مومباي.. المدينة التي بالكاد تغفو

عاصمة الهند الاقتصادية والثقافية

المدينة هي مركز التجارة وصناعة الترفيه في الهند (أ.ف.ب)
TT

مدينة مومباي، التي كانت تعرف عالمياً باسم «بومباي»، هي العاصمة الإدارية لولاية مهاراشترا الهندية والعاصمة الاقتصادية والثقافية والترفيهية للهند. مومباي مدينة ضخمة تقع على الساحل الغربي لشبه الجزيرة ـ بل شبه القارة الهندية ـ، مطلة على بحر العرب الذي هو الجزء الشمالي الغربي من المحيط الهندي. وتتمتع مومباي بميناء طبيعي عميق أهلها لمكانتها الاقتصادية المميزة، حتى أن مرفأها يسجل بمفرده نصف إجمالي حركة الشحن والتفريغ في الهند.

هذه المدينة التي بالكاد تغفو .. إذ تضج بالحياة على مدار الساعة، خلفها تاريخ ذهبي يعود إلى عدة مئات من السنين. وعلى امتداد تاريخها سحرت مومباي من زارها بمبانيها ومعالمها التراثية العظيمة. إنها باختصار «درة الهند»، التي تضم بين سكانها الذين يربو تعدادهم على 15 مليون نسمة، أبرز رجال الصناعة وأشهر وجوه المجتمع وألمع نجوم السينما وأهل الفن.

يعرّف البعض هذه المدينة بـ«المدينة الجزيرة» التي تحف بها الشواطئ الجميلة بجانب المرفأ الطبيعي، وعلى الخريطة السياحية للهند، كانت مومباي دائماً النقطة الأبرز للتواصل مع العالم الخارجي. على الصعيد الاقتصادي، لا جدل في أن المدينة هي مركز التجارة وصناعة الترفيه في الهند، وبمفردها تحقق 5% من إجمالي الناتج الوطني للبلاد، وبخاصة أن فيها المقرات الرئيسة لأهم المؤسسات المالية الهندية كالبنك المركزي الهندي (المعروف باسم البنك الاحتياطي للهند) وبورصة مومباي والسوق الوطنية للأسهم في الهند، العديد من كبريات المجموعات والشركات التجارية والصناعية الهندية والمتعددة الجنسية. وكذلك تعد المدينة مركز الصناعة السينمائية والتلفزيونية الهندية .. الشهيرة عالمياً بـ«بوليوود».

إن فرص العمل الضخمة التي وفرتها وتوفرها مومباي للهند، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى المعيشة فيها بالمقارنة مع باقي البلاد، جعلت منها مغناطيس جذب للمهاجرين من مختلف جهات الهند، وفي الوقت ذاته، واحة ملونة تعيش تنوع الجاليات والطوائف والثقافات. وحسب التوزع الديني يشكل الهندوس غالبية 80% من سكان المدينة، ويشكل المسلمون أكبر أقلية فيها بحدود 14.5% من السكان، في حين يشكل السيخ والمسيحيون معاً نسبة 2.5%، تليهم الأقليات الأخرى ومنها اليهود والبارسي (الزرادشتيون) وغيرهم. النسيج الاجتماعي الفئوي لمومباي تعرض لتجربة قاسية جداً في إحداث شغب 1992-1993 بعدما أدى العنف الديني والطائفي إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. ثم يوم 12 مارس (آذار) 1993 لقي نحو 300 مواطن حتفهم في سلسلة تفجيرات منسقة كانت خلفها جماعات إجرامية، استهدفت مواقع مهمة ومرموقة في المدينة. وأيضاً تعرضت حافلات النقل في المدينة لهجمات إرهابية شنتها جماعات إسلامية متشددة خلال السنوات الفائتة. ثم عام 2006 وجدت مومباي نفسها من جديد هدفاً للإرهاب عندما أدت تفجيرات كبيرة شبه متزامنة إلى قتل أكثر من 200 شخص في سكك حديد ضواحي مومباي. فندق ترايدنت-أوبيروي فندق فخم، مصنف 5 نجوم، على بحر العرب، وهو يقع على مسافة قصيرة من مقرات عدد من كبريات الشركات التجاري ومراكز الترفيه والتسلية والتسوق، ولا يبعد أكثر من خمس دقائق بالسيارة عن معلم «بوابة الهند» المعماري الشهير، وعشر دقائق فقط عن مركز التجارة العالمي الذي يرتاده عموماً الزوار الأجانب. ويضم هذا الفندق ذو الـ22 طابقاً 575 غرفة فاخرة التأثيث والتجهيز.

أما فندق تاج محل بالاس آند تاور، فقد افتتح عام 1903، وتمتع منذ ذلك الحين بتاريخه الخاص العريق. فقد تمتع بضيافته الراقية وتجهيزاته المترفة على مر الأيام والسنين المهراجات والأمراء، والعديد من ملوك العالم ورؤساء دوله وكبار رجال الأعمال والفنانين العالميين. وهو يتكون من مبنيين متجاورين هما المبنى التاريخي القديم، والبرج الأحدث عهداً.

من الناحية المعمارية يعد المبنى القديم، الذي شيّد عام 1903 بحق، من أشهر معالم مومباي السياحية حتى أنه أدرج كموقع تراثي في الهند، وهو من التحف المعمارية الرائعة التي تجمع في مبنى واحد طرازات إسلامية عربية وشرقية آسيوية وإيطالية فلورنسية. وتوفر شرفات هذا الفندق ونوافذه للنزلاء مناظر بانورامية لبحر العرب و«بوابة الهند»، بينما تتلألأ في ردهاته وممراته الأسقف المرمرية البديعة والأعمدة المنحوتة من الجزع اليماني، والأقواس المتقنة البناء والحفر، والسجاجيد الحريرية المعقودة يدوياً، والثريات البلّورية المبهرة، ناهيك من مجموعة متميزة من اللوحات الفنية والأثاث المتنوع الجميل، والأدراج المعلقة.