الأزمة الاقتصادية تعطي براون حبل نجاة

قال إن على القادة التعامل مع التقلبات السياسية بـ«هدوء»

TT

بعد 3 أسابيع من مطالبة عدد من النواب في حكم «العمال» البريطاني الحاكم باستقالة رئيس الوزراء، غوردون براون، وتساؤلات حول مستقبله السياسي، يبدو براون اليوم قائداً مختلفاً. فالثقة واضحة عليه في اللقاءات الصحافية، والصحف البريطانية تشيد بقدرته الاقتصادية. وعندما التقى براون مع مجموعة من الصحافيين الأجانب في العاصمة البريطانية لمناقشة مقترحاته لحل الأزمة الاقتصادية ومستقبل أسواق المال، تكررت التساؤلات حول مستقبله السياسي. وعندما طرح السؤال الأول له حول وصف صحيفة «لو موند» الفرنسية براون بأنه «بطل»، ضحك، قائلاً: «لو كنت قادراً على رؤية مستقبل الأسواق بعد عام من الآن سأكون بطلاً بالفعل». وجاء سؤال آخر حول ما اذا كان براون يعتبر نفسه «بطلاً عظيماً»، ليضحك مجدداً ويقول «شكراً» بخجل.

ورداً على سؤال عم إذا كان اسمه الآن «فلاش غوردون»، تيمناً بأبطال الخيال، أجاب: «انني غوردون.. فقط غوردون». وتحدث بعدها عن ضرورة «التعامل بسرعة مع الأزمات»، فقد قدم الخطة الاقتصادية التي اعتمدت الولايات المتحدة شكلاً مماثلاً لها. وفي لقاء مع الصحافيين الأجانب استمر 40 دقيقة، كانت أكثر من 6 أسئلة من الصحافيين حول مستقبل براون السياسي، الى درجة دعته يقول: «إنني ممتن لكم لاهتمامكم العميق بمصيري الشخصي، شكراً جزيلاً». وأضاف: «الصحافيون البريطانيون ليسوا بنفس اللطف». وكان براون قد قال في مؤتمر حزب «العمال» البريطاني الشهر الماضي انه من الضروري الاستمرار بمنصبه بسبب الأزمة الاقتصادية، مؤكداً انه «الرجل المثالي» لمعالجة الأزمة بسبب خبرته الطويلة في المجال الاقتصادي بعد ان كان وزيراً للمالية لمدة عشر سنوات. وبعد نجاح نسبي لخطته بشراء حصص من البنوك البريطانية لمعالجة الأزمة الاقتصادية، ظهر براون في الأيام الأخيرة أكثر ثقة ومقدرة على الاستمرار في مهامه. ورداً على سؤال حول ثناء صحيفة «الغارديان» عليه في صفحتها الأولى أمس، قال براون: «عليكم النظر الى ما قالوه عني قبل أسبوعين»، في إشارة الى انتقاد الصحيفة الشديد له واعتبار عدد من كتابها بأن الوقت حان لتخليه عن منصبه. ويذكر أن «الغارديان» هي من الصحف اليسارية والتي تقليدياً تؤيد حزب «العمال».

وبعد اشهر من تراجع شعبيته، اظهر استطلاع للرأي بأن شعبية براون تحسنت بمعدل 7 نقاط، وهذا هو التحسن الأول منذ شهر مارس (آذار) الماضي. وقال براون عن هذا التطور: «الحياة في السياسة مليئة بالتقلبات، عليك التعامل معها بهدوء». يذكر أن على رئيس الوزراء البريطاني تحديد موعد للانتخابات المقبلة قبل مايو (أيار) 2010. وكان براون والمقربون منه استبعدوا إجراء الانتخابات مع تراجع شعبيته أمام حزب «المحافظين» المعارض، إلا أن أوساطا سياسية كانت قد أثارت موضوع الانتخابات مجدداً مع تحسن صورة براون. ورداً على سؤال حول الانتخابات أمس، قال براون: «ما يهمني الآن هو ما يمكن أن نفعله لتحسين وضع الشعب، هذا هو ما يأخذ كامل انتباهي».