مجمع الفقه الإسلامي يدعو علماء الأمة إلى الابتعاد عن كل ما يثير الاختلاف

كشف عن خطة للتقريب والبعد عن التبشير المذهبي

TT

أعرب مجمع الفقه الإسلامي الدولي عن بالغ أسفه لما أسماه «مظاهر الاختلاف والتنازع بين بعض علماء الشيعة وعلماء السنة في بعض البلدان الإسلامية عبر وسائل الإعلام المتعددة».

وأبدى المجمع الذي كان يشير ضمنيا إلى الخلاف الأخير بين الشيخ يوسف القرضاوي وعلماء سنة ووكالة أنباء إيرانية شبه رسمية بدون أن يسميهم، التذكير بخطورة ما وصفه بـ«الممارسات والتصريحات وما يترتب عليها من آثار بالغة الخطورة على وحدة الأمة وقدرتها على مواجهة أعدائها»، مشيرا إلى قلقه أن يؤثر ذلك «على الجهود التي تبذل لتعميق العلاقات الأخوية بين أتباع المذاهب الإسلامية بعيدا عن التعصب المذهبي والانغلاق الفكري».

وكشف بيان المجمع الفقهي الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس، إلى أن هناك خطة للتقريب بين المذاهب على خلفية دعوة أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي لعقد اجتماع لأئمة المذاهب، والتي اعتمدت في يونيو من العام الجاري، حيث ستعرض في اجتماع حاشد ينظمه المجمع بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للعمل على تفعيل وتنفيذ إجراءاتها في سبيل التقريب بين المذاهب، وقال البيان «إن من مسلمات هذه الخطة ضرورة الامتناع عن كل مجالات التبشير بأي مذهب في مناطق المذاهب الأخرى، في إطار الاحترام المتبادل والحرص على عدم القيام بما يثير مظاهر الاختلاف والتنازع».

وضمن بيان المجمع دعوته بفقرات مما ورد من قرارات صدرت من مؤتمر القمة الإسلامي الاستثنائي الذي عقد في مكة المكرمة في ديسمبر 2005، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهو «التأكيد على ضرورة تعميق الحوار بين أتباع المذاهب الإسلامية وعلى صحة إسلام أتباعها وعدم تكفيرهم وحرمة دمائهم وأغراضهم وأموالهم»، وكذلك التنديد بالجرأة على الفتوى ممن ليس أهلا لها، «مما يعد خروجا على قواعد الدين وثوابته وما استقر من مذاهب المسلمين»، مجددا تأكيده على أن اختلاف العلماء من أتباع المذاهب هو «اختلاف في الفروع وبعض الأصول وهو رحمة».

يذكر أن الشيخ القرضاوي شدد مرات عدة على عدم التبشير بأي مذهب سواء سني أو شيعي في المناطق التي يغلب المذهب المتبع فيها، وهو ما أثار حفيظة وكالة أنباء «مهر» الإيرانية شبه الرسمية، وما دعا السيد محمد حسين فضل الله، ونائب القرضاوي في اتحاد علماء المسلمين محمد علي تسخيري إلى الرد عليه عبر وسائل الإعلام.