تحسن أسعار النفط قليلا بفضل خطط إنقاذ البنوك والتوقعات بازدياد الطلب

إيران تدعو أعضاء أوبك إلى التعاون لخفض الإنتاج.. ووزير النفط العراقي يلتقي الشركات في لندن لتفعيل قطاع الطاقة

الأسواق الآسيوية والأوروبية تقتدي بالأسواق الأميركية (رويترز)
TT

الخطط التي أعدتها الحكومات الأوروبية والأميركية المختلفة بهدف إنقاذ القطاع المصرفي ساهمت في حدوث بعض الانتعاش في سوق النفط، كما بينت الاسعار والتقارير المختلفة. وكانت أسعار النفط الاميركي قد سجلت في بعض مراحل التعامل يوم الجمعة الماضي 77.63 دولار وهو أدنى مستوى منذ العاشر من سبتمبر (أيلول) 2007.

وارتفعت اسعار العقود الاجلة للنفط الخام أكثر من دولارين للبرميل أمس الثلاثاء لتواصل الاتجاه الصعودي الذي رفعها أربعة في المائة بفضل التحركات الحكومية لدعم البنوك مما خفف من حدة التوقعات بكساد عالمي.وشهدت الاسواق العالمية ارتفاعا واقتدت الاسواق الاسيوية والاوروبية بالاسواق الاميركية التي ارتفعت بعد أن تعهدت حكومات في مختلف أنحاء العالم بضخ مئات المليارات من الدولارات لدعم النظام المصرفي المتعثر.

وقال بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) في مقال نشرته صحيفة «وول ستريت» جورنال ان الاجراءات الاميركية الجديدة لدعم النظام المصرفي ستسهم في اعادة الاسواق الى طبيعتها. وارتفعت أسعار النفط الاميركي مجددا في الاسواق الآسيوية خلال تعاملات أمس الثلاثاء. وسجل سعر البرميل (159 لترا) من خام غرب تكساس الخفيف تسليم نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل 83.27 دولار بارتفاع مقداره 1.59 دولار عن سعر الاغلاق يوم الأول من أمس. كما ارتفع سعر برميل مزيج برنت تسليم نوفمبر المقبل بمقدار 1.24 دولار ليسجل 78.70 دولار.

وقالت منظمة أوبك أمس الثلاثاء ان متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية انخفض يوم أول من أمس الاثنين الى 71.96 دولار للبرميل من 72.67 دولار يوم الجمعة الماضي. كما واصلت الأسعار ارتفاعها الثلاثاء في المبادلات الالكترونية في آسيا. وفي المبادلات الصباحية بلغ سعر برميل النفط الخفيف المرجعي «لايت سويت كرود» تسليم نوفمبر المقبل 83.21 دولار بارتفاع 2.02 دولار مقارنة بسعر الاقفال الثلاثاء وهو 81.98 دولار.

اما برميل نفط برنت بحر الشمال تسليم نوفمبر (تشرين الثاني) فتحسن 1.51 دولار مسجلا 78.97 دولار في مقابل 77.46 دولار عند الاقفال الثلاثاء. وفي خضم العاصفة المالية يوم الجمعة الماضية تراجع سعر برميل النفط الى ما دون الثمانين دولارا. وتشهد كل البورصات في آسيا والمحيط الهادئ الثلاثاء ارتفاعا كبيرا بعد الانتعاش الذي شهدته الاثنين سوق وول ستريت والبورصات الاوروبية بسبب خطط دعم المصارف في الدول الكبيرة لمواجهة الازمة المالية.

ففي اوروبا سمح تعاون الحكومات التي تعهدت بتوفير 1700 مليار يورو لتصحيح اوضاع المصارف، بتجاوز الذعر الذي عم الاسبوع الماضي. وعرضت برلين خطة تتضمن توفير 480 مليار يورو وباريس 360 مليارا ولاهاي 200 مليار وكل من مدريد وفيينا مائة مليار دولار ولشبونة 20 مليار دولار. وقالت ايطاليا ستنفق كل المبالغ الضرورية لمواجهة الازمة.

ونقلت وكالة مهر الايرانية شبه الرسمية أمس الثلاثاء دعوة مندوب ايران لدى منظمة اوبك محمد علي خطيبي للتعاون بين منتجي النفط لحل «الازمة» الحالية وتحقيق توازن بين الطلب والعرض في السوق.

ونقلت وكالة رويترز عن خطيبي قوله «المشكلة الرئيسية الحالية في السوق انخفاض الطلب وزيادة العرض عن الطلب». وتابع المندوب «أفضل وسيلة لحل الازمة الحالية في سوق النفط التعاون بين المنتجين لايجاد توازن بين العرض والطلب».

غير أن أسعار النفط الخام ما زالت تقل أكثر من 40 في المائة عن أعلى مستوياتها التي سجلتها في يوليو (تموز) الماضي عند 147 دولارا للبرميل. ومع تراجع أسعار الخام دعا بعض أعضاء أوبك لخفض الانتاج في اجتماع المنظمة المقبل. وكانت المنظمة قد طالبت من اعضائها الالتزام بنظام الحصص من اجل ابقاء الأسعار عند حاجز 100 دولار للبرميل، الا ان الخوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي والطلب على الوقود ادى الى انخفاضها الى مستويات غير التي طمحت اليها المنظمة في اجتماعها الأخير الشهر الماضي.

وفي تصريحات نشرت يوم الاحد الماضي نقل عن وزير النفط غلام حسين نوذري قوله ان ايران ستضغط من أجل خفض الانتاج في اجتماع المنظمة المقبل في فيينا.

وحذر خطيبي من أن انخفاض أسعار النفط سيضر بالمنتجين والمستهلكين. وقال «تفاقمت الازمة المالية في الاسواق العالمية مما تسبب في انخفاض أسعار النفط».

وفي جانب آخر قالت الشرطة ومسؤولون في شركة نفط الشمال العراقية ان انفجارا وقع في خط أنابيب فرعي في العراق ينقل الغاز غير المكرر من حقل نفط باي حسن في كركوك. واشتعلت النيران في خط الانابيب الفرعي الذي يستخدم في أغراض محلية قرب بلدة الدبس على بعد 255 كيلومترا شمال بغداد في ساعات مبكرة من صباح أمس. ولم يعرف سبب الانفجار على الفور.

وقال مسؤول في الشركة ان الانفجار لم يؤثر على صادرات الخام من كركوك موضحا أن الخط للاستخدام المحلي فقط. وتابع أن الانفجار ألحق أضرارا بالغة بالخط الفرعي وأن فرق الشركة تعكف على تحديد أسبابه.

ويبدأ خط الانابيب الذي ينقل صادرات العراق من الشمال من كركوك ويتجه الى ميناء جيهان التركي وهو طريق تصدير ثانوي للخام بعد ميناء البصرة في الجنوب. وكان خط أنابيب الشمال هدفا لهجمات تخريبية متكررة غير أن تشديد اجراءات الامن أتاح للعراق زيادة الصادرات عبر الخط منذ الصيف الماضي.

وفي لندن التقى وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني مسؤولي 35 شركة نفطية لعرض تفاصيل استدراج عروض لعقود نفطية هو الاول في العراق منذ الاجتياح الاميركي في 2003.

واوضح الشهرستاني في تصريح صحافي بعد الاجتماع ان العراق يريد ان تدخل الاتفاقات حيز التنفيذ قبل يونيو (حزيران) 2009 حتى تتمكن بلاده من تفعيل القطاع النفطي من دون مزيد من التأخير.

واضاف ان الحكومة ستحتفظ بالاشراف على 51 في المائة من مشاريع اعادة التأهيل مع الشركات الاجنبية لستة حقول نفطية تنتج النفط الخام حتى الان وحقلي غاز ما زالا يحتاجان الى تطوير.