ماكين يطلق «خطة اقتصادية» لإنقاذ حملته عشية مناظرته الأخيرة مع أوباما

هيلاري كلينتون تستبعد خوض سباق رئاسة مرة أخرى

TT

في محاولة لمعالجة تراجعه في استطلاعات الرأي، ومع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الاميركية، اطلق المرشح الجمهوري جون ماكين «خطة اقتصادية» جديدة يقول إنها ستساعد الطبقة الوسطى الاميركية وهي شريحة مهمة في الانتخابات. وأمام ماكين فرصة أخيرة اليوم للدخول في مواجهة مباشرة مع منافسه الديمقراطي باراك أوباما في مناظرة قد تتوقف على نتيجتها آمال ماكين في إحياء حملته المتراجعة للفوز بالبيت الابيض. وقبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل يستنفد ماكين الوقت والفرص لوقف قوة الدفع التي يحظى بها أوباما وإعادة تشكيل سباق يوشك فيما يبدو على الميل بشكل حاسم لصالح المرشح الديمقراطي.

وتستضيف المواجهة التي تستمر 90 دقيقة جامعة هوفسترا في هامستد بولاية نيويورك الساعة التاسعة مساء اليوم وستكون المناظرة الثالثة والاخيرة بين مرشحي الرئاسة الاميركية وفرصتهما الاخيرة للوصول ربما الى 60 مليون شخص أو أكثر عبر شاشات التلفزيون.

وحقق أوباما تقدما قويا على ماكين في السباق مع تركيز الازمة الاقتصادية المتفاقمة انتباه الناخبين على القضية. وتظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين يفضلون القيادة الاقتصادية للمرشح الديمقراطي.

وتحسس ماكين فرصه بتردد في المناظرتين الاولى والثانية مع أوباما الذي اعتبر فائزا في استطلاعات الرأي التي أعقبتهما.

وجاهد ماكين لإيجاد رسالة متماسكة مع هيمنة الاقتصاد على المناقشات خلال الحملة الانتخابية وفي المناظرتين السابقتين. وشنت حملة ماكين هجوما على أوباما الاسبوع الماضي لعلاقته بمتطرف سابق من الستينات لكن سناتور أريزونا خفف وطأة الهجوم مطلع الاسبوع.

وبدأ ماكين محاولة جديدة بتصوير نفسه على انه المستضعف المشاكس الذي سيحارب للفوز بأصوات الاميركيين. وتحول ماكين مجددا الى الاقتصاد وعرض مقترحات اعفاء ضريبي لكبار السن وغيرهم ممن تأثروا بتراجع سوق الاسهم في الاونة الاخيرة. ويقول الجمهوريون انهم لا يتوقعون أن يشن ماكين مزيدا من الهجمات الشخصية على أوباما في المناظرة وهو ما تظهر استطلاعات الرأي أنه لم ينجح بل زاد من عدم رضا الناخبين عن ماكين.

ومن المتوقع ان تركز المناظرة على السياسة الداخلية والاقتصاد. وسيجلس أوباما وماكين الى طاولة مع مدير المناظرة بوب شيفر من محطة «سي.بي.اس نيوز» التلفزيونية ولن يكونا واقفين على منصة، كما حدث في المناظرة الاولى. وقد يثير هذا المزيد من السجالات المباشرة عما حدث في المواجهتين السابقتين. وأدرج كلا المرشحين التحضير للمناظرة في برنامجيهما، اذ ان المناظرة آخر حدث كبير في الحملة قبل أن يبدأ المرشحان جولات انتخابية عاصفة لاسبوعين ونصف حتى الرابع من نوفمبر الحالي.

وعزز اوباما تقدمه على منافسه الجمهوري في اربع ولايات رئيسية للانتخابات الرئاسية الاميركية بحسب استطلاع للرأي نشرت نتائجه امس. ويتقدم سناتور ايلينوي على منافسه في كولورادو وميشيغان ومينيسوتا وويسكونسن بحسب الاستطلاع الذي اجرته جامعة كوينيبياك. وهو يتقدم ايضا لاول مرة لدى الناخبين البيض في هذه الولايات الاربع.

وتتضمن هذه الاجراءات تخفيضات ضريبية للمسنين، كما تدعو الى «تعليق تنظيمات ضريبية التي ارغمت كبار السن على بيع اسهمهم وسط الازمة المالية». وبالنسبة للمدخرين، يدعو ماكين الى «زيادة التخفيضات للاشخاص الذين اضطروا للبيع بخسارة» و«تخفيض الضرائب على مداخيل العام 2009 و2010 ».

ويرى ماكين ان الازمة المالية الحالية ينبغي أن تعالج على مستوى الاملاك العقارية وتقاعدات الاميركيين، موضحا في بيانه أن «العديد من العائلات ارغمت على البيع بخسارة في الاسابيع الماضية».

وكان اوباما قد كشف اول امس في توليدو بولاية اوهايو عن اقتراحات اقتصادية جديدة تتضمن تخفيضات ضريبية عن إنشاء الوظائف وتعليق عمليات مصادرة المنازل المرهونة لمدة تسعين يوما. وشدد سناتور ايلينوي على ضرورة اقرار «خطة لانقاذ الطبقة الوسطى» على الفور.

ومن جهة اخرى، لمّحت المرشحة السابقة لمنصب الرئاسة هيلاري كلينتون امس الى انها لن تخوض سباق الرئاسة في الانتخابات المقبلة. وقالت كلينتون إن فرص خوضها سباق الرئاسة مجدداً «اقرب الى الصفر». وفي مقابلة مع قناة «فوكس» الاخبارية امس، قالت كلينتون ان فرص جعلها رئيسة الاغلبية في مجلس الشيوخ الاميركي «على الارجح صفر»، موضحة: «لا أبحث عن أي منصب عدا ان اكون افضل سناتور من نيويورك». وعن فرص ترشيحها للمحكمة العليا، قالت: «صفر.. ليس لدي اهتمام بذلك». وانهت حديثها قائلة ان فرص خوضها السباق الرئاسي مجدداً «على الارجح اقرب الى الصفر». واضافت انها تتطلع الى العمل مع اوباما، في حال انتخابه، من خلال عملها في الكونغرس.