أعياد اليهود.. أتراح اقتصادية على أهالي الضفة الغربية

TT

تلقي الاعياد اليهودية بظلالها الثقيلة على الفلسطينيين وحياتهم. فبينما يحتفل اليهود في هذه الايام اعيادهم، تعرقل الحواجز، والإغلاق الذي تفرضه اسرائيل على الاراضي الفلسطيني بمناسبة هذه الاعياد، حركة الناس بين المدن والقرى وتتوقف حركة التجارة والزراعة، ويمنع العمال من الذهاب الى اعمالهم الى اسرائيل. وفي اعياد محددة يشعر حتى فلسطينيو الداخل انهم تحت حظر تجول. وقالت ميسة او غزالة، من القدس لـ«الشرق الاوسط»: «قبل اسبوع، في عيد الغفران شلوا الحركة واغلقوا الشوارع الرئيسية، ومنعونا من قيادة السيارات في هذه الشوارع بحجة وجود مستوطنين». واضافت «حياتنا بتنشل وحتى اولادنا لا يذهبون الى المدارس.. بعض هذه المدارس وتحديدا الخاصة تعطل بسبب صعوبة وصول الطلبة».

واول من امس، فرض الجيش الاسرائيلي حصارا شاملا على الضفة الغربية حتى منتصف ليل 21 اكتوبر (تشرين الاول) الجاري، ويحظر بموجب هذا الطوق على الفلسطينيين دخول اسرائيل إلا في الحالات الانسانية الطارئة وبتنسيق مسبق مع مكتب التنسيق والارتباط. وقرر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك فرض هذا الطوق لأسباب امنية بمناسبة عيد العرش.

وقال رائد أبو بكر، من مدينة جنين شمال الضفة القريبة من اسرائيل، لـ«الشرق الاوسط»: «كثير من المصانع في جنين والمشاغل التي تستورد بضاعتها من اسرائيل مثل مشاغل الفحم تتوقف في كل عيد وتمنى بخسائر». واضاف حتى عرب 48 الذين يتسوقون من جنين (يهربون البضائع) يقل حضورهم بسبب الاغلاقات الاسرائيلية. ويرى العمال الفلسطينيون في هذا الشهر، اسوأ الشهور واكثرها خسارة، وقال محمد وهو احد العمال من بلدية نعلين قرب رام الله، لـ«الشرق الاوسط»: «لا توجد حقوق لنا، كما قبل الانتفاضة، هذه الاعياد غير مدفوعة ابدا، هذا الشهر عطلنا في عيد كيبور(الغفران)، ولدينا الان 10 ايام في الغفران». واضاف «لا نستطيع دخول اسرائيل، بسبب الاغلاق، وحتى اذا دخلنا فانهم يلتزمون في العيد وفي المستوطنات يستمر العيد 11 يوما». ويعمل محمد في اسرائيل منذ 11 عاما، لكنه لم يتلق ولا مرة، تصريحا بالعمل. ويضطر احيانا لأن يمشي حوالي ساعتين ليتجاوز مسافة لا تستغرقه 5 دقائق بسبب عدم حيازته تصاريح. وقال «حتى الذين معهم تصاريح لا يتقاضون بدل هذه الاعياد وعليهم ان يجلسوا في بيوتهم».

وعلى الفلسطينيين الذين يعملون في اسرائيل، او حتى الذين يلتقون علاجا في مستشفيات القدس، واولئك الذين يستوردون او يصدرون الى اسرائيل، ان ينتظروا عشرة ايام. وقال مازن القصاص الذي يملك مشغلا للالمنيوم، لـ«الشرق الاوسط»ك «لا نستطيع استيراد الالومنيوم الخام، علينا ان ننتظر طالما لديهم اعياد، على الناس ان ينتظروا ايضا كي ننجز لهم اعمالهم، اصبح الناس يفهمون انه مع حلول الاعياد اليهودية عليهم ان ينتظروا حتى رفع الاغلاق». ويحتفل الاسرائيليون خلال العام بعدة اعياد، وفي كل من هذه الاعياد يعاقب اهالي الضفة، ومن يسمح لهم بمغادرة القطاع. ومن الاعياد اليهودية عيد رأس السنة، ويوم الغفران (كيبور) وعيد العرش (سوكوت)، وعيد الأنوار(حانوكا)، وعيد المساخر (بوريم)، وعيد الفصح (بيساح)، وعيد الاستقلال. وغيرها مثل الكارثة والبطولة والشجرة والاسابيع.

ويأتي عيد العرش، المعروف أيضا بـ«عيد المظلة»، بعد يوم الغفران بخمسة أيام. ويستمر، حسب الدين اليهودي سبعة أيام، الا ان الاجراءات الاسرائيلية تجعل من الاغلاق يستمر 10 ايام. ويقول اليهود ان هذا العيد هو أحد الأعياد الثلاثة التي كان يحتفل بها حتى عام 70 ميلادي، ويحج فيه اليهود بشكل جماعي إلى الهيكل في القدس، ولذلك تُعرَف هذه الأعياد بـ«أعياد الحج». وبحسب التاريخ اليهودي، فإن الشعب اليهودي يحتفل في عيد العرش بذكرى الخروج من مصر في حوالي القرن الـ13 ق.م. وفي بعض القرى التعاونية يحتفل بهذا العيد على أنه عيد الحصاد، وفواكه الخريف وببداية السنة الزراعية وسقوط الأمطار الأولى.