الشؤون الصحية تستعين بالقطاع الخاص لتعزيز احتياطي بنوك الدم

ضمن استعداداتها لموسم الحج وسياستها الجديدة لاستقطاب المتبرعين

المتبرع رقم (1) في الحملة الأخيرة التي نفذتها الشؤون الصحية بجدة («الشرق الأوسط»)
TT

قررت وزارة الصحة ممثلة في مديرية الصحة بمحافظة جدة أخيراً، استخدام مقاربة جديدة لإقناع المزيد من المتبرعين بتغذية بنوك الدم التابعة لها، للتغلب على أي نقص في وحدات الدم، من خلال الخروج إليهم في أماكن تسوقهم وتجمعاتهم في الوقت الذي تحتاج فيه إلى دعم إضافي لبنوك الدم بدلاً من استخدام الأسلوب التقليدي عبر مناشدة المتبرعين بالحضور إلى مراكزها.

وكان مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة، الدكتور سامي باداود، قد أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه السياسة التي تتبناها إدارته والتي تم تنفيذها أخيراً ضمن حملة وطنية كبرى انطلقت الأسبوع الماضي في واحد من أكبر مراكز التسوق في السعودية، أثبتت نجاحها وبأنها طريقة موفقة جداً، خاصة أن الطريقة الوحيدة لتغذية بنوك الدم في السعودية هي عن طريق التبرع فقط، نظراً لعدم إمكانية شراء الدماء من الخارج خوفاً من أي أمراض يمكن انتقالها من خلال الدم المستورد.

وقال باداود إن اقتراب موسم الحج والتحضير له دفع الشؤون الصحية إلى تنفيذ هذه الفكرة، لتغطية المطلوب، مشيراً إلى أن البنك المركزي الموجود في مستشفى الملك فهد يستقبل المتبرعين على مدار الساعة، وهناك حملات دورية لأماكن التجمعات خارج المستشفى مثل الزيارات المتكررة لإدارة المرور، والمعاهد، إلا أنه لا يمكن القول بأن التبرع بهذه الطريقة كافٍ، خاصة أننا نواجه صعوبات في إقناع أقرباء المرضى بالتبرع لهم ونضطر إلى اللجوء إلى متبرعين آخرين في بنك الدم، ولهذا تم تنفيذ الحملات الأخيرة وفق مقاربة تركز على تثقيف المجتمع وتوعيته بفائدة التبرع للمتبرع نفسه ولغيره، والاستراتيجية الأولى فيها هي بالخروج من المستشفى نظراً لأن العديد من المتبرعين يتهيبون الذهاب إلى المستشفيات والوقوف فيها زمناً طويلاً.

وتابع «ابتكرنا بالتعاون مع بندة وصافولا إنشاء عيادة مصغرة داخل مراكز التسوق يتم فيها إجراء التحاليل اللازمة للمتبرع وسحب الدم منه وتخزينه وإرساله لبنك الدم خلال دقائق معدودة، وهناك تجاوب جيد مع الحملة التي أطلقت الأسبوع الماضي، ونأمل أن ننفذها في أماكن أخرى ومع شركاء من القطاع الخاص مستقبلاً».

وفي الوقت الذي تحاول فيه بنوك الدم بمحافظة جدة توفير مخزون مناسب استعداداً لموسم الحج، الذي يتطلب منها تغذية المستشفيات الرئيسية وبنوك الدم في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وتوفير مخزون يغطي الطلب في جدة، فإن الحملة التي اعتمدتها الشؤون الصحية بالتعاون مع شركة صافولا وأسواق بندة العزيزية، قد حققت المخزون الذي تحتاجه هذه البنوك بحسب الدكتور سعيد العمودي، مدير إدارة المختبرات، وبنوك الدم بمحافظة جدة، الذي أكد بأنه تم تأمين ما بين 700 و1000 وحدة دم لدعم مستشفيات مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ومن المتوقع أن يصل العدد النهائي إلى حوالي الـ1200 وحدة دم يتم تجميعها من المستشفيات الرئيسية بجدة بواقع 400 وحدة من بنك مستشفى الملك فهد، و300 وحدة من مستشفى الولادة، وعدد مماثل تقريباً من مستشفى الملك عبد العزيز والمستشفيات الأخرى والمتبرعين، يضاف إليها رقم مماثل يتم جمعه من بنوك الدم في العاصمة المقدسة ومستشفياتها.

وأشار العمودي إلى أن الطريقة المعتادة في توفير الدماء عادة في العمليات عن طريق طلب أقرباء المرضى للتبرع بالدم بعد تحديد عدد الوحدات التي يحتاج إليها المريض، التي يحددها الطبيب، أما بالنسبة لتوفير وحدات الدم لتغطية الاحتياج في مواسم الحج مثلاً أو الحوادث المفاجئة فيكون من خلال حملات التبرع، وأضاف العمودي «حققنا هذا العام النسبة التي نتطلع إليها عن طريق الحملة الوطنية للتبرع بالدم التي نفذناها بالتعاون مع سلسلة متاجر هايبر بندة».

وحول الآلية المتبعة لجمع الفصائل النادرة والصعوبات التي تكتنفها قال العمودي بأن أكثر فصيلة نادرة هي الـ O- تليها فصائل A وAB، وبأن ما يجعلها نادرة هو زيادة الطلب عليها أحياناً، إلا أن هناك قائمة لدى بنك الدم لمتبرعين من نفس الفصائل يتم الاتصال بهم لدى الحاجة، وهم مدرجون تحت اسم «أصدقاء بنك الدم». وقال العمودي هناك تنسيق بيننا وبين جميع القطاعات الحكومية والخاصة في حالة الاحتياج إلى وحدات الدم من أي فصيلة كانت، والتنسيق هو العنصر الأساسي لعدم مواجهة أي مشاكل أو عجز، بالإضافة إلى أن جمع الدم يجب أن يكون بحسب آلية مدروسة حتى لا يتم تخزين كميات زائدة تفسد إذا لم يتم استخدامها، وهذا هو السبب في أن تنفيذ حملات التبرع يتم بشكل دوري وبحسب الحاجة.

تجدر الإشارة إلى أن الحملة الأخيرة التي نفذتها الشؤون الصحية مع شركة العزيزية بندة المتحدة، قد انطلقت من 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، وحتى نهاية الشهر، عن طريق تجهيز عيادات صغيرة خاصة في عدد من فروع أسواق بندة وهايبر بندة في معظم مدن المملكة، وهي تعد الحملة الأكبر على مستوى المملكة.