جنتاو يحذر من أن الصين تواجه تهديدا اقتصاديا بسبب الأزمة العالمية

تقرير: تخفيض العمالة وانكماش الصناعات في أميركا قد يزداد سوءا

مارد الازمة المالية العالمية، اصبح يمثل تحديا كبيرا للاقتصادين الصيني والاميركي
TT

نقل عن الرئيس الصيني هو جنتاو، قوله خلال خطاب أمام المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي، إن الأزمة العالمية تمثل تهديدا خاصا للصين.

وسوف يكون من الصعب على الصين الحفاظ على مسار تطورها الاقتصادي في المستقبل القريب، حيث أنها تواجه توترا متزايدا، بسبب عدد سكانها الكبير، ومواردها المحدودة والمشاكل البيئية. وذكرت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) نقلا عن هو قوله خلال الاجتماع أول من أمس السبت، إن الصين تحتاج إلى إجراء إصلاح أسرع لنمط نموها الاقتصادي، لتحقيق التنمية المستدامة.

وقال هو إن المنافسة العالمية ازدادت شراستها عن قبل، وبدأت سياسة الحمائية تزداد في مجالي الاستثمار والتجارة. وقال المراقبون إن هذا التحذير الواضح، الذي يأتي من مثل هذا المستوى العالي، يعكس مدى القلق لدى القيادة الصينية إزاء الازمة العالمية. وقد غير البنك الدولي توقعه الأساسي للنمو الاقتصادي في الصين خلال العام المقبل، والذي بلغت نسبته 9.2 في المائة ليصبح 7.5 في المائة، وهي أقل نسبة منذ عشر سنوات.

من جهة أخرى، صرح خبراء اقتصاد أمريكيون قبل صدور تقرير وزارة العمل الامريكية هذا الأسبوع، بأن الركود المسيطر على الاقتصاد الأميركي، ازداد عمقا خلال الشهر الماضي، حيث قلص أصحاب الأعمال عدد العاملين، وتراجعت الصناعات بأسرع معدل لها خلال ربع قرن.

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء الاقتصادية امس الاحد، أن عدد العمال تقلص بحوالى 320 ألف عامل في نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، في أكبر انخفاض يحدث خلال شهر واحد، منذ هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وفقا لتقديرات خبراء الاقتصاد، الذين استطلعت وكالة بلومبرغ للأنباء آراءهم، قبل صدور تقرير وزارة العمل في الخامس من هذا الشهر.

وربما يكون معدل البطالة قد قفز إلى نسبة 6.8 في المائة، فيما يعد أعلى معدل منذ عام 1993.

وقد تستمر مشكلة العمالة في التدهور، في ظلال استمرار أزمة الائتمان الخانقة، حيث يتوقع محللو مؤسسة «غولدن ساكس غروب» أن يبلغ معدل البطالة 9 في المائة في أواخر عام 2009. وقد دفع هذا الوضع الذي يزداد سوءا الرئيس المنتخب باراك أوباما لأن يضع خطة لإنقاذ أو خلق 2.5 مليون فرصة عمل، خلال عامين ليدرأ ما سماه «كارثة تاريخية». وقال دين ماكي، وهو رئيس مشارك لقسم البحث الاقتصادي في مجموعة باركليز كابيتال في نيويورك «إن كل الدلائل تشير إلى سوق عمالة ضعيف للغاية، ويزداد سوءا. يجب علينا أن نتوقع برنامج تحفيز كبيرا بعد تولى أوباما الرئاسة بفترة صغيرة».

يذكر أن الانخفاض الحادي عشر على التوالي في عدد العاملين، يأتي عقب تخفيض 240 ألف فرصة عمل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مما يجعل إجمالي الوظائف التي تم شطبها حتى الآن يصل إلى 1.5 مليون وظيفة. وبحسب وكالة الانباء الالمانية ووفقا لتقرير اقتصادي، فإنه من المحتمل أن تكون المصانع خفضت 80 ألفا من قوتها العاملة. وبلغ معدل البطالة في أكتوبر الماضي 6.5 في المائة. جدير بالذكر أن تقرير العمالة، وهو الثاني الذي سوف يتم إصداره بعد انتخاب أوباما في الرابع من نوفمبر الماضي، من المحتمل أن يزيد من الضغط على صناع السياسات لوضع المزيد من خطط التحفيز.