الصين: اتساع فضيحة الحليب الملوث بالميلامين

غضب شعبي والحكومة تأمر بسحب منتجات الألبان من المتاجر

عمال المتاجر الصينية يرمون أمس عبوات علب الحليب الملوثة بمادة الميلامين (رويترز)
TT

افرغت رفوف المتاجر الصينية من منتجات بعض العلامات التجارية الاكثر رواجا في الصين أمس مع تنامي غضب المستهلكين ازاء اتساع فضيحة الحليب الملوث بالميلامين.

وأمرت الحكومة بسحب قسم كبير من منتجات الالبان بعد الكشف عن وجود مادة الميلامين السامة في مختلف منتجات الحليب السائل واللبن الزبادي والمثلجات في حين كان يعتقد في البدء انها موجودة فقط في الحليب المجفف. وافاد مسؤول في احد متاجر جيان مارت الشعبية لوكالة الصحافة الفرنسية انه «تم سحب كافة المنتجات التي يمكن ان تحتوي على المادة الملوثة من متاجرنا». وتطال الفضيحة 22 شركة منتجة للالبان على الاقل. واكدت السلطات في البداية ان مادة الميلامين مسؤولة عن وفاة اربعة اطفال رضع واصابة ستة الاف باعراض تتراوح بين وجود حصى في الكلى وعسر البول والقيء. لكن سرعان ما برزت مخاوف من ان تكون المشكلة اكبر من ذلك بكثير بعد العثور على المادة السامة في منتجات البان اخرى. وقررت شركة ستارباكس تقديم القهوة بدون الحليب في ثلثي مقاهيها في الصين بعد اعلان الحكومة ان الحليب الذي تسوقه شركة منغنيو التي تتعامل معها ستارباكس ملوث كذلك. وقال عامل في احد متاجر الشركة «كان علينا ان نتوقف عن تقديم الحليب اليوم لاننا نشك في ان يكون ملوثا. علينا ان ننتظر النتائج». واعلنت الحكومة الصينية اول من امس انه تم العثور على الميلامين في الحليب الذي تنتجه ثلاث من كبرى شركات انتاج الالبان في الصين، منغنيو وييلي وغوانغمنغ. ويستهلك منتجات هذه الشركات مئات الملايين من الصينيين. وأصدرت هيئة مراقبة الجودة أمس الجمعة نتائج الفحوصات التي اجريت على المستوى الوطني والتي بينت وجود المادة السامة في 24 من 295 عينة اخذت من منتجات الشركات الثلاث. ودعت هيئة مراقبة الجودة المنتجين الى المبادرة طوعا الى سحب كافة المنتجات الملوثة. ولم يتسن الاتصال بمسؤولين في تلك الشركات للتعليق على هذا الطلب. وأمرت الحكومة بسحب المنتجات الاربعاء بعد العثور على الميلامين في حليب الاطفال المجفف الذي تنتجه 22 شركة للالبان. والميلامين منتج كيميائي يستخدم في صنع انواع من اللصاق والبلاستيك، كما يستخدم مقويا لمنتج آخر ولاعطاء انطباع بان المحتوى اغنى بالبروتين. وافادت تقارير صحافية ان عملية الغش تجري عبر تخفيف الحليب بخلطه بالماء لتقليل الكلفة ومن ثم اضافة الميلامين لتحسين محتواه من البروتين وجعله يبدو طبيعيا. وقالت بعض الصحف ان الغش يمارس في الصين منذ سنوات وان نظام مراقبة سلامة الاغذية يعاني من الفساد والفوضى وهو بالتالي عاجز عن منع الغش او الكشف عنه. ودعت كاثي وانغ، صاحبة محل للصيغة في بكين، الحكومة الى انزال اقسى العقوبات بالمسؤولين عن فضيحة الحليب الملوث. وقالت وانغ وهي تتناول كأسا من الشاي في احد المقاهي «المجرمون يستحقون عقوبة الاعدام وينبغي ان تكون هناك محاكمة علنية. انهم اكثر سوءا من القتلة». واضافت ان «على الهيئات الحكومية ان تعاقب كذلك بقسوة على اهمالها». واعرب كوي هونغتشن، 36 عاما، عن قلقه وغضبه لانه كان يشتري الحليب لابنه البالغ من العمر ثماني سنوات من احدى العلامات المشبوهة.

وقال كوي الذي كان يتسوق «انا قلق جدا بشأن الحليب الذي اشتريناه لان الشركة تزعم انه يحتوي على كمية عالية من البروتين. سأقاضيهم ان تسبب الحليب بأي مشكلة لابني». واعلنت الحكومة اعتقال 18 شخصا يشتبه في تورطهم في بيع الميلامين او اضافته الى الحليب. ودعت منظمة الامم المتحدة للطفولة الحكومة الصينية الجمعة الى اجراء تحقيق شامل. وقال بيتر سلاما مسؤول قسم الصحة في اليونيسيف في جنيف ان «المنظمة توصي دائما باعطاء حليب الام للاطفال دون الستة اشهر لانه الاكثر امانا للاطفال». كما طلبت منظمة الصحة العالمية من الصين تفسير سبب مرور عدة اشهر قبل كشف فضيحة تلوث الحليب. وقالت منظمة الصحة العالمية الجمعة في بيان ان «التاريخ الدقيق للتسمم الناجم عن تلوث الحليب غير معروف. لكن احد المنتجين تسلم شكوى اثر ظهور اعراض في مارس (اذار) الماضي». ووعدت الحكومة الصينية بالقاء الضوء ومعاقبة المسؤولين عن الغش.