جائزة سخاروف الأوروبية لحرية الفكر تمنح لمنشق صيني

الصين حذرت من انعكاس القرار على علاقاتها مع أوروبا

TT

اعلن البرلمان الاوروبي امس فوز الناشط السياسي الصيني هو جياو بجائزة سخاروف التي يمنحها البرلمان الاوروبي للناشطين في مجال الدفاع عن الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان. واعلن رئيس البرلمان الاوروبي هانس غيرت بوترينغ خلال جلسة موسعة للبرلمان الاوروبي بستراسبورغ ان الجائزة «منحت الى هو جياو باسم الذين لا صوت لهم في الصين والتبت». واوضح بوترينغ انه بمنحه هذه الجائزة الى جياو، فان «البرلمان الاوروبي يكرم المعركة اليومية من اجل الحرية التي يخوضها جميع المدافعين عن حقوق الانسان في الصين» كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وكانت التصفية النهائية للفوز بالجائزة قد انحصرت بين ثلاثة مرشحين هم الصيني هو جيا والبيلاروسي السجين السياسي الكسندر كوزلين، والافريقي أحد أبرز اقطاب المعارضة في الكونغو الديمقراطية ابوت ابولينير مالو مالو. وخلت القائمة هذا العام من اي اسماء عربية بعد ان فاز بها العام الماضي المحامي السوداني صالح محمود عثمان. وكان حكم على هو جياو، 35 عاما، في ابريل (نيسان) بعد محاكمة استمرت يوماً بالسجن ثلاث سنوات ونصف السنة بتهمة القيام بمحاولة تخريبية لنشره مقالات على الانترنت وإعطائه مقابلات لصحف اجنبية. وعرفت التصفية النهائية استبعاد شخصيات دولية من مناطق مختلفة من العالم؛ ابرزها الدلاي لاما الزعيم الروحي لاقليم التبت الذي يطالب بالانفصال عن الصين وانغريد بيتانكور، المرشحة السابقة لانتخابات الرئاسة في كولومبيا، وميخائيل ترباشكين، احد ابرز الناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الانسان في روسيا. ومن القارة الافريقية مورغان تسفانجيري زعيم المعارضة في زيمبابوي. والجائزة عبارة عن شهادة بالإضافة إلى مبلغ 50 الف يورو، ويطلق البرلمان الاوروبي على الجائزة اسم المنشق الروسي اندريه سخاروف. واعتاد ان يمنح جائزة سخاروف منذ عام 1988 للشخصيات والمنظمات التي تدافع عن الديمقراطية وحقوق الانسان وكان اول من حصل عليها هو الزعيم الافريقي نيلسون مانديلا. وتلته اسماء اخرى عالمية؛ ومنها شخصيات عربية واسلامية، ولعل ابرز من حصل على جائزة سخاروف هم الالباني ابراهيم روغوفا وكوفي أنان الامين العام السابق للامم المتحدة، والتركية ليلى زانا التي اشتهرت بالدفاع عن حقوق المرأة والجزائرية سليمة غزالي. وردا على فوز هو جياو بالجائزة، عبرت بكين عن «استيائها الشديد»، مشيرة في الوقت نفسه الى ان ذلك لن يؤثر على القمة الآسيوية الاوروبية (اسيم). وقال المتحدث باسم الخارجية ليو جيانشاو «نعبر عن استيائنا الشديد لقرار البرلمان الاوروبي منح مثل هذه الجائزة رغم مساعينا المتكررة الى مجرم مسجون في الصين»، مضيفا «لا اعتقد ان ذلك سيؤثر على قمة بكين».

من جهتها، اعلنت زوجة المنشق في اتصال هاتفي اجرته معها وكالة الصحافة الفرنسية «اعتقد ان هو جياو سيكون مسرورا جدا لان عمله حصل على اعتراف الجميع». واعربت تشينغ، 25 عاما، التي تفرض عليها حاليا مراقبة مشددة في شقتها ببكين حيث تقيم مع طفلتها، 11 شهرا، عن املها بأن تسمح الجائزة بتحسين وضع هو جياو. ومارس ممثلون عن الحكومة الصينية في الايام الماضية ضغوطا كثيرة على النواب الاوروبيين لردعهم عن منح جائزة سخاروف لهو جياو. وحذر سفير الصين لدى الاتحاد الاوروبي سونغ تشي في رسالة وجهها في 16 اكتوبر الى بوترينغ، وحصلت الوكالة على نسخة عنها من انه «اذا منح البرلمان الاوروبي هذه الجائزة الى هو جياو، فإن ذلك سيثير حتماً مشاعر الشعب الصيني وسيضر الى حد كبير بالعلاقات بين الصين والاتحاد الاوروبي».

كما رأى تشي ان «عدم الاعتراف بالتقدم الذي حققته الصين على صعيد حقوق الانسان والإصرار على المواجهة لن يؤدي سوى الى ترسيخ عدم التفاهم» بين الصين والاتحاد الاوروبي.