البحرية الفرنسية تسلم الصومال قراصنة اعتقلوا.. ومخاوف من تزايد عمليات اختطاف السفن

هيئة بحرية في لندن: 199 هجوما للقراصنة في العالم خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي

TT

قال مسؤولون صوماليون، ان البحرية الفرنسية سلمت قوات الامن الصومالية أمس، تسعة يشتبه في أنهم قراصنة بعد أربعة أيام من القبض عليهم وتدمير سفنهم. فيما قالت هيئة بحرية مقرها لندن وقوع 199 هجوما للقراصنة في شتى انحاء العالم خلال الاشهر التسعة الاولى من العام الحالي معظمها وقع في سواحل الصومال.

وسلم طاقم من البحرية الفرنسية الرجال التسعة الذين قيدت أيديهم على رصيف في ميناء بوصاصو في اقليم بلاد بنط بشمال الصومال. وكانت البحرية الفرنسية الأنشط في ملاحقة القراصنة ضمن دوريات دولية مختلفة تعمل في المنطقة. وقال عبد القدير موسى يوسف مساعد وزير المصايد في بلاد بنط لرويترز «هؤلاء القراصنة كان لديهم زورقان سريعان ومزودان بالأسلحة وأرادوا خطف سفن قبالة سواحل الصومال. ودمر الفرنسيون زورقي القراصنة ثم اتصلوا بنا». وأضاف قائلا ان الرجال التسعة «الآن في قبضتنا».

وتزايدت القرصنة قبالة السواحل الصومالية، التي تعد واحدة من أنشط مناطق الملاحة في العالم. وجلبت عشرات السفن التي جرى احتجازها ملايين الدولارات، في صورة فدى دفعت للقراصنة ورفعت أسعار التأمين على الشحن البحري، وعرضت للخطر شحنات المساعدات. وقاد الفرنسيون الطريق وسط حشد من النداءات التي تطالب بتحرك دولي أكثر صرامة، بارسالهم قوات خاصة اعتقلت عشرات القراصنة في هجومين سابقين لتحرير سفن ورهائن. وتوجد قواعد عسكرية في المنطقة لباريس وواشنطن، بينما يرسل الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي سفنا.

وقال البرنامج العالمي للاغذية التابع للامم المتحدة، الذي يعد المورد الرئيسي للمساعدات الغذائية للصومال امس الخميس، ان فرقاطة هولندية ستتسلم من البحرية الكندية مهمة حراسة السفن التابعة للبرنامج. وقال بيتر جوسنز مدير برنامج الاغذية العالمي في الصومال إن «الصومال الآن على حد السكين وامدادات الغذاء هذه تبقي مئات الآلاف بعيدا عن حافة الموت».

وأدت الحرب والجفاف وأسعار الغذاء المرتفعة الى أزمة انسانية، يقول البعض انها واحدة من أسوأ الازمات في العالم وأكثرها تجاهلا. ويعيش حوالي مليون صومالي على الاقل كنازحين في الصومال. وقال برنامج الاغذية العالمي في بيان انه منذ أن بدأت الحراسة الدولية في أواخر العام الماضي ضمنت سفن من فرنسا والدنمارك وهولندا وكندا، وصولا امنا لحوالي 145 ألف طن من الطعام للصومال. الى ذلك حذرت هيئة دولية لمراقبة أعمال القرصنة امس، من مغبة الزيادة «المثيرة» في عدد الهجمات على الملاحين وخاصة الهجمات العنيفة التي تقع قبالة الساحل الشرقي الصومالي وفي خليج عدن. وقال مكتب الملاحة البحرية الدولي الذي يتخذ من لندن مقرا له، ان عدد الهجمات التي يشنها القراصنة بلغ 199 هجوما في الاشهر التسعة الاولى من العام الحالي، مقابل 198 هجوما في نفس الفترة من العام الماضي.

وأوضح أن الربع الثالث من العام الحالي شهد وقوع 83 هجوما، مقابل 53 هجوما في الربع الأول و63 هجوما في الربع الثاني. وقال المكتب في تقريره ربع السنوي الصادر عن مركز الابحاث التابع له في العاصمة الماليزية كوالالمبور إن الاشهر التسعة الاولى من العام الحالي، شهدت السطو على 115 سفينة، واختطاف 31 سفينة وإطلاق النار على 23 سفينة اخرى.

وأضاف التقرير أنه تم احتجاز 581 من اطقم السفن كرهائن، فيما تعرض تسعة للاختطاف وقتل 10 آخرون، وترددت الأنباء عن فقدان سبعة من افراد الاطقم، ويفترض انهم ماتوا. وأوضح التقرير أن خليج عدن والساحل الشرقي للصومال يحتلان رأس قائمة مناطق القرصنة، حيث تم تسجيل 63 حالة بهما بما يمثل نحو ثلث اجمالي الهجمات التى تعرضت لها السفن. يذكر أن قراصنة صوماليين اختطفوا 26 سفينة واحتجزوا 537 شخصا من اعضاء اطقم السفن كرهائن. وقال مدير مكتب الملاحة البحرية الدولي بوتنجال موكوندان «ان ارتكاب أعمال القرصنة قبالة السواحل الصومالية، يعد امرا غير مسبوق» وأضاف «يبدو واضحا أن القراصنة يعتقدون أنهم يستطيعون مهاجمة السفن من دون ان يلحقهم العقاب».

واستطرد قائلا ان زيادة عدد الهجمات العنيفة على السفن «تهدد الملاحة والتجارة التي تمر عبر أكثر الطرق التجارية أهمية، والذي يربط بين آسيا وأوروبا». يشار إلى أن نيجيريا تحتل الترتيب الثاني في أعمال القرصنة، حيث تم تسجيل 24 هجوما بها في الاشهر التسعة الاولى من العام الحالي، وجاءت أندونيسيا في المرتبة الثالثة برصيد 23 هجوما. ورحب المكتب بجهود الحكومة الاندونيسية في تشديد إجراءات الأمن، التي أسفرت عن انخفاض عدد هجمات القرصنة بها.