ألمانيا: اعتقال ألمانيين من أصول تركية وأفغانية بتهمة الإرهاب

TT

بعد أسبوع واحد من اعتقال ألماني، من أصل تركي، بتهمة الانتماء إلى منظمة «اتحاد الجهاد الإسلامي» أعلنت النيابة الألمانية العامة عن اعتقال ألمانيين من أصول أفغانية وتركية بالقرب من فرانكفورت (غرب). وكانت المحكمة العليا الألمانية أصدرت قرارا بحبس الألماني، التركي الأصل، عمر أو. يوم 11 سبتمبر الماضي بتهمة مماثلة. ووجهت النيابة العامة في كارلسروهة يوم أمس الجمعة تهمة «دعم» منظمة إرهابية إلى كل من أوميد س. الأفغاني الأصل (27 سنة) والتركي حسين أو، التركي الأصل (27)، اللذين يسكنان بالقرب من فرانكفورت. وجاء في تصريح صحافي للنيابة العامة أن المتهمين ينتميان إلى خلية «زاورلاند» التي تم اعتقال ثلاثة من أفرادها في سبتمبر2007 بتهمة التحضير لعمليات بالقنابل ضد مقاه يرتادها الأميركيون والإسرائيليون في كولون ودسلدورف.

وأشار البيان إلى أن الاثنين تم كسبهما من قبل أحد ناشطي خلية «زاورلاند» إلا أنه لا تتوفر أدلة على مشاركتهما في التحضير لعمليات إرهابية. كما تمت مصادرة مواد وتجهيزات، تدخل في التحضير لعمليات إرهابية، مثل الناموسيات والمصابيح اليدوية وأجهزة أم بي3 و أم بي 4 وبوصلة. ويفترض أن يكون أوميد س.. قد تلقى التدريبات العسكرية على الحدود الباكستانية الأفغانية بين مارس وسبتمبر2007 بتزكية من آدم يلماز. وانتمى بعدها إلى تنظيم «اتحاد الجهاد الإسلامي» وساهم في محاولات تجنيد آخرين للمنظمة وجمع التبرعات لها. كما ترك أوميد س. بطاقته المصرفية لآدم خلال فترة غيابه عن ألمانيا، وتولى بنفسه شراء معدات وتجهيزات أوصلها إلى مسؤولي المنظمة المختفين على الحدود الباكستانية الأفغانية.

وحاول حسين أو. بتوجيه من آدم يلماز أيضا، أن يؤدي نفس التدريبات العسكرية على الحدود الباكستانية الأفغانية، إلا أنه وقع في أيدي الشرطة الباكستانية أثناء عبوره الحدود. وتعتقد النيابة العامة ان المتهمين محسوبان على نحو 50 مسلما، يحملون الجنسية الألمانية، وعادوا إلى ألمانيا بعد نيلهم التدريبات العسكرية في معسكرات سرية على الحدود بين باكستان وأفغانستان. وتم اعتقال أعضاء خلية «زاورلاند»، وهم التركي ادم يلماز (29 سنة)، الألمانيان فرتز غوليفيتز (29) ودانييل شنايدر (22)، في سبتمبر2007 بتهمة تشكيل منظمة إرهابية، التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية في ألمانيا وكسب المتطوعين للحرب ضد قوات التحالف في افغانستان والعراق.

وجاء في بيان للنيابة العامة في كارلسروهة آنذاك أن الخلية كانت تستهدف القاعدة الاميركية في رامشتاين (جنوب) والقنصليتين الأوزبيكة والأميركية ببرلين. وتم العثور في حوزة المتهمين على كميات من بروكسايد الهيدروجين كافية لصنع قنابل أشد انفجاراً من تلك التي أودت بحياة 191 مسافراً في العاصمة الإسبانية عام 2004 والأخرى التي استهدفت لندن وراح ضحيتها 52 شخصاً عام 2005. واعتبرت النيابة المتهمين غوليفيتز وشنايدر، اللذين اعتنقا الإسلام مؤخرا، دليلا على صحة تحذيرها من استخدام الألمان المسلمين في العمليات الإرهابية. ونقلت صحيفة «اكسبريس» الألمانية الواسعة الانتشار يوم الأربعاء الماضي أن المتهمين بالإرهاب في قضية خلية «زاورلاند» لم يتقدموا بأية أعترافات أمام النيابة العامة.

وذكرت الصحيفة، نقلا عن مصادر موثوقة، أن نقص الأدلة يقف حائلا دون تحديد موعد محاكمة المتهمين الثلاثة رغم مرور سنة كاملة على اعتقالهم. وكان قاضي المحكمة قد أصدر أمر القاء القبض على المتهمين في الاسبوع الماضي دون أية إشارة إلى تحديد موعد لمحاكمتهم. وجاء في محظر الاتهام أن المتهمين كانوا يعدون إلى هجمات بالقنابل على مراقص يرتادها الاميركيون في دسلدورف وكولون، وأنهم على صلة بمنظمة القاعدة الإرهابية. وذكرت النيابة العامة أن أعضاء خلية «زاورلاند» جمعوا التبرعات «للمجاهدين» في أفغانستان واشتروا صدريات مضادة للرصاص وكومبيوترات دفترية لمصلحة تنظيم القاعدة بأمل نقلها إلى افغانستان.