محضر سري يتهم الروائي التشيكي الأصل بالتسبب في اعتقال مواطن له عام 50

ميلان كونديرا
TT

نفى الروائي الفرنسي، التشيكي الأصل، ميلان كونديرا، بشكل قاطع أمس الأخبار التي أشارت إلى أنه وشى بأحد مواطني بلده الأُم إلى رجال الأمن، قبل قرابة ستين سنة. وكانت مجلة «رسبيكت» التشيكية قد نشرت مقالا لأحد الباحثين في المعهد التشيكي لدراسات الأنظمة التوتاليتارية، يتضمن وثيقة تتهم كونديرا بأنه سلم الشرطة، عام 1950، شاباً معارضاً للنظام الشيوعي الذي كان يحكم البلد.

وأثار الاتهام ضجة في الأوساط الثقافية، لا في براغ فحسب، بل أيضاً في فرنسا التي يقيم فيها الروائي منذ عام 1975 ويحمل جنسيتها منذ 1981. وزاد من الاهتمام بالتهمة أن المجلة التي كشفتها هي من الصحف الرصينة. لكن كونديرا عبّر في تصريحات مختلفة عن صدمته مما نشر وتناقلته وسائل الإعلام العالمية، وقال: «أحتج بقوة على هذه الاتهامات التي هي محض أكاذيب». وأضاف في حديث بالهاتف لوكالة أنباء تشيكية: «أنا مندهش تماماً من هذا الأمر، الذي لم أكن أتوقعه مطلقاً وأجهل كل شيء عنه حتى البارحة، والذي لم يحدث أبداً... إنها قضية غامضة».

ويبدأ المحضر الذي نشرته المجلة كالتالي: «اليوم، في حوالي الساعة الرابعة عصراً، حضر إلى القسم طالب يدعى ميلان كونديرا، مولود في الأول من أبريل (نيسان) 1929 ويقيم في المدينة الجامعية في براغ، وقدم بلاغاً...». وتمضي الوثيقة فتشير إلى أن البلاغ قدّم معلومات أدت إلى اعتقال المدعو ميروسلاف دفوراسيك، المعارض للنظام والمشتبه بالتجسّس لصالح الأميركيين. وقد حكم على المتهم بالسجن 22 سنة وأرسل إلى معسكرات العمل الإجباري في منجم لليورانيوم ولم يطلق سراحه إلا عام 1963. وبعد نشر الوثيقة، بحث الصحافيون عن المدعو دفوراسيك ليعرفوا رأيه، وعثروا على الرجل البالغ من العمر، حالياً 80 سنة، فقال إن معرفة اسم الواشي لا تهمه كثيراً.

ويحظى كونديرا، صاحب رواية «خفة العيش التي لا تحتمل» بإعجاب ملايين القراء في أنحاء العالم. وقد ترجمت كتبه إلى العربية، لكن شعبيته تراجعت في بلده الأصلي لأنه اختار الهجرة إلى فرنسا وراح منذ عام 1995 ينشر رواياته بلغتها. كما أنه يعارض ترجمة كتبه إلى لغته الأُم بسبب الرقابة التي كانت السلطات التشيكية قد مارستها على كتابه «ربيع براغ». وهو يرفض، منذ ربع قرن، إجراء مقابلات صحافية، معتبراً أن رواياته تتكلم نيابة عنه.