أكثر من 7000 دار نشر في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب

في ظل الأزمة المالية العالمية

عاملة بإحدى دور النشر المشاركة في معرض فرانكفورت للكتاب تشرف على تنظيم الكتب المعروضة (أ.ف.ب)
TT

يفتتح اليوم في مدينة فرانكفورت، العاصمة الاقتصادية لغرب ألمانيا، «معرض فرانكفورت الدولي الـ60 للكتاب» الذي يعد اكبر ملتقى عالمي لصناعة الطباعة والنشر، وهذا العام يأتي تنظيم المعرض الكبير الذي يستمر حتى يوم الأحد المقبل في ظل الأزمة المالية الدولية الخانقة.

ومن ثم، ينطلق على وقع استطلاع استبياني متشائم أجري على عينة شملت تسعين شخصاً يمثلون قطاع النشر في المانيا، واظهر ان رقم اعمال هذا القطاع خلال الاشهر التسعة الاولى من العام الحالي تراجع بنسبة 1.3 %. بيد أن مجلة «بوخريبورت» المتخصصة، تورد أنه بالرغم من هذه الحقيقة غير المشجعة فإن نصف المستطلعة آراؤهم لا يعترفون بتدهور في اوضاع النشر بل يعتبرون أن «لسوق الكتاب ظروفاً خاصة بها». والمعروف أن قطاع النشر مهتم جداً هذه الأيام بمسألة الترويج للكتاب الالكتروني.

مع هذا، لا يستبعد كثيرون من المتابعين أن تكون للأزمة المالية العالمية تداعياتها في المعرض. مع أن يورغن بوس، مدير المعرض، ذكر في تصريح صحافي نقلته وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) من فرانكفورت أن 7373 عارضاً (مقابل مشاركة 7448 عارضاً عام 2007) من 101 دولة سجلوا أنفسهم للمشاركة في المعرض هذا العام. وبين ان أبرز الحضور هذا العام «الضيف» الجديد البارز تركيا، إذ يحتفي المعرض في عامه الستين بشكل خاص بالثقافة التركية كـ«ضيف شرف» وتشارك تركيا بنحو 250 كاتبا و150 ناشراً.

وفي المقابل أشار بوس إلى أن مساحات صالات العرض التي استأجرتها إدارة المعرض للعارضين المشاركين ارتفعت هذا العام بنسبة 1.4% مقارنة بالعام الماضي. ويضم المعرض هذا العام 402 ألف كتاب (مقابل 391 ألف كتاب عام 2007). ويشكل العارضون الألمان أكبر مجموعة مشاركة في المعرض إذ يبلغ عددهم 3337 عارضاً، يليهم البريطانيون (834 عارضاً) ثم الأميركيون (662 عارضاً).

وبما يتعلّق بتركيا، على وجه الخصوص، يرى البعض هنا أن دعوة تركيا لتكون «ضيف شرف» على المعرض هذا العام تكتسب مغزى خاصاً وأهمية خاصة في بلد كألمانيا يعيش فيه 4.2 مليون شخص يحملون الجنسية التركية او يتحدرون من اصل تركي، بينما تقف تركيا ذات الـ71 مليون نسمة، السواد الأعظم منهم من المسلمين، على أبواب «الاتحاد الأوروبي». وأمس كان متوقعاً منذ الصباح مشاركة الرئيس التركي عبد الله غل، وأورهان باموك حامل جائزة نوبل للآداب عن عام 2006، في حفل الافتتاح المسائي. كذلك، سيكون بين الكتاب الالف المتوقع حضورهم في فرانكفورت، بجانب أورهان باموك، الأديب الألماني غونتر غراس الحائز نوبل الآداب عام 1999. كما سيحضر، وفق وكالات الأنباء العالمية، البرازيلي باولو كويلو المعروف بحضوره الاعلامي القوي، وسيتلقى «جائزة غينيس» لتسجيله الرقم القياسي للرواية الاكثر ترجمة في العالم عن كتابه «الخيميائي» الذي نشر بـ67 لغة. وسيحتفل بهذه المناسبة بوصول حجم مبيعات كتبه في العالم الى مئة مليون نسخة. ومن الوفود الكبرى التي ستشارك في المعرض، أيضاً، الوفد الصيني الذي يضم ممثلين عن 108 من دور النشر، لا سيما ان الصين، في خطوة انفتاحية أخرى جبارة على الثقافات العالمية غير الأوروبية، ستكون «ضيفة شرف» المعرض في العام المقبل 2009.

كذلك سيتميز المعرض هذا العام بتقديمه وسائل نشر جديدة غير الورق، في استمرار للخط المعتمد منذ بضع سنوات حيث ثمة مساع حثيثة للابتعاد عن احتكار الكتاب المطبوع لقطاع النشر، وفتح المجال أمام الكتاب الإلكتروني. وبمناسبة الكلام عن هذا الموضوع بالذات لن تمثل الكتب «الكلاسيكية» هذا العام في فرانكفورت سوى بـ 42 % من الأعمال المعروضة في حين تتوزع الاعمال الباقية بين تسجيلات صوتية وتسجيلات فيديو وكتب الأشرطة المصورة وبرامج الكومبيوتر التربوية وغيرها. وبطبيعة الحال، ستكون الكتب الالكترونية «نجمة المعرض». والجدير بالإشارة أنه بينما تنتشر الأجهزة القارئة ـ التي يمكن أن تحمل روايات او كتباً أخرى عبر الإنترنت لمطالعتها على شاشات صغيرة نقالة بحجم «كتاب جيب» ـ في كل من الولايات المتحدة واليابان، فهي ما زالت تلقى مقاومة محافظة عند القارئ الأوروبي. هذا، وسيوفّر المعرض بهذا الصدد مناسبة للشركات الكبرى الصانعة لهذه الاجهزة وفي طليعتها «امازون» و«سوني» لعرض أحدث ابتكاراتها في هذا المجال، ولعلها ستتنافس بقوة على تقديم أفضل وسيلة قراءة تمتلك اكبر قدرة على التخزين واكبر قدر من الذاتية.