مرجعيات دينية وسياسية ترحب بلقاء الحريري ـ حزب الله

قباني: خطوة إيجابية تؤسس لمرحلة جديدة > رعد: الهدف لملمة الوضع

TT

قوبلت الزيارة التصالحية التي قام بها اول من أمس وفد من نواب «حزب الله» برئاسة النائب محمد رعد لرئيس «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري، بترحيب واسع من مرجعيات دينية وقيادات وقوى سياسية، إلى جانب الاشادة بالمساعي والجهود التي يقوم بها الحريري لتخفيف الاحتقان ومنع خطر الفتنة.

وقد أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني دعمه وتأييده لأي مصالحة بين اللبنانيين. وقال في بيان اصدره أمس: «ان ما يجري من لقاءات بين الأطراف السياسية في هذه الآونة هو خطوة ايجابية تؤسس لمرحلة جديدة تصب في تثبيت الاستقرار وإزالة الاحتقان والاستفزازات والفرقة والصدام، للوصول إلى آلية لعدم تكرار الخطأ باللجوء إلى العنف مرة ثانية في الداخل». وثمَّن «المساعي والجهود التي يقوم بها الشيخ سعد الحريري من لقاءات لتخفيف الاحتقان ومنع خطر الفتنة انطلاقا من مسؤولياته الوطنية الكبرى». وأكد دعمه وتأييده وتشجيعه «لتحقيق أي مصالحة بين اللبنانيين التواقين إلى ترسيخ أمنهم واستقرارهم». ودعا «اللبنانيين إلى أن يوحدوا جهودهم وطاقاتهم باتجاه دعم الدولة وإجراءاتها لتجنيب وطنهم لبنان مزيدا من النزاعات المسلحة التي لا تخدم سياسة ولا وطنا ولا قضية».

كذلك، رحب الرئيس الاسبق للحكومة اللبنانية سليم الحص باللقاء وقال: «نرجو ان يكون فاتحة خير للقاء بين الامين العام لحزب الله (السيد حسن نصر الله) ورئيس تيار المستقبل (النائب سعد الحريري) يفضي الى زوال التشنجات المذهبية من الساحة الوطنية ويعيد الامور الى نصابها الطبيعي. هذا مع الرجاء ان يشجع ذلك على التوصل الى ترتيبات تزيل التوتر بين تيار المردة والقوات اللبنانية».

واعتبر نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم ان «المصالحات التي تجري هي في الواقع تصويب للاختلافات القائمة، بدل أن تكون اختلافات في الشارع تصبح اختلافات في السياسة. وبدل أن تكون في حالة تصادم تتحول الى حالة الحوار. وبدل أن يحتكم البعض الى السلاح الميليشيوي يحتكمون الى صناديق الاقتراع. هذا هو الحل في الاختلاف الموجود في الداخل السياسي. وعلى كل طرف أن يثبت أنه يعمل لمصلحة البلد».

ومن جهته، أكد النائب رعد أن «الهدف من اعتماد طريق التواصل المباشر والانفتاح والحوار الهادئ مع القوى السياسية الأخرى، هو لململة الوضع الداخلي في لبنان وتثبيت الاستقرار وعدم القبول باستمرار التوتر والاحتقان والتحريض الطائفي والمذهبي باللغة الطاغية في التخاطب بين القوى السياسية اللبنانية، حتى إن كانت هذه القوى تمثل بالنسبة الى حزب الله موقفا متباينا واختلافا سياسيا لا يخفيه الحزب». وقال: «ليبق كل فريق على منطقه وقناعته السياسية. ولنمسك بعضنا البعض على طاولة حوار ثنائية أو ثلاثية بموازاة طاولة الحوار المنعقدة في القصر الجمهوري حول الاستراتيجية الوطنية للدفاع». وشدد على «أن قدرنا جميعا في لبنان هو أن ننفتح ونقوى ونحفظ بعضنا البعض وأن نتجاوز الكثير من خلافاتنا الطارئة والعابرة والجزئية لمصلحة تصويب مسارنا وهويتنا الاستراتيجية التي نحفظ من خلالها هذا البلد».

وذكر عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري أن الاجتماع بين الحريري ووفد «حزب الله» «بحث في هاجس اساسي هو الوصول الى الاستقرار الذي يستلزم خطوات معينة. فالاجتماع محاولة لفك اشتباك للدخول الى هذا الاستقرار». وشدد على «ان هذا لم ولن يغير في شيء من طبيعة الخلاف السياسي وطبيعة التحالفات السياسية لكل فريق». واعتبر «ان الزيارة في حد ذاتها تعني الكثير، علما اننا كفريق سياسي لم نطلب الاعتذار بالمعنى المادي. ولكن الزيارة في حد ذاتها تحمل مضمونا واضحا. وبمجرد البحث بسلبيات المرحلة الماضية شيء من الاقرار بما حصل في 7 أيار وما بعد 7 أيار ومازال يحصل في عدد من المناطق. وهذا ما اوضحه النائب سعد الحريري مطالبا بخطوات تهدئة سواء أكان في موضوع الصور والشعارات ام في موضوع الاستفزازات اليومية في عدد من المناطق. وهذا ما حصل وعد بمعالجته، آملين في ان يتم ذلك قبل لقاء النائب سعد الحريري والسيد حسن نصر الله. وهذه الاجراءات ربما ساعدت في شكل اكيد وايجابي بانجاح هكذا لقاء».