التفاوت بين نتائج استطلاعات الرأي في الانتخابات يثير ارتباكا

خبيرة في الاستطلاعات تشرح لـ«الشرق الأوسط» أسباب اختلاف الأرقام

TT

أربعة استفتاءات حول المتقدم في الانتخابات الاميركية نشرت خلال الايام القليلة الماضية، أعطت كل واحدة منها نتائج متباعدة بشكل كبير عن المتقدم. وعلى الرغم من ان كل الاستفتاءات أظهرت تقدم المرشح الديمقراطي باراك اوباما على منافسه الجمهوري جون ماكين، الا ان الفارق في استفتاء وكالة انباء اسوشيتد برس، كان نقطة واحدة (44 -43 في المائة)، بينما أظهر استفتاء نشرته صحيفة «انفستورز بيزنس» تقدم اوباما بأربع نقاط (48 ـ 44 في المائة). لكن الفرق ارتفع الى اربع عشرة نقطة (52-38 في المائة) في استفتاء مركز ابحاث «بيو» في واشنطن، والى عشر نقاط في استفتاء جريدة «وول ستريت جورنال» بالاشتراك مع تلفزيون «ان بي سي» (52 - 42 في المائة). ونفس الفرق تقريبا في استفتاء جريدة «واشنطن بوست» بالاشتراك مع تلفزيون «اي بي سي»، وتلفزيون فوكس، أظهر تفوق اوباما بفرق تسع نقاط.

وأحدثت هذه النتائج المختلفة ارتباكا، وعلقت كارولين بومان، خبيرة الاستفتاءات الشعبية في معهد «اميركان انتربرايز» في واشنطن، على الامر في اتصال مع «الشرق الاوسط»، وقالت ان الاسباب الرئيسة للفروقات بين نتائج الاستفتاءات خلال الايام القليلة الماضية، هو بسبب عدد الذين يتم استفتاؤهم، ونسبة الممتنعين عن الرد، ونوع الذين يستفتون، وهامش العمليات الحسابية. وقالت: «اهم عاملين هما طريقة اجراء الاستفتاء، ونوعية الذين يستفتون».

واشارت بومان الى ان استفتاء اسوشيتد برس، اجري خلال خمسة ايام، بداية من يوم 15 اكتوبر (تشرين الاول). واستفتاء فوكس لمدة خمسة ايام، ايضا ابتداء من يوم 20 اكتوبر. واستفتاء بيو لمدة اربعة ايام بداية من 16 اكتوبر، واستفتاء «وول ستريت جورنال» لمدة ثلاثة ايام بداية من 17 اكتوبر.

واشارت بومان الى ان استفتاء اسوشيتد برس، كان وسط الذين قالوا انهم متأكدون بأنهم سيصوتون. واستفتاء بيو كان وسط المسجلين للتصويت، وايضا استفتاء «وول ستريت جورنال». وقالت ان هامش العمليات الحسابية كان 3.5 نقطة في استفتاء اسوشيتد برس، و3.0 في استفتاء فوكس، و2.5 في استفتائي بيو و«واشنطن بوست»، و2.9 في استفتاء «وول ستريت جورنال». وقالت ان مراكز الاستفتاءات تسأل الناس اسئلة تمهيدية لا تنشرها، مثل: هل صوت الشخص في الانتخابات السابقة؟ هل تأييد المرشح قوي او ضعيف؟ هل يعرف أين سيصوت، لأن هذا يعتبر من الاجوبة التي تساعد على معرفة احتمال تصويت الشخص.

هذا بالاضافة الى ان بعض الاستفتاءات تقتصر على ولايات معينة، مثل استفتاء في ولاية فلوريدا بين ان ماكين يتفوق على اوباما بنقطة واحدة (46-45 في المائة)، مع وجود هامش حسابي كبير وصل الى 4 نقاط. لهذا، لا يمكن التأكد ان ماكين هو الفائز. والامر نفسه في استفتاء في ولاية نورث كارولينا بين ان اوباما يتفوق بنقطتين (48-46 في المائة). لكن بسبب هامش حسابي كبير، هو اكبر هامش خلال الايام القليلة الماضية (4.5 نقطة)، لا يمكن ضمان تفوق اوباما. هذا بالاضافة الى ان موقع ريال كلير في الانترنت يسجل كل يوم متوسط نتائج الاستفتاءات، واوضح امس ان المتوسط يفضل اوباما بنسبة 7 في المائة.