشأن صفقة تبادل الأسرى». وأعرب العديد من المسؤولين في «حماس» عن خيبة أمل عميقة إزاء الطريقة التي كان المصريون التعامل مع شاليط وجهود الوساطة. ويرى مسؤولو حماس إن مصر أثبتت أنها غير قادرة على وضع ما يكفي من الضغط على إسرائيل لقبول مطالب الحركة.

وتطالب حماس بالافراج عن اكثر من ألف معتقل كما كان أكد ذلك لـ «الشرق الاوسط» ابو عبيدة الناطق باسم القسام. وعلم ان الحركة تطالب بالف من الاسرى، اضافة الى كل النساء والاطفال والمرضى. ويقترب العدد من 1500. ومازالت حماس تحتفظ بشاليط في مكان غير معلوم حتى لكبار قادتها. كما ان جدلا حادا مازال مستمرا داخل الحركة حول نقل ملف شاليط الى جهة اخرى أم لا. لكن القضايا العالقة بين حماس ومصر تمنع من نقل الملف خوف ان يؤثر ذلك سلبا على العلاقة مع المصريين في كل الملفات.