باكستان تعتقل شابا أميركيا قرب الحدود مع أفغانستان وشكوك حول علاقة بابن لادن

مقتل 5 من طالبان و3 من التحالف في أفغانستان * أحزاب باكستانية : «الانتحارية» ليست من الدين

شرطي فلبيني يراقب «روبوت» لإبطال مفعول المتفجرات أثناء قيامه بإحدى المهام التدريبية لمعرفة مدى فاعليته في الحرب على الإرهاب (ا.ب)
TT

قالت مصادر أميركية ان السلطات الباكستانية تجري تحقيقاً مع اميركي اعتقل قرب الحدود مع افغانستان، يعتقد ان له علاقة مع تنظيم «القاعدة»، وزعيمه اسامة بن لادن، في منطقة يشتد فيها القتال بين القوات الباكستانية وحركة طالبان وتنظيم «القاعدة». وقالت قوات التحالف في افغانستان ان 3 جنود من القوة الدولية، التي يقودها حلف شمال الاطلسي قتلوا في انفجار قنبلة زرعت على طريق في شرق البلاد أمس، فيما أكد الجيش الاميركي أن قوات بقيادة أميركية قتلت خمسة مسلحين جنوب العاصمة، مشيرا الى ان مسلحين مجهولين قتلا بالرصاص مسؤولا حكوميا في جنوب أفغانستان، في آخر جولة من اعمال العنف. وقالت مصادر الخارجية الاميركية، إن السفارة الاميركية في اسلام آباد، وكذلك القنصلية في العاصمة الباكستانية على اتصال مع مسؤولين باكستانيين لتأكيد المعلومات المتعلقة باعتقال الاميركي، ونسب الى لويس فينتور المتحدث باسم السفارة قوله، إنه لا يستطيع الآن ان يقدم اية تفاصيل حول الموضوع. وقالت السلطات الباكستانية إن الشرطة تستجوب الآن الاميركي وهو شاب يبلغ من العمر 20 سنة. وتزامنت عملية الاعتقال مع مقتل عدد من رجال الميليشيات في المنطقة التي تعرف بتضاريسها الوعرة، والتي يسطر عليها رجال القبائل، وبعضهم من الموالين لحركة طالبان الافغانية.

وقالت الشرطة إن الاميركي اعتقل اول من امس، عند نقطة تفتيش حدودية، قريبة من المنطقة التي يجري فيه قتال بين قوات الأمن الباكستانية والتي يعتقد ان زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن وعناصر أجنبية اخرى مختبئة فيها. ونسب الى ضابط شرطة يدعى مارجان خان قوله إن الشاب الاميركي كان يرتدي زياً باكستانياً عندما القي عليه القبض، كما كان يحمل جهاز حاسوب محمول (لاب توب) وشنطة بداخلها ملابسه وأغراضه الشخصية.

وقال الضابط الباكستاني إنه أبلغ الشرطة عند نقطة التفتيش بأنه يدرس في كلية تابعة لإحدى المقاطعات في ولاية فلوريدا. وأوضح الضابط الباكستاني انه نقل من نقطة التفتيش الى مكان لم يكشف عنه النقاب لاستجوابه من طرف الأجهزة الأمنية. وقال ضابط شرطة آخر يدعى بير شهاب، إن اسم الشاب الاميركي في جواز السفر الذي كان يحمله «جدي كنان» موضحاً انه طبقاً للقوانين الباكستانية، ليس مسموحاً للأجانب الانتقال الى هذه المنطقة، حتى لو كانت معهم تأشيرة دخول الى البلاد. وعادة ما تعمد السلطات الأمنية الباكستانية الى قتل او اعتقال المقاتلين الاجانب سواء كانوا من افغانستان أو منطقة الشرق الاوسط او الشيشان، الذين يقتربون من منطقة الحدود المشتركة مع افغانستان. ويعتقد ان متطرفين من دول اوروبية ومن اميركا كانوا أيضاً يدخلون المنطقة في الماضي. والمنطقة التي تعرف باسم «الاقليم الشمالي الغربي» قتالاً ضارياً بين القوات الحكومية ومقاتلي حركة طالبان وتنظيم «القاعدة»، حيث تسعى اسلام آباد الى قمعهم بعد اشتداد الهجمات ضد القوات الباكستانية والافغانية على حد سواء. وقالت السلطات الباكستانية، إن المنطقة التي اعتقل فيها الشاب الاميركي تعرف منذ شهرين قتالاً بين رجال القبائل الموالين للحكومة، مما أدى الى مقتل 17 من رجال الميليشيات في منطقة باجر. وقال محمد جميل خان المتحدث باسم الحكومة الباكستانية، إن مقاتلات قصفت مواقع في المنطقة، مما ادى الى مقتل خمسة من رجال الميليشيات، في حين أدى قصف مدفعي الى مقتل 12 من المتطرفين، واثنين من رجال القبائل، على حد قوله.

وتعمل الحكومة الباكستانية على حشد التأييد الداخلي في مواجهة الارهاب، بيد ان بعض الباكستانيين يعتقدون ان العنف في بلادهم مرده الى دعم السياسة الاميركية التي تسعى لاستئصال حركة طالبان و«القاعدة» من المنطقة. وأصدرت مجموعة من الاحزاب الاسلامية الباكستانية امس، بياناً يقول إن العمليات الانتحارية لا تتوافق وتعاليم الدين الاسلامي. وقال الدكتور سارفراز نعيمي المتحدث باسم هذه الاحزاب «الباحثون المسلمون يرون أن التفجيرات الانتحارية في باكستان غير شرعية والاسلام لا يسمح بذلك» لكن نعيمي قال إن على الحكومة ايقاف عملياتها العسكرية قرب الحدود. ويعتقد ان الميليشيات هي المسؤولة عن الهجمات ضد القوات الاميركية وقوات حلف الناتو في افغانستان والهجمات الانتحارية في باكستان.

وفي موضوع ذي صلة، قالت الأمم المتحدة إن حوالي 190 الف شخص فروا من المنطقة التي يجري فيها قتال بين القوات الباكستانية وحركة طالبان وتنظيم «القاعدة» قرب الحدود مع افغانستان. وقالت المفوضية العليا للاجئين إن هذه الاعداد انتقلت الى أقليم كنار في شرق افغانستان، منذ ان بدأ القتال في شهر اغسطس (آب) الماضي. وقالت الوكالة إنها لا تستطيع تأكيد المعلومات التي تقول إن 168 الفا و463 شخصاً فروا الى مناطق اخرى من الاقليم الشمالي الغربي من باكستان. وقالت الوكالة إن اللاجئين يقيمون حالياً مع عائلات تستضيفهم. في السياق ذاته قالت قوات التحالف ان ثلاثة جنود من القوة الدولية في أفغانستان قتلوا في انفجار قنبلة زرعت على طريق في شرق البلاد امس. ورغم حدوث تراجع طفيف في نشاط المتشددين الشهر الماضي خلال شهر رمضان، يظل العنف في أفغانستان في أعلى مستوياته منذ الغزو، الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2001 لانتزاع السيطرة على البلاد من حركة طالبان.

وتقول الامم المتحدة ان أكثر من 3800 شخص ثلثهم من المدنيين قتلوا خلال الاشهر السبعة الاولى من هذا العام. وتعاني القوات الدولية من أعلى معدلات للخسائر البشرية منذ بدء مهمتها، بينما تنزل طالبان خسائر ثقيلة بهم وتوسع من رقعة الاراضي التي يسيطرون عليها يوما بعد يوم. وقتل أكير من 240 جنديا غربيا هذا العام والخسائر البشرية تبلغ تقريبا معدلا مساويا للخسائر البشرية في العراق، الذي يوجد به ضعف عدد القوات التي تحارب في أفغانستان. وقال مسؤولون محليون ان مسلحين مجهولين قتلا بالرصاص مسؤولا حكوميا في جنوب أفغانستان، كما قتل تسعة مدنيين في حافلة صغيرة في انفجار قنبلة زرعت على طريق في اقليم ارزكان المجاور في حوادث عنف أخرى. وقتل مسلحان على دراجة نارية بالرصاص، دوست محمد أرجيستاني رئيس ادارة الشؤون الاجتماعية في اقليم قندهار، وهو في طريقه الى العمل صباح امس.