خبير سوداني في أميركا: جنوب كردفان.. دارفور جديدة إذا لم يتحرك القادة السياسيون

البروفسور إسماعيل قال إن منظمات انفصالية في دارفور بدأت تتسرب نحو الولاية

TT

قال خبير سوداني بجامعة وليام آند ميري في ولاية فرجينيا، الاميركية أمس، ان الوضع في ولاية جنوب كردفان قابل للانفجار، ولربما صار مثل الوضع في ولاية دارفور، اذا لم يتحرك سريعا القادة السياسيون في السودان. وقال البروفيسور اسماعيل عبد الله، استاذ التاريخ بالجامعة، انه زار المنطقة مؤخرا، وتحدث مع افراد من مختلف الطيف السياسي هناك، كما تحدث في الخرطوم مع قادة سياسيين منهم السيد الصادق المهدي رئيس حزب الامة، ونقل لهم هذا الرأي.

وكان اسماعيل عبد الله وهو من أبناء مدينة النهود، في غرب كردفان، القريبة من المنطقة الملتهبة، يعلق على التقرير الذي اصدرته، اول من امس، مجموعة «كرايسيز انترناشونال»، ورئاستها في بروكسل وواشنطن، وتكتب تقارير عن طرق حل المشاكل في دول العالم الثالث. قال التقرير ان الوضع يتدهور في ولاية جنوب كردفان، ووصفها بأنها «منطقة استراتيجية بين شمال السودان وجنوبه»، وان الوضع هناك ربما سيصير مثل الوضع في ولاية دارفور الذي، حتى الآن، ادى الى قتل ربع مليون شخص تقريبا، وتشريد نحو مليوني شخص حسب احصائيات الأمم المتحدة.

وانتقد التقرير الحزب الوطني الحاكم في الشمال، وحركة تحرير السودان في الجنوب، وهما الحليفان اللذان وقعا على اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب سنة 2005، والآن يشكلان الحكومة الائتلافية. وقال التقرير ان الحزبين يستغلان الاختلافات الدينية والعرقية في جنوب كردفان لتحقيق مكاسب حزبية قبل الانتخابات العامة التي يتوقع ان تجرى في السنة القادمة في كل السودان.

وقال التقرير ان سكان ولاية جنوب كردفان ينقسمون الى قسمين رئيسيين: المسيرية العرب المسلمين، والنوبة المسيحيين الوثنيين، بالاضافة الى وجود جنوبيين مسيحيين ووثنيين قرب الحدود مع جنوب السودان. وقال التقرير ان الشماليين يريدون نشر الثقافة العربية الاسلامية، بينما يريد النوبة، بالتحالف مع الجنوبيين، المحافظة على تراثهم.

وعلق البروفيسور اسماعيل عبد الله انه، عندما زار المنطقة مؤخرا، حضر ندوة في النهود للحركة الشعبية (الجنوبية)، ولاحظ زيادة نفوذها. وفي نفس الوقت، لاحظ زيادة نفوذ حزب المؤتمر الوطني (الشمالي) في مناطق ظلت تاريخيا موالية لحزب الامة. ولاحظ زيادة نفوذ حزب المؤتمر في مدن اخرى مثل: الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان ومدن ام روابة والرهد. وقال ان دور الجيل الجديد، بالمقارنة مع الجيل القديم، صار واضحا ومؤثرا: سافر شباب من جنوب وغرب كردفان الى خارج السودان، وانفتحوا على آراء وتيارات جديدة، وتمتعتوا بحريات غير موجودة في السودان، واستفادوا من عالم سياسي جديد هو عالم الانترنت والجوال.

واشار اسماعيل عبد الله الى ان منظمات انفصالية في دارفور، بدأت تتسرب نحو ولاية جنوب كردفان. وقال انه ليس متأكدا ان الانتخابات العامة ستجرى في السودان كله في السنة القادمة، وذلك بسبب التوتر في دارفور، وفي جنوب كردفان، بالاضافة الى عدم اكتمال الاستقرار في الجنوب. واضاف: حتى اذا اجريت الانتخابات، ربما لن تجرى في دارفور. وربما «لن تكون نزيهة بالمقاييس الغربية، لكنها ستكون اكثر نزاهة من انتخابات كثيرة في دول افريقية اخرى».

وتوقع ان يقل نفوذ حزب الامة في مناطق نفوذه التاريخية. وقال ان التحالف الأخير بين الصادق المهدي رئيس حزب الامة، والرئيس عمر البشير رئيس حزب المؤتمر الحاكم، لن يفيد حزب الامة، اذا اجريت الانتخابات كما هو مقرر. وقال: «لا تفهم قاعدة حزب الامة الانصارية تكتيك حزب المؤتمر الحاكم. يعتقد المهدي ان تحالفه سيؤمنه شر العدو، ويفتح له نافذة للتنافس الحر. لكن، يريد حزب المؤتمر الحاكم ان يستقطب الكثيرين من اعضاء حزب الأمة. لأنه الحزب الحاكم، ويملك المال والسلطة. ولأن حزب الامة في المعارضة، ولا تمثيل له في مجلس الشعب الاتحادي، وليست عنده ارصدة مالية تذكر».