قادة فلسطينيي 48 يتهمون الشرطة بالعمل على تصعيد الصدامات في عكا

في أعقاب اعتقال السائق العربي الذي بدأت الأحداث بالاعتداء عليه

TT

أعرب عدد من قادة المواطنين العرب في اسرائيل (فلسطينيي 48) عن قلقهم من اعتقال السائق العربي، توفيق الجمل، الذي بدأت أحداث عكا بالاعتداء الدامي عليه. واتهموا الشرطة الاسرائيلية باستفزاز العرب في المدينة وحذروها من مغبة انفجار الصدامات من جديد وحملوها مسؤولية كل ما سينجم عن هذا الاعتقال.

وقال النائب محمد بركة ان الشرطة تحولت الى أداة لليمين المتطرف في الشارع اليهودي وانها باعتقال توفيق الجمل تكون قد لبت طلب النائب اليميني المتطرف، ايفي ايتام، الذي تساءل عن سبب بقاء الرجل حرا طليقا «وهو الذي أشعل الفتيل».

وهددت كتائب ابوعلي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باغتيال زعيم اليمين المتطرف النائب افيغدور ليبرمن، ردا على الاعتداءات اليهودية على العرب في عكا. وحسب وكالة معا الفلسطينية المستقلة فان ابوجمال المتحدث باسم الكتائب اقسم ان يكون مصير ليبرمن كمصير رحبعام زئيفي وزير السياحة الذي اغتالته الجبهة ردا على اغتيال امينها العام.

وكانت الصدامات الدامية قد بدأت في عكا مساء يوم الأربعاء الماضي، عندما دخل توفيق الجمل بسيارته الى حي مختلط (يسكنه اليهود والعرب) لجلب ابنته من بيت أقاربه. وتصادف دخوله الحي مع وصول مجموعة كبيرة من الشبان اليهود خرجوا لتوهم من الكنيس، حيث أقاموا صلاة يوم الغفران. واعتبروا دخول السائق العربي بسيارته اهانة لمشاعرهم الدينية، حيث ان اليهود يمتنعون عن تشغيل الآليات والماكينات في هذا اليوم. والعرب عادة وكذلك اليهود العلمانيون، يحترمون مشاعر المتدينين ولا يقومون هم أيضا بتشغيل سياراتهم، مع ان القانون لا يلزمهم بذلك. ورد الشبان اليهود على ما اعتبروه استفزازا باعتداء دام على السائق العربي وابنه وحولوه الى هجوم دام على كل عائلة عربية عرفوا بأنها تسكن ذلك الحي وحيا آخر قريبا منه. عندئذ انفجرت الصدامات بشكل أوسع. حيث وصلت شائعة للأحياء العربية بأن العنصريين اليهود قتلوا مواطنين عربيين، فهرع المئات إلى عكا الجديدة وراحوا يحطمون الحوانيت والسيارات وزجاج البيوت، فاستنفر اليهود المتطرفون مئات من المتطرفين من بلدات أخرى وراحوا يهاجمون البيوت العربية وأحرقوا ثلاثة منها. وفي اليوم الأول للأحداث تجاوب العرب مع طلب الشرطة والسياسيين وأوقفوا من طرفهم كل نشاط احتجاجي، ولكن العنصريين اليهود لم يوقفوا وفقط بعد أربعة أيام متواصلة من الاعتداءات رضخوا لطلب الشرطة. وفي الليلة قبل الماضية حاولوا العودة مرة أخرى إلى الاعتداءات لكن الشرطة منعتهم بالقوة. بيد ان الشرطة رضخت لمطالبهم واعتقلت السائق العربي للتحقيق بدعوى انه قاد سيارته في تلك الليلة بطريقة عنيفة هددت حياة المواطنين واستفزت المشاعر الدينية للمواطنين اليهود. والأنكى من ذلك ان محكمة الصلح (البدايات) في عكا وافقت مع طلب الشرطة ومددت اعتقال السائق ثلاثة ايام. وسارعت الشرطة الى الاعلان ان لديها أساسا لتوجيه لائحة اتهام ضده. وتجدر الاشارة الى ان السائق كان قد ظهر في جميع قنوات التلفزيون والاذاعات الاسرائيلية واعتذر، وأوضح انه لم يكن يقصد الاستفزاز وانه مستعد للتضحية بحياته في سبيل اعادة الحياة الى مجاريها في المدينة. ورد النواب العرب في الكنيست على هذا الاعتقال باتهام الشرطة بالسعي الى استئناف الصدامات، وقال النائب أحمد الطيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير ان قادة الشرطة يتصرفون في هذه القضية بشكل مشبوه والمنطق في اعتقال توفيق الجمل هو نفس المنطق الذي يطالب باعتقال كل مواطن يهودي في عكا امتنع عن الصيام في شهر رمضان المبارك. وقال عباس زكور، النائب عن الحركة الاسلامية، انه اتصل بقائد اللواء الشمالي للشرطة وراح يرجوه بأن يمتنع عن الاعتقال حتى لا يفجر الأوضاع من جديد، لكنه لم يتجاوب، وقال انه يشتبه بنيات الشرطة. وكشف زكور ان ما تقوله الشرطة بأن غالبية المعتقلين في القضية هم من اليهود وقال هناك 40 معتقلا عربيا مقابل 31 معتقلا يهوديا، مع ان غالبية الاعتداءات جاءت من الطرف اليهودي. ورد قائد الشرطة بالقول ان الاعتقالات لم تنته بعد وأنها ستستأنف بعد العيد (عيد العرش لدى اليهود، الذي بدأ مساء أول من أمس).

من جهة ثانية أكدت إذاعة الجيش الاسرائيلي الرواية التي بثها المواطنون العرب في عكا، من أن العنصريين اليهود في المدينة جلبوا مجموعات من مستوطنين الضفة الغربية لمشاركتهم الاعتداءات. وأضافت ان بين المعتدين على البيوت العربية عددا من اللصوص الذين سرقوا بعض محتويات هذه البيوت قبل أن يحرقوها.